ربط بينهما شبح العنوسة ···المال ···الجنس ···وحوش مفترسة ··أقلها في نظر العجوز المسكينة التي تركها شيخها من أجل فتاة استعاد معها شبابه الضائع وقطفت هي ثمرة شبابها من شجرة هرمه وكيس ماله و····قطعا لم تجذبها خصلات شعره الأبيض رغم ما يقوله بعضهن من أنها تهيم بالشيب··· وراحت تشق مسالك الحياة بقطار أضاع مساره لأن سكته خانته· أسوأ من شاب متشائم عجوز متفائل يتصابى·····قيل هذا المثل في سنوات غابرة وسواء كان من قاله رجل أو امرأة مع أن الأرجح أن يكون من توقيع أنثى إلا أن الظاهرة أخذت فعلا في الانتشار بفعل ظروف عديدة كانت وليدة مجتمع طغت عليه المادة فأغرقته في تناقضات عدة حتى في أعرق العلاقات الإنسانية ····إنه الزواج الذي أضحى مرتعا للإبداع والبدع· ومن أغرب الظواهر الزواج بفارق السن الكبير بالرغم من صحته شرعا إلا أن ظروف وملابساته قد تطرح أكثر من سؤال ·· كيف يمكن لشابة في مقتبل العمر الاقتران برجل إن لم يكن في سن جدها فهو في سن والدها عبثا القول إن الحب وراء هذا ···فما الذي حدث؟
* النساء أعف من الرجال · ·إن النساء يرين الخيانة انكسارا والرجال يرونها فخرا· من هذا المنطلق ستغوص في حياة من كن ضحية هوس الزوج · الهرم····غدره او غباؤه في أحيان كثيرة· وإن كان لكل واحد ظروفه لكن الزوجة الأولى التي بلغت من العمر عتيا لا ترى الدوافع المبررة لهجرتها ستمقته الى أن يأتي اليوم الذي يحن فيه للرسو في مرفئها العتيق·
مسنون يسرقون قلوب العذارى
تبكي بدموع حارقة·· سكنت تجاعيد وجهها البائس ···عيناها تومئان بحقد دفين ··تقسم بأنها نسيته· لكن كل تصرفاتها نظراتها التي كانت تراوغ وتهرب من إجابة صريحة· كل هذا كان يومئ بأنها لم تنسه ولن تنساه وستسامحه إن هو عاد أخيرا الى عشه الأبدي ···التقيناها بدار العجزة التي قصدتها هي دون ان ينقلها أحد ، حتى إن زوجها لم يطردها ··غادرت بإرادتها دون ضغوط ··لم تتحمل الهزيمة· رغم كبر سنها لا تزال تحتفظ بشيء من كبريائها ·وبقدر من عجرفة النفس وسموها ·· تركته لزوجة ثانية ···زوجة شابة سلبته من حليلته ومن أبنائه ومن حياته·· ودخلت كالبركان جارفة أمامها حياة سعيدة لأسرة هادئة · سألناها إن كان زوجها يعلم أنها نزيلة لدار العجزة، فأجابت بأن إحدى جاراتها أخبرته بذلك لكنه لم يعرها اهتماما ···هي اليوم تنتظره ··يراودها حلم كبير أن ينحني أمامها ···يستسمحها ويطلب منها الغفران وهي تتمنع وتتظاهر بأنها لا تريد أن تراه ثم ترافقه بعد أن نشف ريقه الى عرشها لكنها سرعان ما تستيقظ على واقع أنها أضحت صحراء بلا رمل·
شباب مقابل مال
لو كان المال رجلا لتزوجته كل السناء··· استوقفنا هذا القول ونحن نخوض في حياة الحاجة زهية·· امراة تعدت العقد الخامس ··حمدت الله بعد أن تمكنت من تزويج بناتها الأربع وابنيها ·· اطمأنت على استقرارهم···هي حققت ما تريده في دنياها حتى إنها زارت بيت الله مع أحد أبنائها · الزيارة بقدر ما كانت مفرحة لقلبها الذي لطالما هف لزيارة بيت الله إلا أن فرحتها لم تدم··· تروي قصتها بألم ··متسائلة كيف استطاع خليل عمرها أن يتركها ومع من؟ مع خادمتها ·· قالت إنها وبعد تزويج بناتها لم تصبح قادرة على القيام بشؤون المنزل وحدها فاستعانت ببنت الجيران ···كانت فتاة خذلها الفقر فخشيت أن تطرق أبواب الانحراف ففتحت لها بابي·· حاولت تعويضها عن فقر أهلها ···استمالها زوجي وعاملها كابنة··أو هكذا بدا لها من الوهلة الاولى لتفاجأ بنهاية فظيعة···زوجها يتركها إلى فتاة بعمر بناتها ···لم تتزوجه لوسامته طبعا··أو هذا ما أرادت هي إفهامه·
بل رأت فيه من يستطيع تعويضها عن الحرمان والبؤس· فتزوجته بشرط أن يكتب باسمها المنزل ···لم أتكلم ··كان صمتي يقتلني ويشعره بانكساري· جالت في ذاكرتي تلك الصور التي التقطتها دون أن آمر ذاكرتي بدراستها ·· اكتفيت بتخزينها التلقائي···صورته وهو يداعب الخادمة ويلامسها ··كم كنت بلهاء غبية·
العنوسة ··· هل هي مصيدة الحياة؟
