كشف معهد الشارقة للتراث، الجهة المنظمة لملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي تقام فعالياته خلال الفترة من 27 سبتمبر إلى الأول من أكتوبر المقبل، عن مشاركة أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية في فعاليات النسخة ال15 من الملتقى. تشارك الجزائر إلى جانب عديد الدول العربية والأجنبية في هذا الملتقى الذي اختير له شعار "حماة الذاكرة"، على غرار الإمارات والسعودية وقطر والكويت ومصر والمملكة المغربية وسوريا ولبنان وتونس وفلسطين والأردن، ومن بين الدول الأجنبية الهند والفلبين والمكسيك وفنلندا وفرنسا وأكرانيا وإسبانيا ورومانيا، ويمثل الجزائر الراوي والحكواتي محمد ماحي مسلم الذي عاد مؤخرا من المهرجان الدولي "حكايا" الذي نظمّ بالعاصمة الأردنية عمّان، حيث يرتقب أن يقدم أعماله الشفهية أبرزها "رميضة" و"حديدوان والغولة"، "إذا وهران حكات"، "أسطورة كولمب الإثنين" وغيرها مما تحمله حقيبته الفنية "واش قالت ناس زمان"، كما ينتظر حسب ما كشفه ماحي صديق ل"الشروق" عن سفرية تقوده إلى مصر في غضون الأيام القليلة المقبلة من أجل المشاركة في إحدى الفعاليات الثقافية المهتمة بالحكاية الشعبية والتراث الشفهي، ومصدر إلهام ماحي مسلم الحقيقي، أنّه كان متشدّقا بوالدته التي سردت على مسامعه عشرات القصص في صغره، بالرغم من كل صعوبات الحياة اليومية التي كانت تواجهها، كان يجد طاقته وضالّته في روح الطفولة والبراءة التي اقتات منها بمدينته سيدي بلعباس، التي لا تزال واحدة من أهمّ طابع "القوّال" أو"الحكواتي" المعروفين على الساحة المحلية، الوطنية والدولية. هذا وخصص الملتقى برامج وخطط واستراتيجيات وأهداف عدة، من أبرزها مواكبة أهداف منظمة اليونسكو الرامية للحفاظ على ميراث الكنوز البشرية، والتركيز على أهمية ذاكرة الرواة وخبراتهم وإبداعاتهم بالنسبة للتراثين الثقافيين المحلي والإنساني، والمحافظة على استمرار العلاقة بين الأدب الشعبي والمجتمع، كما تعدّ الفعالية دعوة صادقة إلى مختلف الجهات المعنية والمختصين والباحثين ووسائل الإعلام، لإنصاف الرواة والحرفيين وحملة الذاكرة الشعبية، خصوصاً في ظل هذه المشاركة العربية والعالمية المميزة، فضلا على أنّ الاحتفاء بيوم الراوي الذي تحوّل إلى لقاء دولي يأتي حسب الجهة المنظمة لدق ناقوس الخطر من فقدان ذاكرة الوطن ومعارفه وعاداته وتقاليده، إضافة إلى تكريم وتذكر حملة هذه الكنوز التراثية الشفهية والخبرات من السباقين في هذا الميدان.