توفي الإثنين المخرج الوثائقي الفرنسي والكاتب والمصوّر الشهير كريس ماركر صاحب فيلم "الرصيف" و"بلا شمس" عن 91 عاماً. وأعلن خبر الوفاة الناقد السينمائي جان ميشيل فرودون ورئيس مهرجان كان السينمائي جيل جاكوب، على حسابيهما على تويتر. وكتب جاكوب "تيتّمت الروح الفضولية والسينمائي الذي لا يتعب والشاعر المحب للقطط ومصوّر الفيديو والشخصيات المختزنة بالأسرار والموهبة الكبرى، بوفاة كريس ماركر". وماركر من مواليد 29 جويلية 1921، وبرز في فترة ما سمّي في فرنسا، في الخمسينات والستّينات، بِ"الموجة الجديدة"، تحت قيادة سينمائيّين مرموقين أمثال إِيريك روهمر وجان لوك غودار وفرانسوا تروفو وجاك ريفات وغيرهم، وهي التي قوّضت أنماط السّرد التّقليدي واعتمدت شخصيات جديدة خارجة عن قواعد المجتمع واستخدمت أحياناً مشاهد وثائقيّة مأخوذة من وقائع الحياة. وماركر من مؤسسي الرومانسية في الأفلام الوثائقية وهو صاحب أكثر من 50 فيلماً وأشهرها "الرصيف" (1962) الذي لا تتجاوز مدته 28 دقيقة، وهو عبارة عن صور فوتوغرافية تم جمعها على طول الفيلم من دون وجود أي لقطة حركية. ومن أفلامه الشهيرة أيضاً "بلا شمس" (1983)، وهو يصوّر المسافرين في "ميترو" طوكيو، في شتّى تحركاتهم وتعبيراتهم وحتّى في نومهم، راصداً "وحشيّة" الحياة التّكنولوجيّة الحديثة والطوباوية في حَيَاة البشر. ومن أفلامه أيضاً "ضريح اسكندر" (1993) وهو عبارة عن إعادة قراءة للثّورة السّوفياتيّة البولشيفيّة من خلال تسليط الضوء على مسيرة "اسكندر ميدفيدكيني" المخرج السّينمائي الذي اشتهر بفضل فيلمه "السّعادة" (1934). وماركر كاتب ومصوّر أيضاً وأنجز أفلاماً روائية طويلة وتحقيقات سياسية مصوّرة في إطار ما عرف بالسينما النضالية أحدها عن الجزائر وفييتنام.
