”طوفان” القوائم الحرة هاجس آخر للسلطة والأحزاب

وصل عددها في بعض الولايات إلى 35 قائمة
تعرف مختلف ولايات الوطن ظاهرة الانتشار الكبير لمكاتب جمع التوقيعات لصالح القوائم الحرة في مظهر يذكر كثيرا بانتشار محلات الزلابية مع قدوم رمضان الفضيل من كل سنة، فمبلغ 30 مليون سنتيم شهريا وامتيازات الحصانة والعلاقات فتحت شهية المئات من المواطنين للظفر بكرس في مبنى زيغود يوسف، حيث وصل عدد استمارات الترشح التي سحبت من مصالح الداخلية إلى 933 استمارة نهاية الأسبوع الماضي·
وإذا كان العزوف الشعبي عن الانتخابات القادمة هو ما ظل يشكل هاجس السلطة إلى وقت قريب، فإن ظاهرة انفجار هذه القوائم تضع أمام السلطات والأحزاب معا هاجسا آخر قد يعصف بمصداقية العملية الانتخابية ويجعل تركيبة البرلمان القادم تصنع المفاجأة وتقلب الطاولة في وجه كل المحللين والمراقبين للشأن السياسي في البلاد، خصوصا أن البرلمان القادم سيكون الجهة المخولة للتعاطي مع مستجدات المرحلة المقبلة بما لها من أهمية وحساسية على مستقبل البلاد، سيما فيما يتعلق بمسألة تعديل الدستور وما قد يلحقه من مراجعات وتعديلات جوهرية قد تطرأ على مجمل القوانين في الدولة بما في ذلك تلك التي صادق عليها البرلمان المنتهية عهدته ضمن سياق الإصلاحات السياسية المعلنة،
حيت سيكون للحظ وتشابه التسميات والصور كلمة الفصل في صعود البعض وأفول آخرين· هذه الظاهرة ستجعل المواطنين خاصة في الولايات الداخلية، حيث تنتشر الأمية، أمام 33 قائمة حزبية أعلنت مشاركتها لحد الآن إضافة إلى عشرات القوائم الحرة التي وصلت في ولاية الجلفة إلى 35 قائمة و31 قائمة بولاية وهران، الأمر الذي سيدخل الناخب في دوامة وتوهان لاختيار المرشح والتعرف عليه ويعيد في نظر الكثيرين الجدل الذي حصل في الانتخابات السابقة حول ترتيب أوراق قوائم الأحزاب والأحرار والمعايير التي تعتمد في ذلك أمام الناخبين، انطلاقا من أن كثيرا من الناخبين سيعمد إلى اختيار الورقة الأولى أو الأخيرة من القوائم المعروضة أمامه إراحة نفسه من هم البحث عن مرشحه في ظل تشابه بعض الرموز والصور الحزبية وهو ما يجعل الترتيب في الوضعية مهما جدا ومحل صراع كبير بين هذه الأخيرة· ولعل التصريح الأخير لمحمد طالبي مدير الحريات العامة والشؤون القانونية بوزارة الداخلية، يعبر فعلا عن هذه الهواجس،
حيث أنه رمى الكرة في ملعب الأحزاب عندما ترك لها صلاحية اختيار الطريقة المناسبة لتسهيل عملية تعرّف الناخب على مرشحه المفضل من خلال أوراق الانتخاب وهي القضية التي لم تعرف توافقا بين الأحزاب بعد،
حيث أكد النائب محمد حديبي أن تحالف ”الجزائر الخضراء” لم يفصل في القضية إلا أنه يحبذ أن يتم إدراج صورة الأمين الوطني للحزب على حسب الولايات التي يكون فيها الحزب يترأس القائمة، مؤكدا أن ذلك يمكن أن يسهل التعرف على القائمة التي ينوي الناخب التصويت عليها موافقا بذلك رأي رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش الذي أكد هو الآخر على إدراج صورة رئيس الحزب باعتبار أن عدد القوائم الكبير يجعل إدراج رموز الأحزاب أو الاستعانة بالأرقام لا يفي بالغرض، بينما ترى جبهة التغيير الوطني أنه من الضروري أن تدرج صورة رأس القائمة، مبررة ذلك بأن التصويت يجب أن يكون على أساس الرجال الذين يقدمهم الحزب من أبناء الولاية لتمثيله لا على أساس صورة زعيم الحزب·
