الرحلة إلى دهاليز الأندية الجزائرية تقودنا إلى أحد أعرق الأندية المعروفة بالناحية الغربية والتي قطعت مسيرة طويلة بعمر 64 سنة كاملة حصدت خلالها لقبا يتيما في منافسة الكأس وكان ذلك في سنة 1965 عندما توجت المولودية السعيدية بكأس الجمهورية في نهائي مثير جمعها بالجار الترجي المستغانمي، حيث صنعت في تلك الفترة تشكيلة الصادة بقيادة الأسطورة الكروية سعيد عمارة تاريخ النادي ودونت بأحرف من ذهب لقبا وحيدا يحفظ في سجلات النادي الذي كان أول فريق من الناحية الغربية عائق الكأس وثالث نادي على المستوى الوطني توج بلقب السيدة وبعد مرور 46 سنة منذ آخر تتويج للمولودية. تعود سيدة الكأس لتغازل المفاجأ » الصادة« سيما بعدما أبان أبناء المدرب روابح توفيق عن مستوى طيب في بطولة الرابطة الإحترافية الأولى بإحتلالهم لمراتب مشرفة لحد الآن واجتيازهم لعقبة الأندية القوية المرشحة للعب الأدوار الأولى، وكذا بلوغها الدور الثمانية في منافسة الكأس حيث ستواجه في داربي قوي وساخن سيدور بملعب 13 فبراير 1985 ضد الأولمبي الشلفي. في لقاء يجب أن يكون عرسا كرويا يحمل شعار الروح الرياضية. ...» الصادة« التي عادت بقوة إلى الساحة وكسبت بعد صدورها الموسم المنصرم إلى حظيرة الكبار، ثقة أنصارها ومحبيها وإنعشت آمالهم للذهاب بعيدا في منافستي الكأس والبطولة، إلا أن تخوف القائمين على تسيير النادي من نقص الموارد المالية، وفي غياب السامين قد يؤثر على استمراريةالفريق في تحقيق النتائج الإيجابية. بالرغم من أن طموحات النادي تذهب إلى أبعد حد خاصة وأن رغبة اللاعبين هذا الموسم كبيرة في إحداث المفاجأة ومعانقة الكأس بعدما فتحت لهم الشهية أكثر لمواصلة المغامرة وإضافة كأس ثانية في رصيد النادي على أمل تكرار سيناريو سنة 1965 وبعد مضي ما يقارب الخمسين سنة كاملة على هذا الإنجاز الوحيد التي يعيش ذكرياته الجميلة أبناء سيدي بوبكر، فالمولودية وبعد دخولها عالم الإحتراف تعاني من هاجس المال وغياب المساهمين الذين أداروا ظهرهم للفريق أو بأحرى للممثل الأول للولاية رغم نداءات المسؤولين المتكررة لكن لا حياة لمن تنادي وفي الوقت الذي يفترض أن تسخر كل الظروف والإمكانيات من أجل مساعدة الصادة مادام أن الكرة حاليا في مرمى المسؤولين والفاعلين بالولاية كون أن اللاعبين والطاقم الفني والإداري أدوا ما عليهم بدليل أن النتائج الحالية المسجلة في الكأس والبطولة فاقت كل التوقعات بالنظر إلى الوضعية المادية الحرجة للمولودية وهو ما أكده الرئيس الخالدي الذي كان من بين المساهمين الذي قدموا الكثير للفريق وكان له الفضل الكبير في عودة رفاق شرايطية إلى حظيرة القسم الأول بعد فضاء موسم واحد في الدوري الاحترافي الثاني وكانت العودة سريعة وموفقه بإعتراف الجميع بمن فيهم قدامى اللاعبين.. والأكيد أن مولودية سعيدة الغنية عن كل تعريف بإعتبارها المدرسة التي انجبت خيرة اللاعبين على تومي، حميدة، عمارة، وغيرهم من الذين عايشوا الفترة الذهبية بعد الإستقلال قادرة على صنع إنجاز آخر بتشكيلة ممتازة وبدخولها الألفية الثالثة التي ستكون من دون شك فال خير على »الصادة« تكون قد جددت عهدها مع الإنجازات والتشريفات لتمحو فترة الجهود والركود التي مرت بها في سنوات السبعينيات والى غاية التسعينات.