عرقاب يشرف على مراسم إحياء ذكرى تأميم المناجم وتأسيس شركة سونارام    الديوان الوطني للإحصائيات: فايد يؤكد على ضرورة تحسين جودة البيانات    التوقيع على ثلاث اتفاقيات وعقود لمشاريع منجمية وتعدينية بين شركات وطنية وشركاء أجانب    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر القيادات النسائية لدعم المرأة والطفل الفلسطيني يوم السبت المقبل بالدوحة    "تيك توك" ستضع علامة على المحتويات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي    دورات تكوينية لفائدة وسائل الإعلام حول تغطية الانتخابات الرئاسية بالشراكة مع المحكمة الدستورية    الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت اليوم على مشروع قرار يطالب بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية    مولوجي تفتتح الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة    طاقم طبي مختص تابع لمنظمة أطباء العالم في مهمة تضامنية في مخيمات اللاجئين الصحراويين    العاب القوى/ البطولة العربية لأقل من 20 سنة:تسع ميداليات للجزائر، منها ذهبيتان    بنوك عمومية: وزارة المالية تطلق قريبا دعوة للترشح لتعيين أعضاء مستقلين في مجالس الإدارة    إطلاق القافلة الوطنية "شاب فكرة" في طبعتها الثالثة    مشروع جمع البيانات اللغوية لأطلس اللغات لليونسكو في طور الانتهاء    تلمسان … الإطاحة بشبكة منظمة يقودها مغربيان وحجز أزيد من قنطار كيف    الوزير الأول يستقبل السفير الإيطالي بقصر الحكومة    الجالية الوطنية بالخارج: الحركة الديناميكية للجزائريين في فرنسا تنوه بالإجراءات التي اقرها رئيس الجمهورية    صورية مولوجي تفتتح الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة    التزام السلطات العمومية بترقية الخدمات الصحية بالجنوب    خنشلة.. انطلاق الحفريات العلمية بالموقع الأثري قصر بغاي بداية من يوم 15 مايو    أولاد جلال: انطلاق الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطفل    البطولة المحترفة الأولى "موبيليس": نقل مباراتي إ.الجزائر/م. البيض و ش.بلوزداد/ ن. بن عكنون إلى ملعب 5 جويلية    المعرض الوطني للصناعات الصيدلانية بسطيف: افتتاح الطبعة الثانية بمشاركة 61 عارضا    مسيرة حاشدة في ذكرى مجازر 8 ماي    بوغالي: عار المُستدمِر لا يغسله الزمن    توقرت: أبواب مفتوحة حول مدرسة ضباط الصف للإشارة    تقديم أول طاولة افتراضية ابتكارية جزائرية    بن سبعيني على خطى ماجر ومحرز..    توقيف 289 حراقاً من جنسيات مختلفة    انطلاق لقافلة شبّانية من العاصمة..    الحملة الوطنية التحسيسية تتواصل    قالمة.. وفد عن المجلس الشعبي الوطني يزور عددا من الهياكل الثقافية والسياحية والمواقع الأثرية بالولاية    دربال: قطاع الري سطر سلم أولويات لتنفيذ برنامج استعمال المياه المصفاة في الفلاحة والصناعة وسيتم احترامه    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف حول استخدام تقنية ال"فار" في الجزائر    رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية سلطنة عمان    الزيادات التي أقرها رئيس الجمهورية في منح المتقاعدين لم تعرفها منظومة الضمان الاجتماعي