في مداخلة له بمنتدى جريدة «الجمهورية» شدّد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى على أن أصحاب الفتاوى المنتشرة هنا وهناك، والتي وجدت مرتعا لها في الفضائيات المشرقية خاصة، إنما يروم أصحابها إلى ركوب صهوة الزعامة ليس إلا(...) حيث، أن القصد من وراء هذه الحركات التي لا تعرف حدودا ولا ضوابط، إنما هو التموقع لصعود سلالم الحكم عن طرق خطب سياسية إسلامية.. فالفتوى، قبل كل شيء مسؤولية، وليست في متناول كل من هبّ ودبّ، من مشعوذين ومشوهي الدين الحنيف الذين تعجّ بهم الكثير من الدوائر الخفية، في العالم و التي لا تبوح بأغراضها علانية. وكل متفطن متشبع بالقيم الأصلية للدين، المحصن بالمرجعية الدينية الوطنية التي جُبِل عليها، يعرف جيّدا مرامي هؤلاء. ففي منتدى الأمس الذي نشّطه رئيس أعلى مؤسسة دينية في البلاد، أثيرت مجددا هذه القضايا التي تنغص العالم العربي والإسلامي والتي ما إنفكت تزرع مسارا من الشقاق والفتن، لا يستفيد منه إلا أعداء الأمة المحمدية. وعطفا على ما سبق ومن أجل كل هذا، فإن التبصّر في الخطاب الديني والحكمة في تبليغه يظلان القلب النابض لكل دعوة رصينة، تخدم مصالح الإنسانية دون نظرة تطرفية ودون مصالح ضيّقة تجعل الآدمي حائرا، مضطربا واقفا على الهامش ومنشغلا بسفاسف الأمور.