تبحث المرأة المنتجة الماكثة بالبيت عن فضاءات تجارية لعرض مختلف منتجاتها بهدف المحافظة على استقلاليتها المالية وضمان مردودية مفيدة للمجتمع حسبما أكدته بعض النساء المنتجات. وأجمعت عدد من النساء المنتجات الماكثات بالبيت على هامش معرض المرأة المنتجة الماكثة في البيت الذي نظمته مؤخرا مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر، أنهن يشكلن "طاقة إنتاجية كامنة لم تحظ لحد الآن بالمكانة التي تستحقها في سوق الشغل". وأكدن حاجتهن إلى فضاءات تجارية "لائقة" بغرض تسويق أعمالهن الحرفية واليدوية "حفاظا على استقلاليتهن المالية ومردودية مفيدة للمجتمع". واستطاعت فريدة دراج (40 سنة) وهي أرملة من بلدية عين بنيان بعد 10 سنوات من العمل كخياطة أن تتخطى جدران البيت بأعمالها بعد استفادتها من مبادرات المديرية و تعرفها على كيفيات التسويق والتواصل مع الزبونات وكذا استغلال موقع الفايسبوك للترويج لخدماتها. وشاركت بدورها صانعة الحلويات التقليدية اسمهان سفراني من بلدية عين طاية، في برنامج (جسدي مشروعك) منذ عامين. وقالت إنها تمكنت من مواصلة تكوينها والحصول على شهادة كفاءة مهنية وهي تتنقل بفضل فضاءات العرض الموفرة لها لتوسيع شبكتها المهنية. وأقرت السيدتين بدر نعيمة المختصة في صناعة المربى من بئر توتة و بلحرشاوي فرحناز حرفية في تزيين الفخار، أن نشاطهن المتزايد بات يستلزم مساحة أكبر من أجل العمل و كذا تخزين بعض الطلبات. وتحمل السيدة ماضي بطاقة حرفي منذ سنوات، إلا أنها تؤكد "عدم اقتناعها بجدوة ذلك"، خاصة -- تضيف-- فيما يتعلق بالتسويق و توفير فضاءات تجارية دائمة تقع في أماكن مغرية و مفتوحة على الزوار. وتضم البيوت نماذج "ناجحة" من النساء من مختلف الأعمار و المستويات التعليمية توصلن إلى مرحلة الاعتماد على أنفسهن في إعالة عائلاتهن و"تحقيق استقلالية مالية" بفضل اجتهادهن في إيجاد منافذ خارج جدران البيت لتسويق منتوجهن، تقول عجالي نورة، رئيس مصلحة العائلة و التلاحم الاجتماعي بمديرية النشاط الاجتماعي و الأسرة لولاية الجزائر. وتبحث هذه الفئة الناشطة في المجتمع على "فرص تسويقية ناجعة وضامنة لاستقلالية مالية دائمة"، تضيف عجالي، وهن ربات أسر "تختلف حالاتهن الاجتماعية من واحدة إلى أخرى" بين مطلقة وأرملة وأمهات لأبناء معاقين وأخريات مررن بتجارب حياتية عسيرة. وتقول عجالي أن الهدف من هذه المعارض هو "إقحام المرأة في شبكة علاقات مهنية تسمح لها بتأسيس منهجية عمل فاعلة"، في إشارة منها إلى طرق التسويق واستعمال وسائل الاتصال الحديثة كالأنترنت والبطاقات الترويجية والتعليب و غيره.