منذ تأسيسها    شبكة الموزعات الآلية لبريد الجزائر ستتدعم ب 1000 جهاز جديد    "الأونروا": الاحتلال الصهيوني هجر قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح خلال 3 أيام    رئيس الجمهورية: السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قوي واقتصاد متطور    البروفسور بلحاج: القوانين الأساسية ستتكفل بحقوق وواجبات مستخدمي قطاع الصحة    العاب القوى/ البطولة العربية لأقل من 20 سنة: الجزائر تفتك خمس ميداليات، منها ذهبيتان    ساهمت في تقليل نسب ضياع المياه: تجديد شبكات التوزيع بأحياء مدينة البُرج    المسجلين مع الديوان الوطني للحج والعمرة: انطلاق عملية الحجز الإلكتروني للغرف للحجاج    أكاديميون ومهنيون يشرحون واقع الصحافة والرقمنة    أولمبيك مرسيليا يبدي اهتمامه بضم عمورة    زحافي يؤكد أن حظوظ التأهل إلى الألعاب قائمة    نساء سيرتا يتوشحن "الملايا" و"الحايك"    تراث حي ينتظر الحماية والمشاركة في مسار التنمية    وفد وكالة "ناسا" بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين    قافلة شبانية لزيارة المجاهدين عبر 19 ولاية    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    ليفركوزن يبحث عن بطاقة نهائي البطولة الأوروبية    لا تشتر الدواء بعشوائية عليكَ بزيارة الطبيب أوّلا    "كود بوس" يحصد السنبلة الذهبية    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ستة مراكز لعلاج 40 ألف حالة سنويا للمصابين بالسرطان

الأرقام مخيفة، الإصابات كثيرة تتزايد من سنة إلى أخرى، مرض السرطان يصيب أزيد من 40 ألف حالة يتم اكتشافها سنويا، وضع ينذر بالخطر، الحالات تتضاعف وتتزايد بشكل رهيب، وخصوصا أن الجزائر تحصي الآلاف من حالات سرطان الثدي لدى النساء، فيما يهدد سرطان البروستات الرجال· في الوقت الذي دقت فيه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ناقوس الخطر حيال هذا الداء الذي بات ينخر الأجساد في انتظار توفير مراكز على مستوى عدة مناطق جزائرية للتكفل بالمرضى الذن يموتون سنويا في صمت·

فتيحة· ز

مكان رهيب، صمت مخيف في انتظار القدر المحتوم
إنه المركز الأول في تاريخ الجزائر لعلاج مرض السرطان، ذلك المرض الذي نخر جسد الآلاف وتغلغل في العديد من الأسر الجزائرية وأصبح يهدد حياة الكثيرين· ابيار ماري كوريب سمي ذلك المكان الرهيب باسم عالمين أوروبيين، اكتشفا العنصر الإشعاعي، حجارته قديمة تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال بثلاث سنوات فقط، لكنه أصبح مكانا عايش فيه الكثيرون أحزانهم ودموعهم وفارق الكثيرون فيه أحبتهم، وعرف الكثيرون أيضا آلامهم اليومية وعذاباتهم مع العلاج بالأشعة واللهث وراء حقنة مسكنة للألم، وأدوية ربما بقدرة قادر يمكن أن توقف زحف الأورام الخبيثة، هي رحلة محتومة ومفروضة عليهم ولكنها قد تكون نهايتها مفرحة ولكن الأمر من كل هذا أن نهايتها لدى الآلاف مميتة· وكم ه”مؤلم أن نسير وراء العلاج لنجد أنفسنا في هذا المكان الرهيب والنظيف في الوقت نفسه أمام حالات تستجدي الحياة وتودعها في اليوم مرات كثيرة·ئ
