أعلنت منظمة الصحة العالمية، الإثنين، أنها علقت "موقتا" التجارب السريرية لعقار هيدروكسي كلوروكين والتي تجريها مع شركائها في دول عدة، لمكافحة فيروس كورونا، بعد دراسات أثبتت عدم فاعليته، علما ان الجزائر من بين البلدان التي طبقت هذا البروتوكول. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت إن هذا القرار يأتي بعد نشر دراسة الجمعة في مجلة "ذي لانسيت" الطبية اعتبرت أن اللجوء إلى الكلوروكين أو مشتقاته مثل هيدروكسي كلوروكين للتصدي لوباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد ليس فاعلا وقد يكون ضارا. وأضاف تيدروس: "أوقفت الهيئة التنفيذية بشكل مؤقت الفرع الذي يخص هيدروكسي كلوروكين في التجربة الدولية في الوقت الذي يقوم فيه مجلس مراقبة سلامة البيانات بمراجعة بيانات السلامة. أما الأفرع الأخرى للتجربة فلا تزالا مستمرة". وبدأت منظمة الصحة قبل أكثر من شهرين تجارب سريرية تشمل خصوصا عقار هيدروكسي كلوروكين بهدف التوصل إلى علاج فاعل لكوفيد-19. وقال مدير المنظمة إن "أكثر من 400 مستشفى في 35 بلدا تستعين بمرضى وتمت الاستعانة بنحو 3500 مريض في 17 بلدا." أكثر من 15 ألف شخص تحت العلاج بالجزائر وكانت الجزائر من بين الدول التي لجأت إلى هذا البروتوكول العلاجي لمرضى كورونا وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة الدولية. كما أعلن وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد في عدة مناسبات، أن النتائج الأولية لتطبيق هذا البروتوكول العلاجي كانت "مشجعة" بعد أن تم تجريبه على آلاف المصابين بالفيروس. والإثنين أعلن جمال فورار خلال عرض الحصيلة اليومية للوباء أن الحالات التي استفادت من العلاج حسب البروتوكول المعمول به فقد بلغ عددها 15.013 وتشمل 6.656 حالة مؤكدة حسب التحليل المخبري و8.357 حالة محتملة حسب التحليل بالأشعة والسكانير. Media briefing on COVID-19 Media briefing on COVID-19 Julkaissut World Health Organization (WHO) Maanantaina 25. toukokuuta 2020 وجاء قرار منظمة الصحة العالمية بعد دراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الطبية أظهرت أن لا الكلوروكين ولا هيدروكسي كلوروكين أثبتا فاعلية ضد كوفيد-19 لدى المرضى في المستشفيات، حتى أن هذه المركبات تزيد من خطر الوفاة ومن عدم انتظام ضربات القلب. وحللت الدراسة معلومات تعود إلى نحو 96 ألف مريض أصيبوا بفيروس "سارس-كوف-2″(فيروس كورونا المستجد) ونقلوا إلى 671 مستشفى بين 20 ديسمبر و14 أفريل 2020 وتوفوا فيها أو خرجوا منها. عراب كلوروكين يشكك من جهته شكك البروفيسور الفرنسي مدير المعهد الاستشفائي الجامعي للبحر المتوسط في مرسيليا، ديديي راوول، الذي كان أول من شجع على استعمال هذا العقار ضدّ كورونا، في الدراسىات المنجزة حول العقار. وكتب في تغريدة أن الملاحظ أن هناك تناقضات بين الدراسات المنجزة بشان عقار كلوروكين، وهو أمر يرجع حسبه إلى انها أجريت بالإعتماد على قواعد بيانات وليس على مرضى. Pourquoi ces contradictions entre les études sur l'hydroxychloroquine ? Des éléments de réponse émergent quand on constate que les études contre ce traitement sont principalement des études réalisées auprès de bases de données, pas auprès de malades.https://t.co/gVVlOAqF5U pic.twitter.com/EnNw4EFbwQ — Didier Raoult (@raoult_didier) May 25, 2020 كما أكد في كلمة منشورة على موقعه "لا أعرف إن كان هذا الدواء يقتل في مكان آخر، لكنه بالنسبة الينا ينقذ الأرواح هنا". وشدّد الطبيب الفرنسي على أنّ المستشفى الذي يعمل فيه تعامل مع 4 آلاف مريض تمّ اعطاؤهم هذا العقار ويتساءل: "لن أغيّر موقفي لمجرّد أن البعض يلجأ إلى البيانات الضخمة… هل تريدون من دراسة فوضوية تعتمد على أرقام مبالغ فيها أن تغيّر قناعاتنا وتغيّر ما نراه؟ ولفت تيدروس إلى أنه سيتم تعليق التجارب التي تقوم بها المنظمة وشركاؤها لهيدروكسي كلوروكين في انتظار "تحليل المعطيات" الناتجة من التجارب السابقة. وقالت الطبيبة سمية سواميناثان المكلفة الدائرة العلمية في المنظمة إنه "اجراء موقت". وهيدروكسي كلوروكين هو أحد مشتقات الكلوروكين، ويوصف منذ عقود لمعالجة الملاريا. ويشهد منذ نهاية فبراير/شباط شهرة غير مسبوقة منذ نشر البروفسور الفرنسي ديدييه راوول دراسات عدة أظهرت في رأيه فاعلية هذا العقار إذا تم إقرانه بالمضاد الحيوي ازيتروميسين. من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن أنه يتناوله يوميا من باب الوقاية، فيما أبدى الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ثقته بفاعليته ما دفع وزارة الصحة إلى أن توصي باستخدامه مع المرضى الذين يظهرون فقط أعراضا طفيفة. وحرص مدير منظمة الصحة العالمية، على التذكير بأن هيدروكسي كلوروكين وكلوروكين لا يزالان "يعتبران عموما علاجا آمنا للمصابين بأمراض المناعة الذاتية والملاريا".
