رشّحت تسع دول عربية أفلاما لتمثليها في منافسات الجائزة الأشهر في العالم، وهي جائزة الاوسكار، والتي تنظمها أكاديمية فنون وعلوم السينما في الولاياتالمتحدة، حيث تواجه في دورتها ال 94 تحدّيا كبيرا بسبب تأثير فيروس كورونا على الإنتاج السينمائي العالمي، وتم تحديد ال 27 من مارس المقبل موعدا لإقامة الاحتفال وتوزيع الجوائز على المتوجين بمسرح دولبي بلوس أنجلس. وتراهن بعض الدول العربية هذا العام على الوصول إلى القائمة الطويلة أو القصيرة التي تضم الترشيحات النهائية، المقرر الإعلان عنها شهر فيفري المقبل، قبل شهر من حفل توزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة. وكانت الجزائر قد كشفت عن فيلمها المرشح للجائزة، حيث اجمعت لجنة المشرفة عن اختيار الافلام والتي يترأسها عراب السينما الجزائرية المخرج لخضر حمينة، باختيار فيلم "هليوبوس" للمخرج جعفر قاسم لتمثيل السينما الجزائرية في هذه الجائزة، والفيلم هو اولى التجارب السينمائية من هذا النوع لجعفر قاسم بعدما اشتهر بأعماله الكوميدية، وتدور أحداثه حول عائلة تقطن مدينة "هليوبوس" وهو الاسم القديم لمدينة قالمة، وتعيش فترة ما قبل مظاهرات 9 ماي 1945، ويجسد بطولته كل من مراد أوجيت، فوضيل عسول، سهيلة معلم، عزيز بكروني وآخرون، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الممثلين الفرنسيين. أما تونس فقد رشحت للمسابقة فيلمها الروائي الطويل "فرططو الذهب" للمخرج عبدالحميد بوشناق، والذي تدور أحداثه حول "معز" الشرطي الثلاثيني صاحب الماضي الدموي قبل أن يلتقي بصبيّ صغير وينطلق معه في رحلة فانتازية مفعمة بالحنين والتذكّر. ورشّحت المغرب فيلمها للمنافسة على جائزة الأوسكار "علِّي صوتك" للمخرج نبيل عيوش، ويتناول الفيلم قصة مغني راب سابق يعيّن معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، حيث يلتقي بمجموعة من المراهقين الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتّت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدّي مشكلاتهم الاجتماعية بشكل مختلف. أما فلسطين فوقع اختيارها على فيلم "الغريب" للمخرج أمير فخرالدين لتمثيلها في مسابقة الأوسكار، وعرض الفيلم عالميا للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي وحصل على جائزة "إيديبو ري" لأفضل فيلم، وشارك الفيلم في الدورة الثامنة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية، كما سيشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. واختارت مصر فيلمها الروائي "سعاد" للمخرجة أيتن أمين، وتدور أحداثه حول الفروق بين هوية الإنسان في الحياة الواقعية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال شخصيته الرئيسية "سعاد" الشابة التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاما والتي تعيش حياة مزدوجة، وتظل "سعاد" محافظة ومحجبة بين أسرتها ومجتمعها، ومهووسة بصورتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ممّا يجعلها تكذب باستمرار بشأن حياتها الشخصية، وتعرض صورا تتمنّى من خلالها حياة مرغوبة مختلفة، ويتمّ سحق طموحاتها ببطء من خلال غزو واقعها الحقيقي، وفي الأثناء أدّت سلسلة من الحوادث الصغيرة إلى حدث مأسوي، جعل "رباب"، أختها الصغيرة البالغة من العمر ثلاثة عشر ربيعا، تنطلق في رحلة حقيقية للبحث عن إجابات. من جهتها رشحت المملة الاردنية فيلم "أميرة" للمخرج المصري محمد دياب، لتمثيلها في الجائزة، وهو الفيلم الذي عُرض عالميا للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا 2021، حيث فاز بثلاث جوائز، وهي "لانترينا ماجيكا" و"إنترفيلم" بالإضافة إلى " إنريكو فوتشينوني"، ويدور الفيلم حول المراهقة المفعمة بالحياة "أميرة"، والتي كبرت معتقدة أنها جاءت إلى الدنيا بواسطة تهريب السائل المنوي لأبيها السجين، إلى أن يتزعزع حسها بالهوية عندما يحاول والدها تكرار تجربة الإنجاب، فتكتشف مفاجأة تقلب مجرى الأحداث، وتتسبّب في زعزعة أواصر مجتمعها وظهور الخلافات بين أفراد أسرتها، لذلك تبدأ رحلتها لاكتشاف وإنقاذ ما تبقى من هويتها في الوقت الذي يتداعى فيه عالمها، ويجدس ادوار الفيلم كل من صبا مبارك وعلي سليمان، تارا عبود، قيس ناشف ووليد زعيتر، وهو من مونتاج أحمد حافظ الذي سبق له التعاون مع دياب في فيلم "اشتباك"، ومن تأليف الثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب. ووقع اختيار لبنان على فيلم "كوستا برافا" للمخرجة مونيا عقل، وهو الفيلم الذي فاز بجائزتين في مهرجان الجونة السينمائي، وجوائز أخرى من مهرجانات عالمية مثل فينيسيا وتورنتو ولندن ومونبيليه وغيرها، ويتناول الروائي الطويل قصة عائلة تقرّر النزوح من مدينة بيروت المهدورة كرامتها والتي لم تعد آمنة لناسها لتعيش باكتفاء ذاتي في الجبل، بأسلوب تحترم فيه البيئة وتتوالى الأحداث بعدما يتمّ إنشاء مكب للنفايات قرب منزلهم. أما السعودية فسيمثله في المنافسة فيلم "حد الطار" للمخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي، والذي تدور أحداثه حول "دايل" ابن السياف، الذي يرفض أن يرث مهنة والده، لينفّذ أحكام القتل أو الحرابة بالسيف في حقّ من صدرت بحقّهم الأحكام الشرعية، ويقع في حب "شامة" ابنة مطربة الأفراح الشعبية، في صراع بين الفرح والموت، واختارت العراق فيلم "أوروبا" للمخرج حيدر رشيد، وهو يروي الرحلة العسيرة للشاب العراقي العشريني "كمال" الذي يدخل أوروبا سيرا على الأقدام عبر الحدود بين تركيا وبلغاريا، على طول ما يسمى ب"طريق البلقان" حيث تقبض عليه شرطة الحدود البلغارية، لكنه يتمكّن من الهرب، باحثا عن طريق للخلاص عبر غابة لا نهاية لها وفي عالم سفلي دونما قواعد وقوانين، ليعيش رحلة متشعّبة يُكافح خلالها بقوة من أجل الحرية والخلاص.