مشهد تراجيدي لهذا المركز الذي، وللأمانة يعتبر من المراكز النظيفة الذي حافظ على سلامة المرضى، الكل هنا ساهر على علاجهم، وحتى الزيارة ممنوعة في وقت غير الوقت المحدد لها· كما أن الأطباء والممرضين والعمال هنا تم اختيارهم بدقة، الجميع هنا يصبّر الآخر، ويقدم جرعات الأمل للمرضى مثل جرعات الأكسيجين·
رغم أن هذا المرض الخبيث قد أهلك الآلاف منهم، ولا يزال، خصوصا أنه يصيب في السنة أزيد من 40 ألف حالة في بلادنا·
بمركز علاج السرطان ابيار ماري كوريب الصمت دائما يخيم على أقسامه الطبية، ومنها قسم الأورام السرطانية، قسم المعالجة بالأشعة وقسمان للجراحة·
ورغم أنه يستقبل أزيد من 800 مريض يوميا حسب البروفيسورئكمال بوزيدي رئيس قسم الأورام في المركز بيار ئإلا أنه من هول المرض وقساوته على المصابين نجد دائما صمتا يخيم على قاعات المرضى وعلى مستوى الأروقة في الأقسام الطبية، ولكن في المقابل لا يخفى أن الكثيرين ذرفوا الدموع بمجرد سماع خبر إصابة قريب لهم بهذا المرض الخطير·
اللافت للانتباه أن هذا المركز يعتبر قبلة للآلاف يوميا· الكثيرون يفضلون المجيء إلى هنا للعلاج من فترة إلى أخرى للإمكانيات المتوفرة فيه، فضلا عن عدم توفر مراكز كثيرة في الجزائر في ظل تواجد ستة مراكز على مستوى الوطن، فبالإضافة الى مركز العاصمة هناك مركز علاج السرطان في المستشفى العسكري ب”عين النعجةب والبليدة ووهران وقسنطينة وورفلة، وهي المراكز التي لا تستوعب كل المصابين بداء السرطان الذين يقدرون بالآلاف سنويا·
أعين معلقة في السماء
حالات تعيش بين الحياة والموت، الكل هنا يتضرع إلى الله بالرحمة والرأفة على المصاب وخصوصا أولئك الذين تعرضوا إما لعملية جراحية أو لعلاج كيميائي الذي يعتبر من العلاجات التي تطيل في حياة المريض المصاب بهذا الداء الخطير أشهرا، لكن الكثيرين ممن التقيناهم، وخصوصا النساء اللواتي أصبن بداء سرطان الثدي ويحملن معهن أملا في النجاة منه·
سعيدة 47 سنة، من منطقة عين الحمام بولاية تيزي وزو، تعالج في مركز مكافحة السرطان بالعاصمة ”تلجأ إلى حقنة مرة في كل 21 يوما، العلاج الذي أرهقها كثيرا خصوصا بعدما تأكدت إصابتها بورم خبيث استأصل فيه أحد ثدييها·
معاناة قاسية جدا على امرأة لديها أربعة أطفال أصغرهم ميليسا عمرها سنتان، وكم هو أصعب أن تتشبث بالحياة بعدما فقدت الكثير من الوزن فقدت معه روحها المرحة على حد تعبير زوجها أرزقي، امرض زوجتي نزل علينا كالصاعقة لكن الحمد لله اليوم نحن نساير العلاج والشفاء من الله”، بهذه العبارة المقتضبة رد الزوج الذي جاء ليزور زوجته في جو حزين جدا، لا يمكن وصفه خصوصا في قسم النساء بالمركز، رغم أن الكثيرين جاؤوا رفقة ذويهم للعلاج، انتظار ذلك القدر المحتوم، وبالرغم من صعوبة الموقف إلا أن الابتسامة الخفيفة لم تفارق السيدة سعيدة، رغم الألم قالت إنها رضيت بما كتبه الله لها، كم هي تتمنى أن تشفى من أجل بيتها وزوجها وأولادها الأربعة الذين لم يتحملوا مرضها الذي ظهر منذ سنة ونصف·
حالة السيد حميد·ب 49 سنة مختلفة جدا فهو ”أصيب بسرطان البروستات منذ أزيد من سنة، طلب منه الأطباء إجراء مختلف التحاليل والأشعة اللازمة، ليقرر الدكتور المعالج في النهاية إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم الخبيث، لكن للأسف بعد العملية اكتشف الأطباء انتشار المرض على مستوى عدة مناطق من الجسم وهو ما حتم تلقيه علاجا كيميائيا لمدة أخرى، سيتم خلالها إخراجه من المركز ليتلقى العلاج الكيميائي كما وصفه الأطباء مرة كل ثلاثة أسابيع أو أقل حسب الطلب·
