يشتكي العديد من سكان ولاية برج بوعريريج من تزايد عدد المحاجر بمختلف المناطق بالولاية والتي تشكل خطرا كبيرا على حياتهم وحياة أبنائهم بسبب الانتشار الرهيب للغبار الذي قد يسبب أمراضا كثيرة لهم، إضافة الى طريقة نقل الحجارة بواسطة الشاحنات المتوجهة الى مختلف الورشات المتواجدة عبر ولاية برج بوعريريج بالرغم من تسليط عقوبات ومخالفات من طرف أعوان الدرك الوطني على المخالفين، اضافة الى الاستعمال المفرط للمواد المتفجرة. وعمال المحاجر يعانون من انعدام الشروط الصحية للعمل حيث يتعرضون لمختلف المخاطر المحدقة بهم خلال عملهم بهذه المحاجر، حيث نجد معظم العمال يعانون من أمراض تنفسية. ومن جهتها أوضحت مديرة البيئة بولاية برج بوعريريج أن المديرية تقوم بمجهودات كبيرة من أجل التقليل من مخاطر هذه المحاجر على مستوى جميع النقاط بالولاية. المساكن بالعش تتعرض لتشققات يعيش أغلب سكان بلدية العش الواقعة جنوب ولاية برج بوعريريج كابوسا يهدد حياتهم وحياة أبناءهم ألا وهوكثرة المحاجر وانتشارها عبر الطريق الوطني رقم 45 الرابط بين ولايتي برج بوعريريج والمسيلة، حيث إن الوافد الى المنطقة يخيل له أنه في صحراء بفعل الغبار المتناثر هنا وهناك من تلك المحاجر والذي عادة ما يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض منها "ضيق التنفس" وأمراض على مستوى "الأذن" خاصة لدى الأطفال الصغار، إضافة الى الأصوات العالية للآلات التي أصبحت تنغص عليهم حياتهم، كما أن التفجيرات التي يقوم بها عمال المحاجر هي كذلك أصبحت خطرا بفعل التشققات التي طالت أغلب السكنات القريبة منها، ناهيك عن الإزعاج بالنسبة للشاحنات الوافدة إليها والصوت العالي لتلك الآلات بالمحاجر. وقد أكد بعض المواطنين القاطنين أنهم سئموا تلك الحياة التي أصبحت خطرا عليهم وتعرضهم لشتى أنواع الأمراض، وهم يطالبون السلطات الوصية خاصة الخلية الولائية للمحاجر بإيجاد حل سريع لهذه الظاهرة للتقليل من حجم الأضرار التي قد يتعرضون لها. المحاجر ترهق سكان أولاد سيدي موسى طالب سكان قرية أولاد سيدي موسى ببلدية برج لغدير الواقعة جنوب شرق ولاية برج بوعريريج، بضرورة الالتفات إليهم والنظر في انشغالهم ومعاناتهم، فهم محاصرون بخمس محاجر على الأقل وهي في تزايد مستمر حسب السكان. وقد اشتكى السكان من الطريقة التي يستعملها أصحاب المحاجر، حيث تستعمل المتفجرات لتفتيت الصخور وهذا ما انعكس سلبا على التجمع السكاني الذي يبعد بضعة كيلومترات عنها اضافة الى الغبار الذي لوث الجو، وتسببت الانفجارات في تشقق جدران المنازل وكسر الزجاج والأبواب وكأن زلزالا قد ضرب المنطقة، وضع يفرض عليهم البقاء داخل منازلهم عندما تنطلق عمليات التفجير خاصة عندما تستعمل دون إشعار السكان، مما يحتم عليهم ترميم منازلهم سنويا. وما زاد الطين بلة هو الغبار المنبعث من هذه المحاجر الذي أصاب اغلب المحاصيل الزراعية والأشجار والنباتات بالمنطقة الأمر الذي غير لونها تماما وأصبحت خطرا عليهم عند تناولها. وأفاد مسؤول من بلدية برج لغدير بأن مشكل انتشار المحاجر بكثرة في البلدية انشغال حقيقي ولكن ما باليد حيلة وهذا أمر يتجاوز صلاحيات البلدية، وتبقى معاناة السكان مستمرة الى أجل غير مسمى. نشاط المحاجر في تزايد لعل السبب الذي ساعد على تزايد نشاط المحاجر بولاية برج بوعريريج هو التزايد الكبير الذي تشهده الولاية في فتح ورشات صناعة مواد البناء على غرار الأجر والقرميد والبلاط التي تشهد انتشارا كبيرا عبر مختلف بلديات الولاية، وذلك لاستخراج المواد الاولية المستغلة في تصنيع مواد البناء، بعدما كانت المواد المستخرجة من المحاجر تستغل فقط في استخراج مادة الحصى المستعملة في ورشات البناء والأشغال العمومية والطرقات، وصاحب هذا التزايد في عدد المحاجر زيادة الضغط على لجان التفتيش على مستوى مديرية البيئة، في ظل الارتفاع الكبير لشكاوى السكان القاطنين بالقرى والتجمعات السكانية القريبة من ورشات استخراج المواد الأولية وكذا