كشف مركز ستوكلهم الدولي لدراسات السلام في تقريره السنوي حول تجارة الأسلحة عبر العالم الصادر أمس الاثنين أن الجزائر تأتي في مقدمة الدول الافريقية بهذا المجال في السنة الماضية 2013 . فقد قدر المركز العالمي المختص قيمة الواردات الجزائرية من مختلف الأسلحة بحوالي 12 مليار دولار ، و هو ما يعادل نفس الانفاق التسلحي لدولة الاحتلال الاسرائيلي ، التي توصف بأنها أكبر قوة عسكرية في المنطقة ، و قدرت نسبة الأسلحة الجزائرية المستوردة ب 36 بالمئة من مجموع ما تستورده كل دول القارة الافريقية. كما اظهر نفس التقرير أن المغرب لا يقارن أبدا مع الجزائر بهذا المجال فلم يتجاوز انفاقه لاقتناء مختلف أنواع الأسلحة أقل من ربع الانفاق الجزائري ، فقد قدرت نفقات الرباط ب 3.4 مليار دولار ، و هو فارق كبير حيث يشير الى فشل الجارة الغربية للجزائر في مجاراتها في قضية التسلح ، فلم تتجاوز نسبتها المئوية مقارنة مع مجمل واردات القارة الافريقية 9 بالمئة ، في حين حل السودان مرتبة ثالث مستورد للأسلحة في افريقيا ب 3 بالمئة من مجمل وارادت دول القارة. و فسر المختص في شؤون التسلح العالمي بمركز ستوكهولم للسلام العالمي " بيتر ويزمان " التقدم الجزائري بمجال التسلح بالقول " ان الجزائر شهدت طفرة كبيرة في استراد الأسلحة في العشرية التي تلت عام 2000 ، و هذا نظرا لأن عشرية التسعينات التي سبقتها و التي شهدت فيها صعوبات أمنية كبيرة جعلتها لا تستطيع توفير الموارد المالية كبيرة لاقتناء كميات من الأسلحة النوعية". و تابع نفس المختص تحليله اتجاه سياسة التسلح في العشرية الحالية أي ما بعد 2010 "ان هذه الفترة فرضت على الجزائر المزيد من التحديات الأمنية وسط حالة الفوضى التي تعيشها دول الجوار و بالأخص في كل من ليبيا و مالي نتيجة الاضطرابات الحاصلة فيهما". و على المستوى العربي تصدرت الامارات العربية المتحدة قائمة أكثر الدول استيرادا للأسلحة في المنطقة العربية و الرابعة على المستوى العالمي ، و السعودية حلت ثالثة عربيا و الخامسة على المستوى العالمي ، فيما تصدر الترتيب الدولي كل من الصين و الهند و باكستان كاكثر الدول التي تستورد الأسلحة. و من الملاحظات التي توصل اليها تقرير معهد ستوكهولم للسلام العالمي أن الوارادات الافريقية زادت بنسبة 53 بالمئة بالمقارنة بين الفترتين 2004 و 2008 و بين 2009 و 2013 ، في حين عرفت الدول الأوربية تراجعا ب 25 بالمئة بالمقارنة بين نفس الفترتين.