صحيح أن هذا المصاب كان مؤمنا بقدره وتقبل هذا المرض رغم خطورته ولكنه كان يصر على أن يرى أولاده في كل فرصة متاحة، قادمين إليه من مدينة فة، لكنه رغم الألم كان يفرح بوجودهم إلى جانبه ويصبرهم على فراقه منذ ثلاثة أشهر كاملة· الأكثر من ذلك فإن هذا المريض فقد 25 كيلوغراما من وزنه بسبب المرض الذي بدأ ينخر جسده منذ فترة، ليكتشف المرض في شهر أوت، ويبدأ في إجراء التحاليل الطبية، يباشر العلاج الذي يتجرع معه آماله وأحزانه·
الكثير من مرضى السرطان يفضلون مواجهته مباشرة، يتحدثون عن المرض بشكل يثير الشفقة· فرغم صعوبة تجرع الحقن (الأدوية)، ورغم قساوة المرض إلا أنهم يواصلون تحديه إلى النهاية وهو ما أثارته إحدى المريضات التي فقدت شعرها عندما بدأت تتعرض للعلاج الكيميائي بل لا تجد حرجا في البقاء دون أن تلبس أي غطاء، هي تستقبل زوارها في المركز ولكنها رغم ذلك تردد بحكم الله أن أعيش بهذا المرض والموت علينا حقب· رغم قوتها وصبرها إلا أنها تذرف الدموع عندما تحمل صورة ابنيها سامي وصابر، لتقول: ”يحز في قلبي أنني سأتركهم جميعا، فمن يتولى أمرهم”· تتساءل هذه السيدة التي قدمت من ولاية برج بوعريريج، بكل حسرة، رغم أن صراحتها كانت ممزوجة بدموع غزيرة·
الطبيعي أن دافع الأمومة هو الذي يحركها ومن يشعرها بالذنب رغم وجودها في فراش المرض، فالدافع أنها تركت وراءها طفلين لم تتجاوز سن الأكبر منهما الأربع سنوات، وهو ما جعلها تفكر ليل نهار فيهما، لم يشغل بالها أحد غيرهما حسب ما قالته لبالبلادب، وأكدت أنها في كل مرة تتذكر أنها ستفارق الحياة يوما، رغم أن الأطباء أكدوا لها في كذا مرة أنها تتماثل للشفاء بفضل الأشعة إلا أنها أخذت ذكرى سيئة من زميلتها السابقة في الغرفة، حيث توفيت قبلها بشهرين، حيث كانت تقاسمها كل شيء حتى الآلام والأحزان والتفكير أيضا·
هي آلام امرأة واحدة بين آلاف السناء في الجزائر المصابات بورم السرطان، الكثيرات منهن لقين نحبهن هنا في هذا المركز، وهو المركز الذي شهد آلام الكثيرات وعرف وفاة الكثيرات أيضا، فالحقيقة أن هذا المكان موحش وتنبعث منه رائحة الموت في مختلف زوايا غرفه وأقسامه·
ليست النساء فقط متضررات، وليس الرجال فقط، هناك صور مؤلمة جدا لأطفال في عمر الزهور· مسعود 11 سنة قدم من ولاية تيسمسيلت، لم تكن لديه أدنى معلومة عن العاصمة سوى أنها كبيرة جدا وفيها لعب الفريق الوطني، ولا يعرف في حياته سوى أنه تربى يتيما تكفلت به عمته، أما الباقي فيعتبر بالنسبة له مجهولا، عيناه مشدودتان نحو سرير زميله في الغرفة، أكرم، الذي وافته المنية قبل أيام فقط، ليطرح السؤال علينا: أين هو أكرم هل تعرفون أين أخذوه؟، للأسف الموقع لا يسمح حتى بأن نجيب عليه أو نصبره سوى أنه ذهب إلى أسرته ورجع إلى أحضان عائلته ولكن، مسعود لا يملك أسرة مثله مثل باقي أصدقائه بل هو يعترف بأنه وجد هنا أصدقاء كثيرين، والكثيرون يزورونه دون سابق معرفة على حد تعبيره، كثير الحركة قليل الكلام، والمرض بدأ يعصف بجسمه الضعيف، لأن سرطان الدم من الأورام التي تصيب الأطفال كثيرا·ئ
