اهتزت ليلة السبت، مدينة تبسة، على وقع جريمة نكراء، راح ضحيتها شيخ يفوق عمره ال70 سنة يدعى ع.موسى، حينما أقدم شقيقه الأصغر، البالغ من العمر 51 سنة تقريبا، في لحظة غضب وهيجان بعد خلاف عائلي على سكب كميات كبيرة من البنزين على جسد شقيقه الأكبر، داخل مسكنه العائلي وإشعال النار فيه. ووقعت الجريمة إثر عودة الشيخ إلى منزله الواقع بحي ديار الشهداء في قلب مدينة تبسة بعد أدائه لصلاة العشاء، وهذا بسبب خلاف حول ميراث أبيهما الذي توفي منذ عقدين ويتمثل في قطعة ارض بنفس الحي، ولم تتمكن أطراف عائلية من الإصلاح بين الشقيقين، وقد حاصرت النيران الضحية الذي عجز عن الخروج من البيت حتى تفحمت أطرافه السفلية، كما طارد الجاني زوجة أخيه وابنة أخيه بالبنزين محاولا حرقهما ولكنهما تمكنتا من الفرار إلى خارج المنزل، وتم نقل الضحية في حالة خطيرة جدا إلى مستشفى تبسة، أين قرر الأطباء تحويله إلى مستشفى ابن رشد الجامعي في مدينة عنابة، حيث فارق الحياة فجر الأحد في مصلحة الحروق بمستشفى عنابة، تزامنا مع فتح عناصر الدرك الوطني، تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادثة التي تطورت أحداثها ليلا، وازدادت حدة فجر أمس بعد انتشار خبر وفاة الضحية، حيث أقدم أفراد من أصدقاء وأقارب الضحية، على مداهمة منزل المتهم، وحاولوا الردّ بالمثل، حيث أغرقوا البيت بالبنزين وحاولوا إحراق المتهم شقيق الضحية ظنا منهم بأنه كان في البيت، وخرّبوا سيارته، إلى أن تدخل عناصر الدرك مجددا وأوقفوا المتهم ومن حاولوا الانتقام منه لإحالتهم جميعا على التحقيق. يذكر أن الضحية أب لأربعة أبناء منهم ابنتان، ومسكنه مجاور لمسكن شقيقه الجاني المفترض وبجوارهما قطعة أرض جماعية، وهي تحصيصات قديمة تسمى ديار الشهداء، سلمها لوالد الجاني والضحية الشقيقان، الرئيس الراحل أحمد بن بلة في سنة 1964، الحادثة جاءت بعد أربعة أيام من حادثة مماثلة قام بها كهل في نفس الولاية في بلدية بئر الذهب عندما أحرق بيته وكانت فيه زوجته الثانية وتوأميه وجميعهم يرقدون بين الحياة والموت في المستشفى، وعندما حاصرته مصالح الدرك الوطني انتحر بشربه لسائل قاتل.