هي تعدت الثلاثين ··لم يطرق بابها طارق·· تتحمل القسوة من إخوتها الذكور واللعنة من نسائهم·· ثم تجد منفذا فتزوجته·· إنه رجل في السبعينات لم تختره بل كان مفروضا عليها · فرضته تقاليد المجتمع المجحفة في حق كل فتاة بلغت سن الزواج أو تعدته ولم تحظ بزوج· عندما طرق بابها لأول مرة·· تساءلت: أي امراة تقبل بهذا الشيخ المتبجح، أي قدر قد ابتلاها؟ لكنه قدرها هي وضعه في طيقها، تزوجته إرضاء لبطش إخوتها وكيد نسائهم، وهروبا من لقب البايرة الذي جعلها تتجنب الاحتكاك مع النساء· هي اليوم ترى نفسها أتعس امرأة، فمن تزوجته يعاملها كخادمة حيث تحولت لممرضة له·· ما أصعب أن نساق إلى أقدارنا المشؤومة في سن الزهور·
ومن المال ما قتل
كل من يعرفها يؤكد ولعها بالمادة، أقسمت على أن تثأر لواقعها المادي المزري· قالت إنها لن ترتبط بالرجل الفقير حتى ولو كان آخر من في الكون · انتظرت وانتظرت حتى وجدته ··كان رجلا هرما · شهد له بارتياده الكبير على الحانات حيث يستأنس بعاهرات الليل وبائعات الهوى ··هي لم تكن تعشق هذا النوع من الرجال، بل عشقت ماله، ترفه وبذخه الدائم·· استمالته إليها · علمت أنه لم يتزوج منذ وفاة زوجته الأولى· ثم كيف يتزوج وهو عريس كل ليلة·
أقسمت على أن يأكل الطعم وسرعان ما اصطادته صنارتها التي لم تخطئ أبدا· كان يكبرها بعشرين سنة لكنه تزوجها ·· أراد فقط أن يشبع رغباته بعد أن رفضت الانقياد له وأنها لا خريطة لدخول حياتها إلا بعقد الزواج وكان عقد القران ثم طلاق بعد أن كسر كبرياءها ليعود للارتماء في أحضان بائعات الهوى·
الجمال تاج يعبده المسن
المرأة الجميلة كالمرجة الخضراء لابد أن ترعى فيها بعض الخلائق· فهل أضحى الحامل مطبة أخرى لزواج المسنين؟ هو إشكال نطرحه مع المسن المترف بالمرأة الجميلة التي تعيد الانتشار في خريطة حياته وتمحي معالم حياته القديمة فهي تعتبر أحد أهم أسباب إقبال المسن على الزواج من صغيرات السن، فالرجل دائما ما يحلم بامرأة جميلة أنيقة تنسيه سنه بدل تلك العجوز النائمة بقربه و أمامها كيس الأدوية· وهنا تروي لنا الحاجة خيرة حكايتها ·حيث تقول إن قلبها العطوف سبب معاناتها لاسيما أنها أحسنت لإحدى قريباته الجميلة فتزوجها بل أضحى يهتم بشكله غير آبه بكلام الناس·
الحنان···الحلقة الضائعة
لم يبهرني ماله فهو ميسور الحال· ولم يجبرني أحد على الزواج منه بل وقاطع أهلي ذلك··لكني قبلته دون غيره· سهام فتاة في الثلاثينات من العمر أكدت أن وراء زواجها كان الحب والحنان الذي لطالما افتقدته في بيتها وقد تربت مع زوج الأم· فبدل أن ترضع حنان الأبوة شاءت الأقدار أن يكون لها زوج أم انهال بسوطه على كلتيهما فأشربهما مرارة العيش · هي اليوم غير نادمة على الزواج من رجل مسن مادام قد أضاف الى حلقات حرمانها الحلقة المفقودة: إنه الحنان الذي لطالما افتقدته والذي عوضها به الزوج الأب·
وللرجال ما يقولون أيضا
الشرع لم يحدد سن الاقتران بين الزوجين، فلا عيب إن كان فارق السن كبيرا·· هذا ما يقوله الرجال فهم كثيرا ما يعلقون تجاوزاتهم على شماعة الدين والشرع خصوصا إذا تعلق الأمر بالزواج· والأدهى أن الكثير منهم يحجم عن أن يقول إن سبب زواجه من فتاة في سن بناته هو الجنس· فقد أضحى وصول المرأة إلى سن اليأس شبحا يطرد السعادة الزوجية من المنزل لدى بعض الرجال، لا سيما أن المرأة تصبح غير قادرة على إشباع رغبات الزوج الأمر الذي يدفعه للبحث عن بديل يكون عادة في امرأة شابة·· بينما يرى الكثيرون أن السبب هو إهمال المرأة لزوجها وتبجحها بأنها تعيش لأبنائها الأمر الذي ينمي الشعور بالإهمال لدى الزوج مما يجعله يطرق باب أخريات· ولسان حالهم: خواتاتكم في السوق· من هو المذنب·· هل هي الظروف التي دفعت الى مقايضة الشباب بالمال؟ أم هو الهوس بشباب دائم؟ أم لوعة الكبر؟ ···أيا كان الأمر فالظاهرة قد فرضت نفسها· وأيا كانت الأضرار فالطرفان هما من اختارا وعليهما تحمل العواقب· ولكن السؤال المطروح: من يفكر في تلك العجوز البائسة الرابضة خلف نافذة المنزل المظلم منتظرة طيف رجل سرقه شبابه من شيخوخته لكنه ترك لها شيئا من الذكرى···إنها حقيبة الزمن الجميل تشم فيها عبق ذكراه· لكنها سرعان ما ترجع إلى أناتها عند تباشير كل فجر·