أما نوال فأصيبت هي الأخرى بسرطان الدم وهي في سن الثامنة، جاءت من مدينة السيلة، وعرفت الكثير من المراكز والمستشفيات لتقوم بتحاليل طبية أدت بها إلى هذا المركز، ورغم ذلك فإنها تلقت العلاج بالأشعة وهو ما تسبب في سقوط شعرها بالكامل، ولكنها مازالت تحتفظ بدميتها الوردية وتبتسم كثيرا ودون أن تعي أن هذا المرض الخطير يمكنه أن يقتلها، إلا أنها عرفت مراحل عديدة من الألم والتعب رغم صغر سنها، حسب ما سردته والدتها، خصوصا وهي من أسرة فقيرة وتقطن خارج العاصمة، وهو ما كان صعبا على أسرتها أن تزورها بين الحين والآخر سوى والدتها التي كانت ترافقها وتلبي بكل ما تطلبه منها·
ودعنا الطفلة نوال وقبل خروجنا من الطابق الأول حيث وجدنا قسم الرجال من المصابين بالسرطان، لاحظنا أن الحراسة مشددة على تلك الأقسام وأن المرضى يحاطون بكل رعاية رغم أن العلاج بالنسبة لهم آخر حل أمام مرض لا يتوقف وأورامه الخبيثة لا تتوقف عن الزحف، فهي تأكل من خلايا الجسم وتنهب كل يوم الغرامات من الأعضاء من داخل الجسم· ورغم أيضا التماطل في الحصول على موعد للعلاج، فذلك أمر آخر، تعد معاناة أخرى أقسى وأمر بالنسبة للمرضى الذين تخيب آمالهم وهم يدقون أبواب طلب الشفاء ليجدونها موصدة أو مفتوحة ولكن الإجابة ستكون بعد أشهر إن جاء دور العلاج ووصل موعد ملاقاة الطبيب، فلربما يكون المريض قد وافته المنية بعد صبره على الألم·
لا تتسع وحدة التكفل بسرطان الأطفال على مستوى المركز الوحيد بالجزائر العاصمة، إلا ل150 طفلا مصابا بداء السرطان سنويا مما دفع بالبروفيسور كمال بوزيد إلى توجيه دعوة صريحة لوزارة الصحة إلى إنشاء مراكز متخصصة للأطفال بالنظر إلى سنهم وتجهيزها بمختلف الوسائل الطبية وكذا تخصيص كوادر طبية نفسية لعلاجهم، فضلا عن إيجاد أماكن للترفيه عنهم في مثل ذلك السن·

استفادتها من دعم الدولة أفلس صندوق الضمان الاجتماعي
وزير العمل يؤكد: العيادات الخاصة لعلاج السرطان هدفه تجاري

فتيحة· ز

من جهته سبق أن انتقد وزير العمل والضمان الاجتماعي الطيب لوح الأفكار التي تروج لها عدة عيادات خاصة من أجل تقديم العلاج لمرضى السرطان، بل وأكثر من ذلك أكد أنها تهدد صحة المرضى وتشكل خطرا عليهم· وقال لوح إن السرطان ”مرض خطير وثقيل” ينبغي التكفل به على مستوى المؤسسات الصحية التابعة للقطاع العام·
وأوضح أن بعض الأدوية المستعملة لعلاج مرض السرطان على سبيل المثال تتحصل عليها المستشفيات العمومية وتخضع للرقابة الطبية”·
كما ذكر الوزير أن العيادات الخاصة تستفيد من دعم وخدمات الضمان الاجتماعي في إطار التكفل بمرض السرطان الذي ”يتسبب في إفلاس صندوق الضمان الاجتماعي والقطاع العمومي للصحة”، مع العلم أن الصندوق يساهم حاليا في تحمل نفقات المستشفيات العمومية التي تعالج هذا الداء·
ولم يخف الوزير أن العيادات الصحية الخاصة من شأنها أن تساهم في التكفل بالمرضى و”تعد مكملة” لأداء الخدمة الطبية·

شكاوى، مواعيد بالأشهر وطوابير الانتظار

