تهدف الأممالمتحدة من خلال فكرة إقرار السلام إلى دعوة الشعوب الالتزام بنبذ أعمال العنف و توعية الأمم بأهمية أن ينعم العالم بالسلم و الأمن . و تؤكد مواثيق هيأة الأممالمتحدة أنّ السّلم العالميّ ليس نظرية تحتويها المؤلفات بل واقعا لابد أن يتجسّد لأنّ الحتمية التي وضع الإنسان نفسه فيها تدفعه أن يتعايش مع جنسه و باقي الأجناس من معمري الكوكب الأرضي بِفعْلِ الإرادة المنبثقة عن العلاقة التي تفضي إلى الحوار . و يؤكد العديد من المنظرين و العلماء أنّ الأمر ليس مستعصيا على الساسة و شعوبهم خاصة أن الحروب قد أظهرت محدوديتها في الوصول بمعلنيها إلى أهدافهم و تتزايد بفعل الوعي الذي صارت تتحلى به الشعوب الخطوات من أجل إحلال النّظام في العالم ، كما أَنَّ أغلبيّة الأمم في العالم قد حقَّقت استقلالها مِمَّا يشير إلى اكتمال المرحلة التّاريخيّة لبناء الدّول ، و لا تفوّت الأممالمتحدة فرصة من أجل تخطي الطريق الصعب من الصراع إلى السلام. بإحقاق الشرعية ومشاركة العبء و الدفع بعجلة التنمية كي تصير مستدامة . و قد كان للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يمثل وثيقة تاريخية في ما يتصل بحقوق الإنسان و الذي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدته بعد أن صاغه ممثلون من ثقافات ومرجعيات قانونية مختلفة من كل أنحاء العالم وصفة نموذجية لكل الشعوب الراغبة فعلا في العيش بسلام. و يؤكد مبدأ العيش معا في سلام الذي أقرته الأممالمتحدة في 2017 أنّه لكل فرد الحقُّ في الحياة والحرِّية وفي الأمان على نفسه و تلك هي المؤشرات الأساسية للحرية والعدالة فالإعلان لم يتضمّن مادة منفصلة بشأن الحق في السلام. و تقول بنود الأممالمتحدة بأنّ السّلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصّراع والخِصام فقط ، إنّما يُمكن أن يتطلّب تأسيس مجموعة من القيّم والمواقف ، والعادات المشتركة أو المختلفة التي ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السّيادة والحُريّات الأساسيّة وحقوق الإنسان كأول شرط للحديث عن السلام في أيّ مجتمع قبل الوصول إلى المجال الأوسع ، والحوار والتّعاون بين الشّعوب التي تمتلك ثقافات مختلفة لكن الاختلاف لا يؤذي بقدر ما يزاوج بين الشعوب و يقوّيها مع نَبذ ثقافة استعمال القوّة من أجل السيادة واستخدامها أيضا و أكثر من ذلك و حسب نصوص الهيأة الأممية فالسلم يجب لن يرقى إلى ممارسة يومية و ليس لأن يبقى شعارا يستخدم عند الحاجة لأنّه سلوك و ممارسة شخصيتان و من خلال التشبع بهذا المبدأ فلا يؤذي الفرد ذاته و لا الآخرين تحت أي ظرف أو طائلة . وينبع ذلك من الاعتقاد بأن إيذاء الناس أو الحيوانات أو البيئة لا لزوم له لتحقيق النتيجة المرغوبة ويشير إلى فلسفة عامة من الامتناع عن العنف على أساس المبادئ الأخلاقية والدينية . و تشير مواثيق الأممالمتحدة أيضا حسب ما جاءت في المعاهدات و الاتفاقيات التي وقعتها أغلب دول المعمورة انّه ينظر إليه على أنه بديل لموقفين آخرين هما الرضوخ والانصياع السلبي من جهة ، أو النضال والصدام المسلح من جهة أخرى .