3 مخابر أجنبية و5 مستوردين يتحكمون في حياة 10 ملايين جزائري

يتقاسمون 400 مليون دولار سنويا

ذوو الأمراض المزمنة والمستعصية يدفعون ثمن سياسة الاحتكار
طالب الأمين العام للنقابة الوطنية للصيادلة، الحكومة بالتدخل العاجل، من أجل وضع حد نهائي لحالات الاحتكار التي تمارسها المخابر الأجنبية بالتواطؤ مع عدد محدود جدا من المستوردين وموزعي الجملة لبعض الأدوية الإستراتيجية الموجهة لعلاج الأمراض المزمنة التي لا تستطيع الجزائر تصنيعها.
* وقال مسعود بلعمري، في تصريحات ل"الشروق"، إن بعض المخابر الصيدلانية العالمية تقوم بمنح شركات جزائرية احتكار توزيع منتجها داخل الجزائر مما يعطي لهذه الشركات قوة خارقة في التحكم في الأسعار وفي الكميات التي توزع من الأدوية الموجهة لعلاج أمراض خطيرة ومستعصية ومنها أدوية الضغط الشرياني والسرطان والسكري والقصور الكلوي والقلب، وهي أهم وأخطر الأمراض التي تم إحصاؤها على مستوى مصالح الضمان الاجتماعي من بين 26 عائلة للأمراض المزمنة التي يتم تغطيتها وتعويضها بنسبة تتراوح بين 80 و100 % في الجزائر بحسب المدير العام للضمان الاجتماعي جواد بوركايب، الذي كشف أن نفقات الصندوق الخاصة بتعويض الأدوية بلغت 1.1 مليار دولار من إجمالي نفقات قدرت ب2 مليار دولار، وهي الوضعية التي ستزداد سوءا بداية من 2013 بسبب تعميم نظام الدفع من أجل الغير.
* وتسيطر ثلاثة مخابر أجنبية وهي "نوفارتيس" و"غلاسكو سميث كلاين" و"أفانتيس" على حوالي 400 مليون دولار من إجمالي الأدوية المعوضة في الجزائر، بفضل احتكارها للأدوية الموجهة للأمراض المزمنة التي يحتكر استيرادها وتوزيعها 5 مستوردين وموزعين بالجملة، رغم منع الدمج بين الاستيراد والتوزيع قانونا من طرف نفس الشركة، كما تقوم هذه المخابر بالعديد من المناورات لإحكام سيطرتها على السوق الجزائرية، وخاصة من خلال منع الشركات الجزائرية من تصنيع أدوية جنيسة خاصة بعلاج الأمراض المزمنة ومنع المخابر المنافسة من الدخول إلى الجزائر وخاصة المخابر التي تنتج أدوية جنيسة بغرض الاستمرار في إحكام سيطرتها على حوالي 10 ملايين جزائري مصاب بأمراض مزمنة.
* ويقدر البروفسور حبيب دواقي رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الحساسية عدد المصابين بحوالي 4.5 ملايين منهم 2 مليون يعانون من مرض الربو المزمن، فيما يعاني ما يقارب 300 ألف جزائري من مرض الصرع، أكثر من نصفهم هم أطفال في مرحلة التمدرس، فيما تشير الأرقام الخاصة بالاختلال العصبي الصادرة عن وزارة الصحة والسكان، إلى وجود حوالي 160 ألف مصاب بأمراض عصبية.
* من جهتها تشير الجمعية الجزائرية لمرضى السكري إلى وجود حوالي مليوني مصاب بالسكري بنوعيه الأول والثاني، منهم حوالي 400 ألف يستعملون الأنسولين.
* وبخصوص مرض السرطان، فتم تسجيل 25 ألف حالة سرطان جديدة كل سنة، حيث بلغت معدلات الإصابة في الجزائر نسبا مرتفعة جدا بأزيد من 80 حالة لكل 100 ألف نسمة سنويا، فيما بلغ عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني بحوالي 5 ملايين جزائري، حسب أحدث الدراسات، غير أن 1 / 5 من إجمالي مرضى الضغط يتلقون علاجا دائما حسب الأستاذ منصور بروري رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى بئر طرارية بالجزائر، والأخطر أن المصابين بارتفاع الضغط، يعانون أيضا من أمراض أخرى مزمنة ومنها السكري أو القصور الكلوي البالغ عددهم حسب البروفسور طاهر ريان، رئيس المؤسسة الجزائرية لأمراض الكلى وزرع الأعضاء، 1.‬5 مليون مصاب يخضع نحو 13200 منهم لتصفية الدم سنويا على مستوى 270 مركز.
* أما بخصوص مرض الهيوموفيليا، فبلغ حسب الأستاذة مريم بلهاني، مختصة في أمراض الدم ببني مسوس، حوالي 1500 مصاب. أما مرض فقدان المناعة المكتسبة فالأرقام المتوفرة تشير إلى وجود حوالي 31 ألف جزائري حامل للفيروس، من بينهم 4129 مريض، حسب إحصائيات تابعة للمخبر الوطني المرجعي لمعهد باستور للجزائر.
* وأرجع البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، غياب مؤشرات حقيقية ودقيقة بخصوص نسب السكان الذين يعانون من أمراض معينة إلى غياب الدراسات الابيديمولوجية والميدانية الضرورية لمعرفة وتحديد جميع الأمراض والأوبئة المسجلة في البلاد أو التي يتوقع تسجيلها نتيجة التطور الطبيعي لنسبة السكان وأعمارهم.‬
* وأوضح البروفسور خياطي في تصريح ل"الشروق"، أن هذه المهمة موكلة في الجزائر إلى المعهد الوطني للصحة العمومية الذي تأسس سنة 1963 لهذا الغرض ولكنه يقوم بكل شيء إلا الإحصاء، مما جعل الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال تتخبط في مشاكل غياب الإحصائيات الدقيقة في المجال الصحي والطبي، مما انعكس سلبا على نوعية السياسة الوطنية للصحة وعلى الاستثمار في المجال الصحي والدوائي، وعلى مستوى البنية التحتية في المجال الصحي وفي مجال التكوين وتوفير الكوادر الضرورية.‬