أعينهم لامعة مشدودة إلى السماء هي ملاحظة كثيرا ما وقفت عليها االبلادب لدى مختلف المرضى، ربما من شدة الألم ومن خوف وتوجس كبيرين لديهم، وملاحظة لا يمكن التعبير عنها بكلمات، بل هي صور شاهدناها في رحلة البحث عن وصفة إيقاف الورم·
وبالرغم من أن القدر يبقى محتوما على الجميع إلا أنهم وجدوا أنفسهم بين واقعين أحلاهما مر، فالأول مواجهة داء السرطان الخطير والثاني مواجهة النقائص المسجلة على مستوى مختلف تلك المراكز التي لا تتسع لعلاج الآلاف من الحالات سنويا·
وأجمع مختصون بمركز علاج السرطان بببيار ماري كوريب على أن نصف العلاج هو تمكين المريض من إجراءات الفحوصات والتحاليل الطبية الأزمة لتشخيص حالته، ولكن للأسف فإن ذلك يتطلب الكثير من الصبر والمال· فالكثيرون يلجأون إلى إجراء التحاليل والأشعة في المخابر الخاصة بالنظر الى وجود طوابير وملفات طويلة على مستوى بعض مراكز المعالجة بالإشعاع من أجل تلقي العلاج قبل فوات الأوان· وغالبا ما يجد المريض نفسه لا يقوى حتى على مسايرة مختلف النقائص بسبب البيروقراطية وتوقف الأجهزة أو الأعداد الهائلة التي تحج يوميا نحو تلك المراكز، وهو ما يدفع الكثيرين إما إلى تنقل من منطقة إلى أخرى لتلقي العلاج، فيما يجد الكثيرون أنفسهم في قائمة الانتظار إلى حين وصول دورهم·
العلاج الإشعاعي مشكلة ل 20 ألف مصاب
بسبب التأخر في مواعيد العلاج الكيميائي والضغط الكبير للمرضى على مستوى مختلف المراكز، فإن المرضى يعانون كثيرا، فالعلاج الإشعاعي يشكل هوالآخر ضغطا على المرضى، إذ تشير إحصائيات وزارة الصحة أنه بإمكان التكفل ب8 آلاف حالة فقط من بين 28 ألف حالة تتطلب العلاج الإشعاعي، فيما تضطر بعض الحالات إلى التوجه إلى الخارج لتلقي العلاج خصوصا إن كانت لديها الإمكانيات المادية· وحول سؤال يتعلق بمصلحة السرطان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، قال البروفيسور بوزيد إن المركز تجاوزه الزمن بسبب انخفاض طاقته الاستيعابية للمرضى وذلك منذ سنة ,2000 بسبب التزايد المذهل لعدد مرضى السرطان بالجزائر وإقبال المرضى من مختلف الولايات الجزائرية، حيث إن هذا المركز المفضل لديهم·
أما بخصوص مصلحة العلاج بالأشعة فإنها تشتغل من الساعة السادسة إلى التاسعة ليلا وأجهزتها لا يمكن أن تحتمل أكثر من ذلك تلبية لحاجة المرضى·
عوامل بيئية ووراثية تضاعف الإصابة بالسرطان
يفترض الكثير من الأخصائيين في أمراض الأورام والأورام السرطانية بمختلف أنواعها وأسمائها أن الوراثة وأسلوب التغذية والبيئة كلها عوامل تتداخل في الإصابة بنوع من أنواع السرطان، وهنا يؤكد الدكتور بجاوي عبد الرحمن في تصريح ل”البلاد” أن ظهور الغدد اللمفاوية على مستوى العنق والحنجرة والإبط أيضا كلها مؤشرات تحيل الأطباء إلى طلب القيام بالتحاليل العاجلة للمصاب أوالمصابة من أجل أخذ عينة من الغدد ومحاولة اكتشاف أسباب بعض الانتفاخ على مستوى الحنجرة وهنا يضيف المتحدث أن ذلك الانتفاخ يكون بشكل حصى أوحبات مختلفة الحجم، وهوما ينذر بوجود ورم معين· وأوضح الدكتور أن ظهور الغدد اللمفاوية (العنق والإبط)، مع نقص في الوزن ووهن في الجسم وإرهاق غامض وهي الأعراض التي تصاحب الإصابة بورم الغدد اللمفاوية· ودعا الدكتور بجاوي من مركز علاج السرطان ”بيار ماري كوري” أن هذه الأعراض مجتمعة تدفع