خرج مدرب مولودية باتنة بن جاب الله عن صمته بعد يوم واحد من قرار انسحابه من العارضة الفنية، وخص «الهداف» بحوار مقتضب كشف فيه الحقائق التي أرغمته على اتخاذ هذا القرار، مؤكدا أن هناك العديد من العوامل قد توصل المولودية إلى الانفجار في حال عدم القيام بتدخلات عاجلة من قبل الأطراف الفاعلة. وأضاف بن جاب الله أنه يرفض أن يهان أمام أنظار لاعبيه، مشيرا إلى أن استقالته ليس سببها التعادل الأخير أمام شبيبة سكيكدة. ‘'أصبحت مهددا في أي لحظة'' وفي مستهل حديثه تأسف المدرب بن جاب الله على السلوكات التي صدرت من بعض من أسماهم بالمحسوبين على المولودية، والذين يستغلون أي فرصة حسبه من أجل إلقاء اللوم على اللاعبين أو الطاقم الفني. وأكد بن جاب الله أنه وصل إلى قناعة تامة بخصوص قرار الانسحاب، رافضا أن يهان أمام أنظار لاعبيه خاصة أنه أصبح حسب قوله مهددا في أي لحظة، من عديد الأطراف التي تفكر في مصلحتها الشخصية دون مراعاة المصلحة الحقيقية للمولودية، مؤكدا أن حملة الاستفزازات التي يعاني منها اللاعبون والطاقم الفني، تحركها بعض الجهات التي يعرف خباياها ونواياها الخبيثة. ‘'استقالتي كانت منتظرة منذ مدة'' وبخصوص أسباب قرار الانسحاب الذي اتخذه أول أمس، نفى محدثنا أن يكون ذلك ناجما عن التعثر الأخير أمام سكيكدة، معتبرا التعادل أمرا عاديا ويمكن تداركه في الجولات المقبلة. وحسب بن جاب الله فإن الاستقالة كانت منتظرة منذ مدة بسبب الظروف الصعبة التي واجهها خلال فترة أداء مهامه في التشكيلة، مؤكدا أنه قرر بعد تفكير طويل الانسحاب بدل المواصلة في ظل هذه الأجواء، التي لا تشجع على العمل حسبه، خاصة في ظل غياب الحماية اللازمة والغياب الواضح للمسيرين. ‘'الإدارة لم تشاورني في الانتدابات'' وفي سياق حديثه وجه بن جاب الله عدة انتقادات للإدارة، آخرها ما قامت به في فترة التحويلات الشتوية، مشيرا إلى أنه لم يتم مشاورته في الأسماء التي تم انتدابها مؤخرا، وأضاف بن جاب الله في هذا الصدد: «ماذا تنتظرون من مدرب تضعه الإدارة على الهامش في مثل هذه القرارات التي تهم مستقبل التشكيلة؟، أكيد ستتمخض العديد من المشاكل التي سيصعب التفاوض معها في المستقبل، خاصة أن مثل هذه القرارات تخص المدرب بالدرجة الأولى، مادام أنه هو المسؤول على الجانب الفني». ‘'هناك من يريد أن يفرض لاعبين وكأن المولودية تنشط في ما بين الأحياء'' ولم يفهم المدرب المستقيل الأسباب التي تجعل بعض الأطراف تفرض عناصر معينة على الطاقم الفني، وكأن المولودية تنشط في بطولة ما بين الأحياء. وأضاف بن جاب الله: «الآن فهمت لماذا كانت تلجأ الإدارات السابقة إلى انتداب لاعبين من خارج الولاية، وفهمت في نفس الوقت لماذا لا ينجح لاعبو مدينة باتنة في المولودية، لأن الكثير لازال يتعامل بمنطق ضيق دون مراعاة مصلحة النادي، ويقوم بتدخلات غير مسموحة العواقب من أجل فرض لاعبين معينين على الطاقم الفني، وكأنه بهذه الطريقة يكون قد حقق الأهم». ‘'الجميع ينتقد لكن لا أحد دافع عن حقوق اللاعبين'' وبخصوص الانتقادات الموجهة للاعبين في المباريات السابقة تحت مبرر تراجع الأداء في حال تسجيل أي إخفاق، أكد بن جاب الله أن الجميع يهوى سياسة الانتقاد لكن لا أحد دافع عن حقوق اللاعبين والطاقم الفني، رغم النتائج المشرفة التي فاقت التوقعات. وأضاف محدثنا أن شبان المولودية ردوا بطريقتهم على كل الذين شككوا في إمكاناتهم في بداية الموسم، لكن الكثير من المشككين لازالوا لم يحفظ الدرس حسب محدثنا، بدليل الانتقادات التي تؤثر سلبا على استقرار التشكيلة، رغم المرتبة المشرفة التي تحتلها في سلم الترتيب. ‘'أين كان هؤلاء عندما كنا نتدرب تحت الشمس الحارقة ودون جرعة ماء'' وفضل المدرب بن جاب الله أن يكون كلامه مباشرا لكل الأطراف التي