أنهت النخبة الجزائرية مشاركتها في الألعاب العربية الثانية عشرة بالدوحة القطرية في المركز الخامس ب16 ميدالية ذهبية، بعد أن حقق المنتخب الوطني للدراجات الهوائية المركز الأول أمس في صنف الفرق، زاد بها غلة الجزائر من الميداليات الذهبية لتحسم الجزائر الرتبة الخامسة قبل السعودية التي لها الرصيد نفسه من الميداليات الذهبية، لكن فارق الميداليات الفضية والبرونزية حسمت الأمور لصالح الجزائر التي كانت مشاركتها مخيبة للآمال، إذ جاءت بعد كل من مصر، تونس، المغرب وقطر في سابقة هي الأولى في تاريخ مشاركات الجزائر الحديثة في الألعاب العربية، مما يطرح العديد من التساؤلات حول الهدف الرئيسي من المشاركة في هذه الألعاب التي لا يعتبر مستواها كبيرا مقارنة بألعاب البحر الأبيض المتوسط، أو حتى الألعاب الإفريقية، ما يؤكد للمرة الألف أن الجزائري فقد بريقه الرياضي، خاصة أن الأمر يتعلق ببعض الاختصاصات التي كانت لصيقة بالجزائر، كألعاب القوى التي ذهب بريقها منذ سنوات طويلة إلى جانب الجيدو والملاكمة أو حتى السباحة، وهي الرياضات التي كانت بعيدة كل البعد عن الأهداف والطموحات المرسومة ما يؤكد أيضا أن السياسة الرياضية في الجزائر باتت لا تتناسب مع بلد بحجم الجزائر، فلا يعقل أن تتفوق تونس أو قطر اللتان ليست لديهما النسبة السكانية نفسها كالجزائر التي تفاجأ الجميع هنا في قطر بتدهور المستوى العام للرياضة الجزائرية· السباحة، الجيدو والملاكمة في مقدمة الرياضات المخيبة
كانت في مقدمة الرياضات المخيبة الجيدو الذي اكتفت بحصد ثلاث ميداليات ذهبية فقط، في الوقت الذي كان متوقعا أن تحصل على أربع ميداليات، إلى جانب الملاكمة التي لم تتحصل على أي ميدالية الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول تسيير رياضة القفاز بالجزائر الذي كان مصدر البهجة بالنسبة للرياضة الجزائر· دون نسيان السباحة التي تحصلت فيها على ميدالية ذهبية واحدة، في حين أن التوقعات كانت في حدود الثلاث ميداليات ذهبية· يضاف إلى هذا رياضة ألعاب القوى التي فقدت منذ زمن طويل ولم تصبح رياضة لحصد النتائج والميداليات، ليتأكد مرة أخرى أن تسيير الرياضة الجزائرية بات في خبر كان وعلى الجميع أن يتحرك·
الملولي تحصل على 15 ميدالية ذهبية ويعادل رصيد بلد بحجم الجزائر
الغريب في الأمر، وبعد ثلاثة أسابيع من المسابقة في الألعاب العربية، أن تتحصل الجزائر على 16 ميدالية ذهبية فقط، وهو عدد الميداليات نفسه الذي تحصل عليه أسامة الملولي في السباحة وحده تقريبا، حيث رفع هذا الأخير رصيد بلاده من الميداليات الذهبية إلى العدد ,53 وهو أمر لا يمكن تصديقه ويجب التحقيق فيه من أجل الوقوف وراء الأسباب الحقيقية التي دفعت الجزائر إلى الهاوية، ويصبح عدد ميدالياتها الإجمالية من الذهب يضاهي عدد سباح تونسي واحد في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ· الأكيد أن على المسؤولين التحرك لإعادة الرياضة ولم لا التوقف عن المشاركة لعدة سنوات حتى تعاد الحسابات والعودة من جديد إلى مصاف الدول الكبرى في الرياضة على الأقل على المستوى العربي·
الرياضيون المصريون على رأس القائمة
سحب الميداليات من المتورطين في قضية المنشطات بالألعاب العربية
قامت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب العربية التي تختتم غداً بالدوحة، بسحب الميداليات من اللاعبين المتهمين بتعاطي المنشطات خلال المنافسات، إلى جانب لاعبي كمال الأجسام الذين لم يخضعوا لكشف المنشطات·
وضمت قائمة لاعبي بناء الأجسام الذين تم سحب ميدالياتهم أربعة قطريين هم وحيد السويدي (وزن تحت 70 كغ) ووليد مال الله (وزن تحت 75 كغ) وجلال الرياشي (وزن تحت 85 كغ) وكمال عبد السلام (وزن تحت 90 كغ)· وعن المصريين محمود الفضالي (وزن تحت 80 كغ) ومصطفى عبد العزيز (وزن تحت 100 إلى الأردني محمد الخالدي (وزن 65 كغ) الذي ثبت تعاطيه المنشطات·
وتعود الميدالية الذهبية الوحيدة التي أبقى عليها في مسابقة كمال الأجسام، الى المصري عطية الشعلان في وزن فوق 100 كغ· كما تم سحب العديد من الميداليات من اللاعبين الذين لم يطلبوا تحليل العينة الثانية، وهم في الجودو: المصري محمود جاب الله وزن دون 100 كغ، والثانية تتعلق بالمغربي صفوان عطاف في وزن دون 81 كغ·