ورشات تفتيت الحصى وصناعة مواد البناء. مواطنون يشتكون من الاستعمال المفرط للمواد المتفجرة وآليات الشحن الثقيلة بعد أن كانت شكاوى المواطنين ترتكز على الاستعمال المفرط للمواد المتفجرة وعدم احترام دفاتر الشروط المقيدة لطبيعة النشاط وحماية البيئة من التلوث لما تشكله من مخاطر على صحة السكان أمام الانتشار الكبير للغبار بمحيطها وكذا دوي المتفجرات الذي يصل صداه حتى إلى البيوت مما تسبب في تصدع جدران المنازل الهشة إلى جانب خزانات تجميع المياه المتواجدة بالأماكن القريبة، زادت حدة الاستياء مؤخرا مع التزايد الكبير في عدد المحاجر وتوسطها للتجمعات السكانية من تأثير آليات الشحن والنقل الثقيلة على الطرقات والمسالك الريفية خاصة بعد استفادة عدد من القرى المجاورة لهذه المحاجر من مشاريع لتعبيد وتهيئة الطرقات، مما أدى في الكثير من المرات الى الاحتجاج على تدهور وضعية الطرقات جراء التنقل اليومي للشاحنات المعبأة بالمواد الأولية وكذا الآليات الثقيلة، الأمر الذي دفع بالعديد من المستثمرين وأصحاب المحاجر إلى إنجاز طرق فرعية أو تكفلهم بتعبيد أجزاء الطرق المتضررة على غرار ما حدث بمنطقة بونشادة الصرا ولعوينات التابعة لبلدية مجانة بعد خروج المواطنين في احتجاج ضد أصحاب المحاجر وورشات استخراج المواد الأولية المستغلة في صناعة الآجر. ملاك المحاجر متخوفون من انعدام قانون يحميهم عبر بعض ملاك المحاجر عن تخوفهم بعد الشكاوى الكثيرة التي تقدم بها السكان المقيمون بجانب المحاجر، من صدور قوانين جديدة لا تحمي المستثمرين الخواص في هذا المجال، والتعاطي بسهولة في اتخاذ قرارات إغلاق محاجر الخواص رغم وجود دفاتر شروط محددة للنشاط، ما سيؤدي إلى تكبدهم خسائر كبيرة تضاعفت من متاعبهم في تسوية وضعيتهم مع البنوك والمشاكل الناجمة عن تسديد حقوق الضرائب والتقويم الضريبي. تكثيف الخرجات الميدانية لمراقبة نشاط المحاجر ومدى مطابقتها لدفاتر الشروط كشفت مديرة البيئة بولاية برج بوعريريج "ر. بلحاج" عن تكثيف برنامج فرق الرقابة والخرجات الميدانية التي تقوم بها اللجان المكلفة بمتابعة ومراقبة نشاط المحاجر المنتشرة عبر الولاية، بعد تزايد شكاوى المواطنين من التجاوزات وعدم احترام دفاتر الشروط والقوانين المنظمة للنشاط من قبل أصحاب المحاجر، خصوصا ما تعلق منها بالتأثير السلبي على البيئة واستعمال المتفجرات في المناطق الصخرية بقوة مضاعفة عن تلك المحددة في دفاتر الشروط. ويتواصل عمل هذه اللجان المشكلة من مهندسين وتقنيين بشكل دائم لمتابعة ومراقبة نشاط المحاجر ومدى احترام أصحابها دفاتر الشروط والقوانين التي تحدد الشروط الواجب اتباعها في العمل لاستغلال المحاجر، ومراقبة الفرق المكلفة باستعمال المتفجرات والمراقبة الدائمة لنقل مادة "الديناميت" المستعملة في تفجير الكتل الصخرية، إلى جانب المتابعة المستمرة لاستعمال المصافي وآليات الحد من انتشار الغبار للحد من التلوث عبر المناطق التي تتواجد بها ورشات المحاجر والمنتشرة بكثرة في بلديات العش، بليمور، المنصورة، والمهير. كما أضافت المتحدثة أن المديرية قامت مؤخرا بتنظيم يوم دراسي شارك فيه جل ملاك المحاجر عبر الولاية بدعوة من مديرية البيئة، كما شارك في الندوة مدير شركة "زويوش للصناعات" الذي طرح على ملاك المحاجر مجموعة من الآلات الحديثة التي تعمل بأنظمة متطورة والتي بإمكانها القضاء على انتشار الغبار داخل المحجرة، والقضاء على انتشار الأمراض الصدرية التي يعاني منها معظم عمال المحاجر. وحسب مديرة البيئة بالولاية فإن هذه الفكرة جسدت في بعض الولايات وكانت ناجحة. وفي معرض حديثها أكدت أن مصالحها فرضت على ملاك المحاجر التعاقد مع صاحب هذه المؤسسة أو مع مؤسسة مماثلة للقضاء على الغبار المنتشر في كل مكان، وأضافت "إن فرق المراقبة ستقوم بدوريات بداية من الأسبوع المقبل والى غاية نهاية ديسمبر، وسيتم إغلاق المحاجر المخالفة للقانون والتي لم تعتمد على هذه الطريقة الجديدة للقضاء على انتشار الغبار".