محمد شارفي
لكون متصديريها من المنشقين وممثلي شرائح اجتماعية مختلفة
القوائم المستقلة تخلط أوراق الأحزاب بعنابة
بهاء الدين·م
تكشف معطيات المشهد الانتخابي من خلال جولة بين مختلف التشكيلات السياسية بولاية عنابة، أن أغلب الأحزاب باتت تبدي تخوّفها من القوائم المستقلة بالنظر لكون عديد الأسماء التي بدأت في سحب استمارات الترشح ستغرف من الوعاء الانتخابي للأحزاب التقليدية كون أبرز أبطالها من المنشقين او المستقيلين· وحسب الأرقام الرسمية، فإن 12 قائمة سحبت استمارات الترشح من مديرية التنظيم والشؤون العامة بالولاية، من بينها قائمة امن أجل الاستمراريةب التي تمثل منظمة أبناء المجاهدين، والتي يتصدرها العضو السابق في المجلس الشعبي الولائي محمد ناصر بن علي الرجل الثاني في اتحاد عنابة،
إضافة الى المنشق من حزب الأرندي عبد اللطيف بديار رئيس نقابة المؤسسة في قطاع التربية الذي يراهن على قاعدة واسعة في الوسط التربوي لافتكاك حصة معتبرة من أصوات الناخبين· كما تضمنت القوائم الحرة في عنابة أسماء ممثلة لمختلف الشرائح المهنية والاجتماعية على غرار الأطباء والمحامين، مما سيؤثر سلبا على الوعاء الانتخابي لبعض الأحزاب التي تعول على تلك الشرائح· ولو أن الشابة جميلة صنعت الحدث على طريقتها الخاصة بقرارها القاضي بدخول معترك التشريعيات ضمن قائمة حرة،
حيث تتموقع في المرتبة الثانية خلف المتصدر عبد الوهاب حمارنية، الذي يعتبر من بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي الحالي لبلدية عنابة، حيث إن هذا الترشح يبقى حديث الخاص والعام بالولاية، ومغنية الطابع الشبابي وعدت بتنشيط حفلات وسهرات فنية على مدار الحملة الانتخابية، كما أن صاحب أحد الملاهي الليلية المشهورة قرر بدوره خوض تجربة سياسية في التشريعيات بتصدّره قائمة مستقلة، ولو أن عملية الترشيحات الأولية قابلتها مجموعة من الشباب بولاية عنابة بتشكيل هيكل محلي على االفايسبوكا يعنى بالتشريعيات المقبلة ويلقي الضوء على قوائم المترشحين بمختلف الأحزاب في إطار التعريف بمن سيمثلهم مستقبلا بالمجلس الشعبي الوطني، وهو التنظيم الذي أطلق عليه اسم اائتلاف شباب تطهير عنابةب،
ويسعى أصحابه إلى التصدي لمختلف أنواع الفساد السياسي خلال فترة ما قبل وأثناء الانتخابات التشريعية لضمان حضور الولاية بثمانية ممثلين من النخبة في تركيبة المجلس الشعبي الوطني· ويرى محللون أن هذا الزخم على القوائم المستقلة مؤشر على الحضور القوي لتلك القوائم خلال العاشر ماي المقبل، خاصة أن عددها لم يكن ليتعدى 3 في التشريعيات الماضية بعنابة، وربما هي الحقيقة التي أغفلها الإعلام الوطني الذي صوب مجهره حتى الآن على الأحزاب السياسية خاصة الجديدة منها وعلى التحالفات الناشئة بينها من حين لآخر والتصريحات والإثارة الآتية من هنا وهناك· كما توحي الخارطة الانتخابية الحالية من جانب آخر أن المستقلين أو الأحرار يكسبون مساحات إضافية كل خمس سنوات في المربع الذهبي للمجلس الشعبي الوطني في انتظار ما تخبئه انتخابات العاشر ماي المقبل من مفاجآت·
