على غير العادة تم التحضير لشهر رمضان هذا الموسم في أجواء من الترقب و الحيرة والإستفهام وسط الشارع الجزائري، كونه تزامن مع الحراك السلمي الذي تعيشه الجزائر، والذي لا يزال متواصلا من قبل شباب رفعوا التحدي من أجل التغيير والإصلاح السياسي. و في هذا الصدد نزلت جريدة « الجمهورية « إلى سوق المدينة الجديدة من أجل رصد آراء المواطنين ، فيما يخص التحضيرات الخاصة بالشهر الفضيل، وأجواء اقتناء المستلزمات الخاصة به، وما اتّضح لنا أن العائلات كانت مستاءة جدا بسبب ارتفاع الأسعار الذي مس العديد من المواد الاستهلاكية ، والتي كانت قبل أيام فقط في سعرها العادي، ما جعل الكثير من المواطنين يتهمون بعض التجار الذين استغلوا الوضع الذي تعيشه البلاد من أجل فرض زيادات غير مبررة ، وفي هذا الشأن أكدت السيدة «أم الخير»، وهي ربة بيت تقطن بحي باستي و أم ل4 أطفال أن التّحضيرات لشهر رمضان عادة سنوية وأمر مفروغ منه ، لكن هذه الأمر مختلف تماما في ظل التغيرات السياسية التي فرضت نفسها في الآونة الأخيرة، ومؤكدة أن الحراك مستمر حتى تتحقق العدالة والمطالب التي رفعا الشعب . ومن جانبها كشفت السيدة «فتيحة. ب«، وهي موظفة بقطاع الاتصالات و أم لطفين بأن شهر رمضان لهذا الموسم جاء مختلفا عن المواسم الفارطة ، فالكثير من النساء خرجن مع بداية الحراك و اشتروا مستلزماتهن ل 5 أشهر و أكثر، خوفا مما تم الترويج له من عصيان مدني و غلق للمحلات، و هو ما عرفته بعض الولايات ، موضحة أن هذه الأمور فارغة في محتواها ، لأن الاستقرار و السلام هما الهامين في بلادنا الحبيبة ، أما السيد رضا محمودي الذي صادفناه عند محل بيع اللحوم، فقد أبدى سخطه من الارتفاع الجنوني في بعض أنواع اللحوم خاصة الحمراء منها ، والتي وصلت إلى 1300 دج، مُوضحا بأنه و مع بداية الحراك قام رفقة زوجته باقتناء مواد غذائية لأكثر من 5 أشهر مخافة حدوث أي طارئ ، متمنيا أن يتم تحقيق مطالب الجزائريين حتى يصوموا الشهر الفضيل بسلام» . ومن جهة أخرى وعند زيارتنا لسوق المدينة الجديدة ، فقد تبين لنا أن الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر منذ 22 فيفري المنصرم قد قلل من لهفة الوهرانيين على التسوق و اقتناء أكثر من ضرورياتهم ، و هذا لانشغالهم بحال البلاد و التحضير لكل جمعة من أجل الخروج في مسيرات سلمية ، و النهوض يوميا على كل ما هو جديد خاصة ما شهده الأسبوع الأخير من تطورات فاجأت الجزائريين ، كمحاكمة العديد من رجال المال و الأعمال و السياسيين، و هو ما بات يشغل الرأي العام ، و في هذا السياق كشف لنا أحد الباعة الذي يملك طاولة لبيع المعلبات أنه يقبل رفقة رفقائه بالإفطار على الخبز و الحليب، مادامت بلادهم بخير . كمال يعقيل أستاذ في علوم الإعلام و الاتصال بجامعة سعيدة « الشعب الجزائري ينبض بروح الوطنية » الشعب الجزائري بطبعه اجتماعي وينبض بالروح الوطنية ، و قد برهن على ذلك في عدة تظاهرات وطنية و دولية على غرار كرة القدم من خلال ملحمة « أم درمان»، فمن غير المعقول أن يبقى مكتوف الأيدي أمام مصير بلاده الذي يبقى مجهولا في ظل تعنت بعض الأشخاص الذين رفضهم الشعب ، و بالتالي فإن المواطن الجزائري بذلك وفي ظل الحراك الشعبي يعطي أهمية قصوى لمصير و مستقبل بلاده ، كما أنه يعطي اهتماما خاصا بشهر رمضان الكريم، ويحافظ على طقوسه وعاداته الراسخة بين الأجداد « .