وهناك ثلاث حالات أخرى إيجابية في رفع الأثقال لكل من الأردني حسني مروح (برونزية وزن تحت 75 كغ)، والعراقي أحمد جبار (فضية وزن تحت 70 كغ)، والبحريني عبد العزيز بومجايد (برونزية وزن تحت 70 كغ)· فضلا عن حالة إيجابية في رياضة رفع الأثقال تتعلق بالإماراتية عائشة البلوشي التي نالت فضية وزن 58 كغ·
وقد تسبب سحب هذه الميداليات في إعادة ترتيب جدول الميداليات حيث تراجعت قطر إلى المركز الرابع بعد أن انخفض عدد ذهبياتها إلي ,31 لتقفز المغرب إلى المركز الثالث برصيد 111 ميدالية منها 34 ذهبية·
وتعد فلسطين أحد أكبر المستفيدين من سحب الميداليات حيث تم منح الفلسطيني بطرس فيزانتوس ذهبية 100 كيلوغرام في مسابقة بناء الأجسام، لتتقدم فلسطين في ترتيب الميداليات إلى المركز الخامس عشر بعد أن حققت أول ذهبية في الدورة·
أسامة الملولي ل”البلاد”:تأسفت كثيرا للمستوى الذي آلت إليه الرياضة في الجزائر
كشف أسامة الملولي ل”البلاد”، بعد تسلمه أول أمس جائزة أفضل رياضي في دورة الألعاب العربية، أنه حزن كثيرا للمرتبة التي احتلتها الجزائر في نهاية الألعاب، خاصة أن الجزائر بلد كبير وكثيرا ما كانت في المراتب المتقدمة في الألعاب· وأشار البطل الأولمبي إلى أن سر نجاحه وتألقه يبقى العمل المتواصل والتضحيات الكبرى التي يقوم بها خاصة أنه يتدرب في الخارج منذ سن 18 سنة وهي أمور أتت أكلها كما يقول·
أولا نبارك لك التتويج بلقب أفضل رياضي في الدورة وحصولك على قيمة 70 ألف دولار؟
إن مبلغ 70 ألف دولار بإمكانه تغيير حياة أي رياضي، سأحاول أن استغل المال الذي تحصلت عليه من أجل التحضير الجيد للألعاب الأولمبية القادمة بلندن بالتركيز على العمل·
ما هو سر التألق المتواصل لأسامة الملولي؟
ليس هناك أي سر بل العمل والمواظبة عليه هو الذي مكنني من بلوغ القمة· فالجميع يعرف جيدا أنني قمت بتضحيات كبيرة خاصة أنني تغربت كثيرا ما بين فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، فالعمل خارج بلدي لعدة سنوات كثيرة، والحمد لله، فإن كل تلك التضحيات لم تذهب سدى·
كيف قرأت مشاركتك وعدد الميداليات المحققة في الألعاب العربية؟
جئت إلى الدوحة من أجل الفوز بأكبر عدد ممكن من الميداليات، لقد شاركت في الاختصاصات بحوالي خمسين من المائة فقط من إمكانياتي· فهدفي في هذه الألعاب المشاركة في الاختصاصات القصيرة كال50 متر سباحة حرة إلى غير ذلك من الاختصاصات، فأنا جد سعيد بهذه المشاركة·
نعود إلى المشاركة الجزائرية في الألعاب، كيف تقيمها إجمالا؟
أولا أشكر الصحافة الجزائرية على كل المقالات التي كتبت عني· أما فيما يخص المشاركة الجزائرية في هذه الألعاب، أعتبر الأمر محزنا إلى أبعد الحدود قياسا بحجم الجزائر ورياضتها التي كانت حاضرة في كل المواعيد، وكثيرا ما رفعت الراية العربية في المحافل الدولية· قراءتي لهذه الألعاب أرى أنه من غير المعقول أن تكون الجزائر في مرتبة منحطة وعلى المسؤولين مراجعة حساباتهم·
في سابقة من نوعها
خلو قائمة المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية من أي جزائري
خلت قائمة الرياضيين التي وضعتها اللجنة المنظمة أمس والخاصة بالرياضيين المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية مباشرة في بعض الرياضات، التي كانت مؤهلة في الألعاب العربية على غرار السباحة وألعاب القوى، حيث لم يتمكن الرياضيون الجزائريون من مجاراة نظرائهم في البلدان الأخرى على غرار ألعاب القوى والسباحة، وهي سابقة أيضا في الرياضة الجزائرية خاصة أن اللعبتين كانتا من اختصاص جزائري بحث مما يطرح العديد من التساؤلات مع وجود أسماء رياضيين في القائمة من بلدان ليس لها باع في مثل هذه الرياضات كجيبوتي وقطر في ألعاب القوى، إلى جانب الكويت والمغرب في السباحة·
أحدث مدرب كرة الطائرة للرجال فضيحة كبيرة عندما تشاجر في نهائي السيدات بقاعة الغرافة، حيث لم يتحمل الرجل الخسارة ما جعل الجميع يندهش لخرجة المدرب التي لا تشرف الرياضة الجزائرية بتاتا· وعلى المسؤولين توقيف مثل هؤلاء المدربين الذين لا يمتون بصلة لا من قريب ولا من بعيد إلى الرياضة الجزائرية· ويكون دريس خوجة رئيس الوفد الجزائري المشارك في قطر قد أعد تقريرا مفصلا ضد المدرب الذي لطخ صورة الجزائر خارج أرض الوطن·
اختتمت أمس الألعاب الرياضية الثانية عشرة في قطر بحفل اختتام بملعب السد في حفل متواضع حضره العديد من الشخصيات التي تقدمها أمير قطر وسط ترحيب كبير بتنظيم الألعاب التي كانت ناجحة بكل المقاييس، وسلم خلال حفل الاختتام علم البطولة إلى لبنان التي ستنظم الدورة المقبلة سنة .2015
