لن أمارس السياسة ما حييت و سأبقى رياضيا لأنها تسري في عروقي الدولة لم تذخر أي جهد في سبيل تطوير اختصاص ألعاب القوى أكد نورالدين مرسلي البطل العالمي و الأولمبي السابق في حوار حصري أجرته معه أمس جريدة " الجمهورية " بأن العداء الجزائري توفيق مخلوفي قادر على تحطيم الرقم القياسي الذي يوجد حاليا بحوزة المغربي هشام القروج , و أضاف مرسلي في ذات الحوار , بأن رياضة ألعاب القوى ستشهد في السنوات المقبلة تطورا كبيرا لاسيما في ظل الدعم الذي توفره الدولة لهذا النوع من الاختصاص , كما تطرق هذا البطل الأسطوري الجزائري كذلك إلى أيامه الرائعة و الخالدة التي دونها بأحرف من ذهب لما كان يشرف الجزائر في مختلف المحافل الرياضية العالمية و أمور أخرى ندعوكم إلى متابعتها في هذا الحوار المثير و الحصري : الجمهورية : أين هو نورالدين مرسلي حاليا , و ما هو سبب هذا الغياب الطويل عن الساحة الرياضية ؟ نورالدين مرسلي : يبتسم قليلا ثم يجيب , ( الله لا تغيبك ) .... أنا حاليا أترأس فريق المجمع البترولي لألعاب القوى بالجزائر العاصمة , كما أنني مستشار رياضي في إحدى الجامعات الأمريكية منذ 3 أشهر حيث ألقي هناك محاضرات في تخصص ألعاب القوى . الجمهورية : كيف تقيمون النتائج المحققة من قبل نادي المجمع البترولي الذي تترأسونه ؟ نورالدين مرسلي : لا أخفي عنكم أني تسلمت مفاتيح رئاسة هذا النادي منذ شهرين تقريبا , و الحمد لله استطعنا تحقيق نتائج جيدة وباهرة , وهذا بفضل العدائين الذين نفتخر بضمهم في فريقنا على غرار البطل الأولمبي توفيق مخلوفي , و كذا زرق العين , و الأكيد أن المستقبل سيكون زاهرا لاسيما وأن السلطات العمومية ما فتئت تقف إلى جانب النوادي التي تشرف الجزائر وطنيا و حتى دوليا , فهذا الدعم المادي و المعنوي للدولة سيسمح بترقية و تطوير جميع الرياضات و لاسيما ألعاب القوى الجمهورية : نورالدين .... بحديثكم عن الدعم المادي من قبل السلطات العمومية لصالح الأندية الرياضية , و كأنكم أردتم القول بأن ناديكم يعاني حاليا من أزمة مالية خانقة , فهل هذا صحيح ؟ نورالدين مرسلي : لا هذا غير صحيح , نادي المجمع البترولي لا يعاني من أي أزمة مالية , حيث أن شركة سوناطراك و من ورائها الدولة لم تذخر أي جهد في الوقوف إلى جانب المجمع البترولي , لاسيما و أنه تابع لهذه الشركة الوطنية , و لكنني أردت أن أشدد على ضرورة وقوف السلطات المركزية مع جميع الفرق و المنتخبات الوطنية و لاسيما تلك التي تحقق نتائجا وطنية و عالمية مشرفة ... لاسيما و أننا نمتلك طاقات شبانية متعطشة لتشريف الجزائر في مختلف المنافسات الإقليمية و العالمية . الجمهورية : استطاع العداء الجزائري توفيق مخلوفي من خطف الأضواء في أولمبياد لندن من خطف الميدالية الذهبية في هذا المحفل الدولي العالمي , هل كنتم صراحة تنتظرون هذا الإنجاز الكبير لهذا النجم الصاعد ؟ نورالدين مرسلي : صراحة لم أتفاجأ بهذا الإنجاز الأولمبي المحقق من قبل توفيق مخلوفي , و هذا لعدة إعتبارات أهمها , رزانته و أخلاقه العالية التي يتصف بهما و كذا تفانيه في التدريبات و إصراره على رفع التحدي و البروز مختلف المنافسات القارية و الدولية و الدليل على ذلك , أنه و بالرغم من محاولة إقصائه من قبل لجنة التحكيم في أولمبياد لندن الأخيرة إلا أنه أصر على عدم تضييعه نهائي 1500 حتى يثأر لنفسه و يؤكد للجميع أنه كان ضحية مؤامرة أرادت تحطيم مشواره الرياضي , ليحوز في الأخير على ميدالية ذهبية مستحقة أسكت بها أفواه جميع من شكك في قدراته . الجمهورية : وهل تتوقع أن يحطم مخلوفي مستقبلا الرقم القياسي العالمي لإختصاص 1500 متر ؟ نورالدين مرسلي : ولما لا .... هذا العداء لا يزال شابا و هو حاليا يتدرب بكل قوة للوصول إلى هذا الهدف المنشود , و فمادام أنه استطاع إجتياز أصعب مرحلة و هي حصوله على ذهبية أولمبياد لندن بنجاح , فلاشك أنه قادر على التألق في البطولة العالمية المقبلة في روسيا في المرحلة الثانية والتي نتمنى من صميم قلبنا أن تكون فأل خير عليه حتى يتمكن من تحطيم الرقم القياسي الذي يوجد في حوزة العداء المغربي هشام القروج . نحن نثق كثيرا في هذا البطل الأولمبي الذي يتمتع بإرادة صلبة كالفولاذ , نأمل فقط أن يواصل على هذا الدرب و أن لا يتعرض لإصابات من شأنها التأثير عليه في تحضيراته لهذه المنافسات الدولية الحاسمة . الجمهورية : هل أنتم متفائلون بمستقبل رياضة ألعاب القوى في بلادنا ؟ نورالدين مرسلي : .... متفائل إلى أبعد الحدود و ليس فقط في إختصاص ألعاب القوى , بل في جميع الرياضات لاسيما و أننا نمتلك شبابا يمتاز بإمكانيات فنية و بدنية هائلتين و لا يحتاج سوى المتابعة و التأطير الجيدين , ولهذا علينا أن نواصل إهتمامنا بهذه الطاقات ماديا و معنويا لأن لديها طموح و رغبة كبيرتين في البروز و التألق و تشريف الألوان الوطنية في مختلف المنافسات العالمية . الجمهورية : يقال بأن نورالدين مرسلي و قبل ترؤسه لمنصب رئيس فريق المجمع البترولي اشتكى في السابق من مشكل تهميش و لامبالاة الجميع له فهل هذا الأمر صحيح ؟ نورالدين مرسلي : لا , لا ... من قال لكم هذا , هذه كلها إشاعات و لا أساس لها من الصحة , لم أعانِ البتة من التهميش , و الدليل على ذلك أنني لازلت لحد اليوم أحظى بإحترام وتقدير الشعب الجزائري والسلطات العمومية في البلاد , فالجميع لا يزال يقدر إنجازاتي و يتذكر ما قدمته للوطن في السنوات الماضية , وهذا الأمر يزيدني اعتزازا و افتخارا بأبناء بلدي الذين وقفوا إلى جانبي و ساندوني طيلة مشواري الرياضي الحافل بالألقاب و التتويجات , هذا دون أن ننسى الإعلام الجزائري الذي لم يقصر في مهامه و ظل دائما يحتفي بمرسلي و يتذكر جميع ما قدمه للوطن كلما سمحت له الفرصة بذلك . الجمهورية : لا يزال المغاربة و إلى حد اليوم يسيطرون على مسافة ال 1500 متر , فما هو السبب في ذلك ؟ و هل تتوقع أن يستمر الصراع الجزائري المغربي على هذا الإختصاص مستقبلا ؟ نورالدين مرسلي : صحيح , و الدليل على ذلك أن العداء المغربي سعيد عويطة , كان هو ملك اختصاص 1500 متر , ثم تمكنت فيما بعد من الإطاحة بهذا البطل الأسطوري لأتربع و لعدة سنوات على العرش العالمي و الأولمبي لهذا الاختصاص , ليأتي الدور على العداء المغربي هشام القروج الذي استطاع تحطيم رقمي القياسي في مسافة ال 1500 متر و تسجيل اسمه بأحرف من ذهب في هذا النوع من الاختصاص , وبعدها جاء الدور على العداء الجزائري توفيق مخلوفي الذي تألق بشكل لافت للإنتباه في أولمبياد لندن الأخير و نال ميدالية ذهبية مستحقة و تاريخية , و ممكن أنه يحطم الرقم القياسي الذي يحوزعليه القروج مستقبلا , و هذا في فائدة الرياضة المغاربية التي أضحت مسيطرة على هذا الاختصاص الذي شرف العالم العربي و حتى القارة الإفريقية , و حتى وإن ظهر عداء مغربي آخر ينافس توفيق مخلوفي فهذا شيء إيجابي لنا و لأشقائنا في المغرب لأنه سيرفع من مستوى رياضيينا و يمكنهم من التفوق و بسهولة على باقي العدائين الذين يتسابقون معهم . الجمهورية : نعود بكم قليلا إلى الوراء و بالتحديد أيام إعتلائكم منصة التتويج في أولمبياد أطلنطا و كذا في عدة محافل رياضية دولية , صراحة كيف كان شعوركم و أنتم تستلمون ميداليات النصر و الإعتزاز و في أيام الجزائر الحالكات ؟ نورالدين مرسلي : ..... و الله ذكرتني بأيام كانت فيه بلادي تعاني على أكثر من صعيد , لذلك عملت و بكل تفان من أجل إعلاء راية الوطن في هذه العواصم العالمية , صراحة كنت أبكي من شدة الفرح و أنا أستلم الذهب لأنه دليل على قدرة شبابنا على رفع التحدي , لذلك كنت أهدي كل ميدالية أفوز بها للشعب الجزائري قاطبة لأنه كان في أمس الحاجة إلى هذه الألقاب و الميداليات العالمية حتى يؤكد للجميع بأنه أمة رياضية و متحضرة على غرار باقي شعوب العالم , أما فيما يخصني أنا شخصيا .... فصراحة كان ينتابني شعور غريب وأنا أصعد منصة التتويج , حيث تغمرني فرحة لا توصف و أحيانا كنت أذرف الدموع أمام الملايين من المشاهدين و الصحافة العالمية .... آه كم هي جميلة و خالدة تلك الأيام .... و بارك الله فيكم لأنكم ذكرتموني بهذه اللحظات التاريخية المتميزة . الجمهورية : هل يمكن أن تذكر لنا بعض الأسماء الشابة التي يمكنها أن تتألق مستقبلا في إختصاص ألعاب القوى و التي تتشرفون بتدريبها في الفئات الصغرى ؟ نورالدين مرسلي : صحيح لدينا خزان لا ينضب من العدائين الجزائريين القادرين على البروز مستقبلا في رياضة ألعاب القوى , و أذكر على سبيل المثال نائب بطل العالم للأواسط في كندا عبدالرحمان عنو و كذا عماد الطويل , و آخرين طبعا نحن في صدد متابعتهم و تدريبهم حتى يكونوا خير خلف لخير سلف . الجمهورية : سؤال آخير و محرج إن تفضلتم نورالدين ؟ نورالدين مرسلي : تفضلوا على الرحب و السرور .... الجمهورية : متى نشاهد مرسلي يمارس السياسة مثلها مثل حسيبة بولمرقة ؟ نورالدين مرسلي : يبتسم ثم يجيب .... عرفتم مرسلي رياضي و سيبقى كذلك , الرياضة تسري في عروقي لاسيما و أني بقيت على أعلى مستوى في هذا المجال لأزيد من 20 سنة , لهذا أفضل أن يبقى مرسلي رياضيا و أن يترك السياسة للسياسيين لأنهم أدرى بهذا المجال و كم هم كثر في الجزائر .