الأطباء إلى طلب التحاليل على مستوى الأذن والحنجرة والأنف· من جانب آخر، ذكرت الدكتورة حيرش في حديثها مع ”البلاد” أن الأخصائيين والمهتمين بالسرطان في العالم أرجعوا ارتفاع الإصابات بالسرطان خلال العشرين سنة الماضية إلى عوامل وراثية أي أن هناك العديد من ضحايا هذا المرض الخطير في السابق توفوا بسبب نوع من أنواع السرطان لكن لم يتم الكشف عنه فقط، وبالإضافة إلى تلك العوامل الوراثية فهناك عامل البيئة والنظام الغذائي كاستهلاك أغذية اصطناعية فضلا عن التلوث الصناعي والبيئي الذي أصبح يهدد العديد من المناطق·

جمعية الأمل تسهر عليهن
10 آلاف من النساء اللواتي بُترت أثداؤهن يعانين الإهمال

كشفت رئيسة ”جمعية الأمل” لمساعدة مرضى السرطان كتاب حميدة، عن وجود 10 آلاف امرأة بتر ثديهن بمجرد اكتشاف مرض السرطان، يعانين من الإهمال من طرف المراكز الطبية لعلاج السرطان بعد تلك العملية المؤلمة، وهوما يسمح بانتشار المرض في أنحاء الجسم، لتدق عبر ”البلاد” ناقوس الخطر بالنسبة لهذه الفئة من النساء وخصوصا في الأرياف والقرى·
وقالت السيدة كتاب إن سرطان الثدي سببا قويا في وفاة المريضات بمجرد بتر ثديهن كمحاولة لاقتلاع الورم الخبيث، مضيفة أن بعد تلك العملية تتطلب المصابة نحوخمس أوست جلسات العلاج الكيماوي، الأمر الذي يعتبر غير متوفر على مستوى المراكز الموجودة في بلادنا، خصوصا أن الجلسات تحتاج إلى مواعيد قد تطول فترتها مع اكتظاظ المريضات بهذا الداء الخبيث هذا بالإضافة إلى إجراء العلاج بالأشعة·
وحول سؤال يتعلق بعدد المريضات اللواتي يتوفين بسبب سرطان الثدي، أوضحت رئيسة جمعية ”الأمل” أن سرطان الثدي يقتل أزيد من ثلاثة آلاف امرأة سنويا وأكثرهن موجودات في المدن الداخلية والقرى، خصوصا أمام عدم الكشف عن المرض في وقت مبكر يضاف إليه تعاظم عدم توفر إمكانيات العلاج حتى وإن كانت موجودة فهي غير متاحة للجميع، على حد تعبير السيدة كتاب · وبعد حالات الإصابة بسرطان الثدي تقول رئيسة جمعية ”الأمل” أن خمس نساء يمتن يوميا بسبب سرطان عنق الرحم الذي يهدد الآلاف سنويا منهن·
وذكرت المتحدثة أن الجمعية تملك إحصائيات مفادها أن 20 ألف مصاب بداء السرطان يموتون سنويا، سواء من الرجال أوالنساء، فيما سجلت 9 آلاف حالة إصابة بسرطان الرئة وبعدها سرطان القولون وسرطان البروستات·


أرقام مرعبة
الإحصائيات مخيفة ولكن التقارير الطبية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تشير إلى أن عمليات العلاج متواصلة· وفي المقابل من ذلك، فإن العديد من الحالات التي استجوبتها ”البلاد” وأيضا عائلاتهم حينما تعذر التقرب من الحالات المصابة على مستوى مركز علاج السرطان ”بيار وماري كوري” بالعاصمة، فإن المرضى وذويهم ينددون بالتماطل في العلاج ووجود نقص كبير في التعاطي مع المرضى، فيما تؤكد مصادر ”البلاد” الطبية عن وجود اكتظاظ على مستوى المركز وهوما تعكسه الإحصائيات التي تحصلنا عليها من بيانات معهد الصحة العمومية فيما يتعلق بالسرطان·
وتكشف هذه الإحصائيات أنه من مجموع السرطانات التي تصيب الجزائريين أن 83,4 حالة لكل مائة ألف ساكن عند الرجال، و85,9 حالة لدى النساء فيما تقدر عدد الإصابات عند السناء ب 50,3 في المائة، بينما 49,7 في المائة لدى الرجال·