تجاوز عددها 31 وبعضها تحت المقصلة
500 دينار لجمع التوقيعات للقوائم الحرة بوهران
حطمت القوائم الحرة بولاية وهران الاستثناء هذه المرة بعدما تجاوز عددها لحد الساعة 31 قائمة تمثل مختلف الأطياف الاجتماعية والتوجهات السياسية، لكنها تشترك في خاصية واحدة هي أن غالبية أصحابها لم يتمكنوا إلى الآن من جمع عدد التوقيعات المنصوص عليه في قانون الانتخابات والمحدد ب 400 توقيع عن كل مترشح، وهو العامل الذي دفع ببعض ميسوري الحال إلى الاستعانة بجيوبهم لاستمالة المواطنين للتوقيع لهم بمبالغ مالية وصلت إلى 500 دينار لكل توقيع، خاصة مع بداية العد التنازلي لتاريخ إيداع هذه التوقيعات على مستوى مصالح الولاية المحدد بيوم 26 مارس المقبل·
لم يفلح غالبية أصحاب القوائم الحرة من قطع شوط جمع التوقيعات على المواطنين بالنظر إلى البرودة التي لاحظوها على أغلب الشباب والنساء وحتى بعض الموظفين الذين اتصلوا بهم للمهمة ذاتها، حيث رفضوا أن يمضوا لهم، وهو مؤشر خطير حسب العديد من المتتبعين لحملة جمع التوقيعات بالنسبة لاستعدادات المواطنين واتجاههم نحو المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة على مستوى عاصمة الغرب الجزائري·
وتُجبر كل قائمة حرة بولاية وهران على جمع 7200 توقيع ل18 مترشحا تضمهم القائمة وهو عدد المقاعد المخصص لعاصمة الغرب في المجلس الشعبي الوطني، وتمت إضافة 3 مقاعد جديدة لها بعدما كان العدد في السابق 15 مقعدا·
كريم حجوج
عشر قوائم للأحرار الغاضبين والطامعين بتلمسان
تسابق نحو 10 قوائم للأحرار بتلمسان وأصحابها الذين يهيئون أنفسهم لخوض غمار تشريعيات العاشر ماي المقبل· وقد سجل مكتب الانتخابات بمديرية التنظيم والشؤون العامة لولاية تلمسان سحب 10 قوائم حرة لاستمارات الترشح· وتوزعت هذه القوائم بين الغاضبين على أحزابهم كما هو الشأن بالنسبة لنائب من حزب جبهة التحرير الوطني قضى عهدتين نيابيتين بالصدفة لكونه لا يقطن بتلمسان بل بولاية مستغانم· ولأن حلاوة البرلمان أقوى من كل الاستقطابات فقد فضل خوض غمارها بعيدا عن البيت الكبير· وقام أستاذ جامعي من الحزب نفسه بسحب استمارات الترشح على أمل أن تساعده التوازنات المحلية على الظفر بمقعد في البرلمان كونه الممثل الوحيد لقبيلته في هذا السباق الذي يخوضه الطامحون والطامعون أيضا· عون إداري سابق كان يعمل بوكالة أحد البنوك بسبدو قبل أن يصبح ملياردير، عاد إلى مسقط رأسه جنوب تلمسان وأنهى عملية جمع 6 آلاف توقيع ويعول على الظفر بمقعد له· وآخر لصديق له يليه في الترتيب لإتمام أحلامهما في المجلس الشعبي الوطني بتشكيلته القادمة· كما قام بعض الشباب الحالمين بسباق الكبار بسحب استمارات الترشح من مكتب الانتخابات على أمل أن ترمي بهم موجة الثورات إلى البرلمان القادم الذي تحول إلى حلم وطني· ودون ذلك تبقى عملية العد التنازلي للآجال المحددة نهاية الشهر الجاري تدفع بالمعنيين لتسريع وتيرة نشاطهم بحيث أصبحوا يسابقون فيه الزمن والأحزاب المعتمدة الكبرى منها والصغرى·
