نحو حل البرلمان.. وقانون الانتخابات قد يمرّر بأمرية رئاسية

رؤساء أحزاب يكشفون تفاصيل اللقاء مع تبون:

بدأت ملامح الذهاب نحو حل البرلمان تتأكد، بعد استقبال رئيس الجمهورية قادة أحزاب سياسية، كشفوا جميعا عن مناقشة ملف الانتخابات التشريعية المبكرة وإمكانية الذهاب نحو حل المجالس المنتخبة، بينما كان رئيس جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز أكثرهم وضوحا وإثارة بحديثه عن حل البرلمان في الأيام القليلة القادمة.
حرّكت عودة الرئيس من ألمانيا الساحة السياسية في البلاد، خاصة بعد استقباله رؤساء بعض التشكيلات الحزبية، والذين كشفوا في تصريحات إعلامية عن مناقشتهم ملف الانتخابات المسبقة وحل البرلمان مع المسؤول الأول للبلاد، فأي الخيارين سيعتمده الرئيس تبون في الأيام المقبلة؟ هل إعلان تشريعيات مسبقة مع الحفاظ على المجلس الحالي إلى غاية يوم الانتخاب، أم التخلص من تركة النظام السابق، وإعلان حل المجلس الشعبي الوطني، في ثاني قرار من نوعه في تاريخ الجزائر، بعد قرار مماثل للرئيس الشاذلي بن جديد يوم 4 جانفي 1992.
وفي هذا الإطار، كشف رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، في تصريح ل"الشروق" عن فحوى اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية مساء أول أمس، والذي تناول فيه عدة ملفات مهمة على – حد تعبيره- تأتي على رأسها قضية إجراء انتخابات مسبقة، مع تلميح الرئيس إلى إمكانية إصدار قرار يقضي بحل البرلمان الحالي، قائلا: "فهمت من كلام الرئيس أن هناك توجها نحو حل البرلمان لكن القرار لم يتخذ بعد في انتظار استشارة الطبقة السياسية في البلاد".
ويقول جيلالي سفيان "إن هناك احتمالية كبيرة لحل البرلمان الحالي واستدعاء الهيئة الناخبة قبل شهر جوان المقبل، مع إمكانية أن يمرر قانون الانتخابات الجديد بأمرية رئاسية في حال قرار الرئيس حل المجلس الشعبي الوطني سيما وأن الدستور الجديد أعطى لرئيس الجمهورية صلاحيات من شأنها أن تملأ الفراغ المؤسساتي كما لديه الحق في سن قوانين وتمريرها عبر أمرية رئاسية".
وبخصوص وجود تخوفات من أن يتسبب قرار حل البرلمان في فراغ مؤسساتي، قال رئيس حزب جيل جديد إن حل المجالس المنتخبة كان مطلبا شعبيا سيما أن الهيئة التشريعية الحالية هي تركة النظام السابق وبالتالي فالجزائريون ينتظرون أن يحدث هذا التغيير مصرحا: "لا يوجد إشكال بخصوص حل البرلمان ما دام المجلس الحالي مرفوضا شعبيا".
بالمقابل، يتوقع جيلالي سفيان أن تجرى الانتخابات قبل شهر جوان المقبل، خاصة أن هذه الفترة تتزامن مع نهاية شهر رمضان، وبالتالي الأمر لن يكون مستحيلا، إضافة إلى أن الحملة الانتخابية ستكون متكيّفة مع جائحة كورونا، حيث ستلقي بظلالها على هذا الاستحقاق السياسي. ويبدو أن الرئيس ماض في سلسلة مشاوراته بخصوص إجراء انتخابات مبكرة مع إمكانية حل البرلمان قريبا مع الطبقة السياسية، الأمر الذي يفسر استقباله لرئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أمس، حيث تطرق الرئيس وفق ما كشف عنه بيان لحركة حمس إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخارجية، وعن الإجراءات التي يعتزم القيام بها.
وأضافت الحركة أن رئيسها قدم هو الآخر، وجهات نظر الحركة في مختلف الملفات بما يحقق استقرار البلد ويحقق الإقلاع الاقتصادي ويجسد كرامة المواطن وبما يحسن معيشة المواطنين، ويحفظ البلاد من المخاطر الإقليمية والدولية، في حين كشفت مصادر "الشروق" من داخل حمس أن الرئيس تطرق إلى قضية الانتخابات.
كما استقبل الرئيس كذلك في أجندة الأحد ممثل جبهة القوى الاشتراكية ورئيس حركة الإصلاح الوطني، حيث تمحور النقاش حول نفس الموضوعات.
يأتي هذا بالتزامن مع تصريحات صادرة من قبل رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، الذي أكد في تصريح ل"الشروق نيوز" أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سيحل البرلمان في الأيام القليلة القادمة وسيكون ذلك قبل تاريخ 18 فيفري الجاري.