وسط جمع غفير من المثقفين والإعلاميين نشط، أول أمس، رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ شيبان ندوة حول »الاجتهاد في الحياة الإسلامية« تطرق فيها لجملة من المسائل المتعلقة بالاجتهاد في الحياة الإسلامية، حيث ربط المحاضر بين القوة والاجتهاد والعلم، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم. حيث قال إن الأمة الإسلامية هي أمة العلم وأول ما نزل على نبيها »إقرأ« وعلى هذا الأساس فالمسلمون اليوم مطالبون بأن يكونوا أقوياء بعلمهم وليس التعلم السلبي الذي ينتشر اليوم في أوساط المسلمين. وقد فرق في هذا السياق بين الإسلام الوراثي الذي لا يقدم الكثير لحياة الأمة، وبين الإسلام الذاتي الذي عده المحرك الأساسي في تجديد الحياة وطرح الأسئلة المفيدة في سياق بعث حركة الاجتهاد الذي توقف »في مراحل من حياة الأمة الإسلامية وتعطل كما تعطل فيها الجهاد«، وتساءل قائلا: »كيف لأمة أن تكون قوية وأراضيها ومقدساتها في فلسطين والقدس محتلة؟«. وفي سياق رده على أسئلة الحضور، دعا المحاضر إلى تفعيل الاجتهاد، مؤكدا أن القرآن والسنة هما المصدران الأساسيان للاجتهاد ولا »اجتهاد خارج النص« بوصف القرآن والسنة هما مصدرا التشريع واستنباط طرق وسبل تنظيم حياة المسلمين. كما دعا إلى دعم كل ما يؤدي إلى وحدة المسلمين وتجاوز الخلافات التي عدها المحاضر شكلية في أغلبها، ومن بينها الاختلاف الذي يحصل سنويا في رصد أهلة رمضان، حيث تساءل شيبان »كيف لأمة تتوفر على هذا الكم الهائل من الفضائيات ولا تستغلها في توحيد رؤية هلال رمضان بدل استغلالها في »الشطيح والرديح«. وقد ربط الشيخ بين القوة والعزة التي ترتبط بدورها بالوحدة التي عدها شرطا أساسيا لأن تسود أمة محمد وتسترجع مجدها الذي يبقى قابلا للانبعاث في أية لحظة برغم تطاول الأقزام. وفي هذا السياق، ذكر المحاضر بضرورة الرجوع إلى المنهج القرآني في توصيل رسالة الإسلام إلى الآخر وهي الطريقة التي تعتمد على منهج بسيط يقوم على التسامح وسعة الصدر والوضوح في مخاطبة الآخر. وأكد شيبان أنه لو كنا نعتمد هذه الطريقة في تعليم الأجيال لما كنا اليوم نخاف التنصير، وما كان الشباب اليوم يخرجون من الإسلام إلى المسيحية. وفي سؤال حول »إطلاق« صفة »الأم« على الأمهات العازبات، قال إن »صفة الأم هي من أقدس الصفات وأجمل الأوصاف، لا يصح أن نطلقها على شيء وسخ« واعتبر أن ذلك إلحادا.