وقفة تكريمية للفنان الراحل مصطفى عبورة وابنه خير الدين

من تلمسان :عدة خليل

تنظم عشية اليوم بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان وقفة تكريمية للفنان الراحل الأستاذ مصطفى عبورة (1875-1935) وابنه خير الدين عبورة(1909-1977) ، تتضمن مائدة مستديرة حول حياة وأعمال الفنانين، ينشطها طه عبورة ، و يقدم فيها فيصل بن قلفاط كتبا ومخطوطات وأشرطة خاصة بالشيخين ،ويديرها مدير الأرشيف في الإذاعة الجزائرية الباحث في التراث والمختص في الموسيقى نصر الدين بغدادي ،هذه المبادرة التي تشرف عليها دائرة التراث غير المادي و الكوريغرافيا التي تترأسها زهية بن الشيخ ، تندرج ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة السلامية ، وتعد الوقفة السادسة التي يكرم فيها رواد الفن الأندلسي، على غرار الشيخ العربي بن صاري وابنه احمد بن صاري ، والأستاذ احمد سري والشيخ محمد الطاهر فرقاني والشيخ قدور درسوني والشيخ الراحل الصادق البجائي والشيخ محمد الغافور، والشيخ الغوثي بوعلي وابنه محمد بوعلي ، كما سيتم بالمناسبة تنظيم حفلين أندلسيين غدا وبعد غد بدار الثقافة نفسها ، الأول تنشطه وتحييه جمعية الشيخ مصطفى بلخوجة من وهران ، هذه الجمعية الثقافية التي تأسست سنة 1997 من طرف
موسقيين بارزين تظم أبناء وأحفاد الشيخ الراحل مصطفى بلخوجة ويترأسها الدكتور أمين قلفاط ، أما الحفل الثاني فتحييه اوركسترا رضوان من تلمسان التي تأسست سنة ويقودها الخبير المختص في الموسيقى العربية الأندلسية فيصل بن قلفاط .
الشيخ مصطفى عبورة يعد من الجيل الأول من المثقفين الذين عملوا بالوسائل العصرية من اجل حفظ التراث الموسيقي الأندلسي ، هو متخرج من مدرسة المعلمين ببوزريعة سنة 1893واغتنم سنوات تكوينه ببوزريعة لإتقان معارفه في الموسيقى وعقد صداقات مع عدد من الشيوخ منهم " فراشو " و" سفنجة " ، عمل بعدها بمدرسة ديسيو بتلمسان ، بدا بعد عودته إلى مسقط رأسه بالتردد على النوادي الموسيقية لكبار المشايخ من أمثال "معلم مقشيش" و"منور بن عقو "وبو ظلفة" والأخوين" ديب" وأسرع في تدوين القطع الموسيقية ، وذلك لكمال وعيه بمخاطر خسارة أجزاء كاملة من التراث الأندلسي بفقدان أعمدة الفن والتحق به "محمد بن سماعيل" سنة1906 للعمل معا وقد قام "مصطفى عبورة" بتدوين فهارس "الشيخ بوضلفة" لمدة 30 شهرا وأنجز أيضا دراسات في الموسيقى منها دراسة عن الموسيقى المغربية التي استشهد بها " الكسيس شوتان " ، ودراسة أخرى عن الموسيقى الجزائرية بالاشتراك مع "جلول روانيه" فيما يتعلق بجزء الجزائر العاصمة،خلف مصطفى عبورة أكثر من 300 قطعة موسيقية مدونة عن الموسيقى الأندلسية في تلمسان .