"الفاتيكان" يحرّم فيلم "نوح" ويعتبره مخالفا ل"التّوراة"

ما يزال الفيلم الأمريكي "نوح" الذي يصوّر حادثة الطّوفان المذكورة في القرآن الكريم والكتب السّماوية الأخرى؛ يصنع الجدل في أمريكا وأوروبا بعدما صنعها في البلاد الإسلامية لكن مع اختلاف في الأسباب. وفي الوقت الذي رفض المسلمون الفيلم لتجسيده نبي الله نوح لحما ودما، يأتي رفض "الفاتيكان" على لسان المتحدّث الرّسمي للبابا فيديريكو لومباردي ورجال دين مسيحيين غربيين له بدعوى أنّه لا يتماشى مع النّص الأصلي المذكور في كتاب "العهد القديم" و"التوراة"؛ معتبرين إياه تحريفا ومحاولة لزعزعة إيمان المسيحيين بمعتقداتهم، خاصة أنه يصورالنبي نوح على أنه رحالة يصطحب تابعيه في رحلة بيئية مليئة بالمغامرات المُخْتَلَقة لا علاقة لها بالرّواية الأصلية، في حين أن "التوراة" تؤكد أن قصة "نوح" هي سرد لحقيقة التكوين ما بعد الطوفان، علاوة على حكاية تبني النبي نوح لفتاة يزعم الفيلم أنها ابنته جعلت من العمل تأليفا من صنع البشر؛ متجاهلا الحقائق الموجودة في "التّوراة" زيادة على المشاهد السينمائية المثيرة التي أدخلت على "السيناريو" بغية جذب أكبر نسبة مشاهدة لتجعله عملا خياليا بامتياز.
وفي ردّه على تلك الانتقادات؛ أكّد بطل الفيلم "روسيل كروي" أنه وطاقم الفيلم؛ يريدون مخاطبة عقول المسيحيين حول القصة وإعادة النّظر فيها وليس تقديم درس ديني كنسي كما اعتاد على فعله "الفاتيكان"، ليرّد الأخير على هذه التّصريحات بدعوة المسيحيين المؤمنين لعدم مشاهدة الفيلم والعودة إلى كتابهم المقدس إن هم أرادوا فهم قصة نوح فهما صحيحا، خاصة أن بابا الفاتيكان رفض رفضا قاطعا مشاهدة الفيلم في عرض خاص على شرفه.