علمت "الشروق اليومي" من مصادر موثوقة وعلى صلة بمغامرات الحراقة الذين ينطلقون بالعشرات أسبوعيا من سواحل غرب البلاد، أن مجموعة من هؤلاء يصل عددها إلى 42 حراقا قاموا يوم أول أمس وفي ساعات الفجر الأولى بالانطلاق على متن قاربين من مدينة بني صاف بولاية عين تموشنت، وهو الخبر الذي نقله لنا أحد أقارب الحراقة مع تحفظه الكامل عن ذكر مزيد من التفاصيل. بيد أن هذه العملية رفقة العملية الناجحة التي تمت الأسبوع الماضي ونشرت الشروق تفاصيلها عقب اتصال الحراقة بأهلهم ، يكشف وجود خلل كبير لدى الأجهزة المكلفة برقابة الحراقة وتسللهم الدائم عبر السواحل من وهران إلى تلمسان، وكذا عين تموشنت...حيث أكد مصدر للشروق أن منظم الرحلة هو شخص واحد يدعى "ع" والذي تأكدنا أنه ينظّم بمعدل رحلتين أسبوعيا ، والأغرب أنه يزعم حسب مصدرنا أن "جميع رحلاته كانت ناجحة، و أن من تم القبض عليهم كان عقب الرحلة أي بعد الوصول إلى الأراضي الاسبانية"، وبالعودة إلى رحلة أول أمس في بني صاف، فقد أكد لنا مقربون من أهالي الحراقة أنهم من ولايات مختلفة وقد تخلف عنهم البعض من ولايتي الشلف وغليزان لأسباب ما تزال مجهولة. وفي السياق ذاته، روت لنا بعض المصادر ممن حاول أصحابها تجريب حظهم في السابق بالهجرة سرا بعضا من طقوس الرحلة، حيث بدأ المنظمون في الآونة الأخيرة باتخاذ إجراءات وقائية خوفا من التبليغ عنهم قبل الانطلاق وهو ما وقع في الكثير من المرات، إذ أصبح لزاما على المرشحين للهجرة السرية التخلي عن هواتفهم النقالة قبل موعد الرحلة الذي يتفقون عليه قبل أسبوع من الموعد، ثم يقوم منظم الرحلة السرية بإعادة الهواتف إلى أصحابها قبل الانطلاق بدقائق، علما أن بعض الحراقة يقومون بالاتصال بأقاربهم وهم في عرض البحر لاطلاعهم بجديد ما يحدث لهم، كما تكمن أهمية "البورتابل" كذلك في ضرورة الاتصال بحراس السواحل في حالة وقوع مكروه، أو انقلاب الزورق المطاطي، أو حتى إن أحسّ مرشد الرحلة بالضياع أو التيهان في وسط الرحلة، حيث يلجأ إلى الاتصال بحراس السواحل لإنقاذهم علما أن ذلك يتم بصعوبة بالغة نتيجة عدم تمكن فرق الإنقاذ في الغالب من تحديد مكان تواجد الزوارق الضائعة. وبالنسبة لمنظمي هذا النوع من الرحلات السرية الممنوعة قانونا والمحفوفة بكثير من المخاطر، فقد أكد لنا المصدر ذاته أن معظمهم شباب يقطنون أحياء فقيرة وشعبية في وهران، حيث سبق لمصالح الأمن أن لاحقت بعضهم في "راس العين" وكذا حي "البلانتير" الذي عرف احتجاجات شعبية عارمة مؤخرا بسبب الترحيل، علما أن رغبات الشباب القاطنين بالهجرة سرا تضاعفت نتيجة الشعور بالظلم من الجهات الرسمية التي ترفض حتى الآن فتح آذانها لسماعهم إلا بعد وقوع الكوارث على شاكلة أعمال التخريب أو "الحرقة". قادة بن عمار