بالنسبة للسرطانات التي تصيب الأطفال الأقل من 15 سنة،ئتقدر بنسبة 23,4 حالة لكل مائة ألف ساكن بالنسبة للذكور و16,9 حالة للبنات·
ويعتبر سرطان الدم أهم أنواع السرطانات التي تصيب الأطفال بنسبة 5 بالمائة متبوع بأورام الجهاز العصبي، بهذا الشأن تحصى 1267 حالة سرطان دم بينها 748 إصابة عند الذكور (59 في المائة) و519 عند الإناث (41 في المائة)·
وتشير الدكتورة سعيدة حيرش المختصة في سرطان الغدد اللمفاوية في تصريح ل”البلاد” أن هذا النوع من السرطان الذي يصيب الغدد لدى الأطفال ينتشر كثيرا بينهم، وهوالمرض الذي غالبا ما يصيبهم بسبب الجينات ويتطلب متابعة خاصة للأطفال، وهوما يستدعي دائما الكشف المبكر لهذا المرض، لضمان علاج أسرع ولم لا علاجه النهائي تقول الدكتورة·
ولكن في بعض الحالات، فإن سرطانات الدم التي تصيب الأطفال (سرطان النسيج اللمفاوي) من الصعب الكشف عنها لأنها تحتاج إلى تكنولوجيا عالية وهوما يطيل العلاج·
ويأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان بالنسبة للمرأة ب9541 إصابة (29 في المائة) ويودي بحياة 3561 امرأة السنة الماضية، متبوعا بسرطان عنق الرحم ب1612 حالة (10,5 في المائة)·
كما أن النساء في مرحلة اليأس مهددات بسرطان الأمعاء ب 1482 حالة (7,1 في المائة) ثم الغدد الصماء ب 737 حالة 4,8 في المائة)·
كما يعتبر سرطان البروستات الأكثر انتشارا بين الآلاف من الرجال في الجزائر، حيث يموت سنويا ثلاثة آلاف مصاب بهذا النوع من السرطان· وفي المرتبة الثانية يأتي سرطان الرئة ثاني أنواع السرطان التي تصيب الرجال والمتعلق دائما بالتدخين حيث سجلت إحصائيات المعهد 1681 حالة (12,3 في المائة) وفي المرتبة الثالثة يأتي سرطان الأمعاء ب1180 حالة (8,6 في المائة) وفي المرتبة الرابعة بالنسبة للرجال المثانة البولية ب1169 ب (8,5 في المائة) أما سرطان الجلد في المرتبة الخامسة ب1005 حالة 7,3 في المائة والجهاز الهضمي ب942 حالة أي بنسبة (6,9 في المائة) في المرتبة السادسة·



سرطان الثدي يهدّد المرأة الجزائرية




هوواقع مرير للآلاف من النساء الجزائريات، وبالنظر إلى الوضعية المخيفة فإن الوزارة الوصية وضعت حملات تحسيسية فضلا عن جمعيات ومختصين أشرفوا على حملات تحسيسية من أجل التوعية للوقاية من هذا المرض، خصوصا محاولة تقريب مفهومه وطرق اكتشافه في البدايات الأولى له·
وتنص الحملة التحسيسية حسب نشريات ل ”جمعية الأمل” لمساعدة مرضى السرطان على دفع النساء إلى الخضوع إلى كشف مبكر عن السرطان عن طريق فحوصات ”الماموغرافيا” أوعن طريق اللمس أوالدلك على المناطق التي يمكن أن تتعرض للإصابة بالأورام· وكثيرا ما تجهل النساء طبيعة هذا المرض وكذا السبل المتبعة للوقاية من سرطان عنق الرحم والثدي في الوقت ذاته· وتشير الدكتورة حيرش أنه من أجل إيقاف انتشار المرض فإن الكشف المبكر عنه يؤدي إلى ايقاف زحفه وانتشاره المقلق أيضا· وتبقى نسبة كبيرة من إصابات السرطان لدى الأطفال قابلة للشفاء، إذا تم التكفل بها في وقتها وأجري الكشف المبكر، وهي ملحوظة تنطبق كذلك على سرطان الدم·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.