ب·عبد السلام
الأحرار يزاحمون الأحزاب ب 14 قائمة مستقلة في بسكرة
أحصى مكتب استقبال ملفات التشريحات الخاصة بتشريعيات 10 ماي القادم بولاية بسكرة، 14 قائمة حرة من الوجوه الجديدة منها قائمة ”مشعل الشباب” التي يقودها رجل الأعمال عبد المجيد خبزي رئيس غرفة الصناعة والتجارة ”الزيبان”، ذكرت مصادر محيطة به أنه رفض كل العروض المغرية المقدمة من الأحزاب وفضل الأحرار حتى لا يكون تحت رحمة الإملاءات الحزبية· يذكر أنه فيما تقدم هذا الشخص بهذه القائمة الشبابية لتمكين الشباب من استلام المشعل قبل أن ينطفئ، سجل هذا المكتب دخول الأحزاب ب13 قائمة تمثل مختلف التيارات السياسية القديمة والجديدة الناشطة بهذه الولاية الجنوبية التي ما زالت ينخرها المنطق العروشي·
عبدو
المنشقون عن الأحزاب يستنجدون بالقوائم الحرة في المدية
سحب 29 مواطنا استمارات التوقيع للترشح في قوائم حرة لتشريعيات 2012 بالمدية· غير أن مصادر ”البلاد” وقفت على انسحاب عدد لا بأس به من المترشحين لكون القوانين المحددة لمواصفات المواطن الذي يزكي القائمة، لأن ضرورة تسجيل رقم بطاقة الناخب وبصمة الموقّع ثبطت العديد من أصحاب القوائم الحرة من ذوي الدخل الضعيف وكذا ممن يعولون على عامل الحظ· فقد اكتست أغلب القوائم التي يتم الحديث عنها هذه الأيام والتي يرجح أن تولد قبيل انتهاء الآجال لتخرج إلى العلن بطريقة عادية، أو إن استدعى الأمر اللجوء إلى الولادة القيصرية! فقد اكتست صبغة التيار الوطني كون عدد لا بأس به من الشخصيات التي لم تجد لها مكانا في قوائم أحزاب كبرى كجبهة التحرير الوطني أو التجمع الوطني الديمقراطي قد باشرت جمع التوقيعات للدخول في قوائم حرة· عمري بشير
35 قائمة حرة و19 تشكيلة حزبية تسحب استمارات الترشح بالجلفة
سحبت إلى حد الآن 19 تشكيلة سياسية بولاية الجلفة، استمارات الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، فيما وصل عدد القوائم الحرة إلى 35 قائمة· وتؤكد بعض المعلومات المتوفرة ل”البلاد” أن نية الترشح التي مست أغلبية فئات المجتمع قد تسهم في رفع عدد القوائم الحرة بالولاية· واللافت للانتباه أن التهافت على سحب استمارات الترشح لتشكيل قوائم حرة، نابع أساسا من التخوف من ”المقص” على المستويات المركزية، إذ رمى العديد من الراغبين في تبوؤ مقاعد البرلمان، برداء الأحزاب العتيدة منها والجديدة، ليلبسوا رداء القوائم الحرة التي بلغ عددها إلى حد الآن 35 قائمة، مع العلم أن هناك نزيفا غير مسبوق يعيشه العديد من التشكيلات السياسية التي حصلت على اعتمادها مؤخرا حيث انسحب العشرات من المناضلين منها، بعد مشاركتهم في جمعياتها الولائية، ليقرروا تجريب حظهم في قوائم حرة· والمهم أن التهافت لا يزال كبيرا جدا والجميع يرى نفسه نائبا في المجلس الشعبي الوطني·