تهوى النقد قائلا: «أين كان هؤلاء النقاد حينما بدأنا التحضيرات في الصائفة المنصرمة في ظروف قاسية وتحت أشعة الشمس الحارقة، ووسط غياب أبسط الإمكانات حتى أن اللاعبين حرموا من الماء الذي يعد أدنى شيء يتطلب توفره. لكن يبدو أن ذاكرة هؤلاء قصيرة وهو ما يجعلهم ينسون أو يتناسون الظروف القاهرة التي عانى منها اللاعبون، ومع ذلك عرفوا كيف يضمنون بداية موفقة سمحت بتحقيق نتائج مشرفة، أفضل من عديد الأندية التي تفوق المولودية من ناحية الإمكانات المادية والبشرية». ‘'المولودية تملك كنزا تحسد عليه'' ورغم تقديمة الاستقالة إلا أن بن جاب الله أشاد بالإمكانات الحقيقية التي تملكها التشكيلة الباتنية، مشيرا في هذا السياق إلى أن المولودية تملك كنزا حقيقيا من لاعبين شبان قادرون على البروز والتألق وخطف الأضواء بمرور الوقت. والكلام حسب محدثنا غير منحصر على العناصر الحالية التي فرضت نفسها في التشكيلة، ولكن الأمر يتعلق حتى بلاعبي الأواسط الذين ينتظرون فرصا إضافية في المستقبل. وطالب بن جاب الله جميع الأطراف الفاعلة بالحفاظ على هذا المكسب، الذي تحسد عليه المولودية من قبل الأندية الأخرى حسبه، وأن يعملوا على توفير الظروف المناسبة التي تعين التعداد الباتني على فرض إمكاناته وتشريف ألوان النادي. ‘'زيداني أدى ما عليه لكن....'' ونوه بن جاب الله بالدور الذي قام به المسؤول الأول زيداني، بالنظر إلى وقوفه إلى جانب الطاقم الفني وشبان النادي، لكن زيداني بحاجة حسب بن جاب الله إلى مساعدة البقية، لأن هناك مسيرين مدونة أسماءهم في الوثائق، لكنهم غائبون عن الانشغالات الحقيقية للمولودية، في الوقت الذي نجد بعض المناصرين بمرتبة مسيرين يقومون بجهود كبيرة لمساعدة الإدارة على غرار بيبي كمين. ‘'المولودية قادرة على الصعود'' وإذا كان بن جاب الله قد فضل في وقت سابق عدم الحديث عن إمكانية لعب ورقة الصعود، فقد أكد أن المولودية قادرة على قول كلمتها في هذا الجانب، خاصة أنها لازالت في رواق جيد من أجل التدارك، وبرر رفضه الحديث عن الصعود سابقا بعدد من الأسباب منها تفادي الضغط النفسي على اللاعبين. وأضاف محدثنا أن مشكل المولودية يكمن في عدم الحرص على تجسيد الأهداف المسطرة، وهو ما تعكسه الإخفاقات المسجلة في العشريات الأربع السابقة، على خلاف عديد الأندية التي تحترم أهدافها وتراهن على تحقيقها في نهاية المطاف، لأنها تملك الرغبة وروح المسؤولية. ‘'أنا ابن المولودية ومصيري شبيه بمصير زكري، معمري وقليل'' وأكد المدرب المنسحب من العارضة الفنية، أنه ابن المولودية منذ كان عمره 8 سنوات وقدم ما عليه سواء كلاعب أو مدرب، ولا ينتظر الشكر من أحد لأن ما قام به أملاه نداء القلب وروح المسؤولية، متمنيا من الجميع أن يتحمل المسؤولية ويسهر على راحة واستقرار التشكيلة بدل الانصياع إلى أصحاب المصالح والنوايا الضيقة. وأضاف أن ما حدث له شبيه بعديد الإطارات الفنية التي تزخر بها مدينة باتنة، وقدمت ما عليها للمولودية لكنها قوبلت بنكران الجميل على غرار زكري حسين أو المرحومين نسيم معمري وإبراهيم قليل. ‘'أتمنى من الأنصار أن يعذروني'' وفي ختام حديثه معنا، وجه المدرب بن جاب الله اعتذاراته لكل الأنصار الأوفياء لمولودية باتنة، وجميع اللاعبين بعد اتخاذه قرار الانسحاب من العارضة الفنية، وأبدى تفاؤله بمواصلة تألق المولودية لأنها تملك عناصر شابة قادرة على قول كلمتها، وإمكاناتها الفنية والبدنية ستساهم في نجاحها. كما طالب بن جاب الله كل الأطراف الفاعلة التدخل في الوقت المناسب، لمساعدة التشكيلة وغلق المنافذ على أصحاب النوايا الضيقة، لأن المولودية ستبقى كبيرة إذا وجدت يد العون في الأوقات الحساسة على حد قوله. ----- زندر سيدرب مؤقتا الفريق ينتظر أن يشرف المدرب المساعد زندر الهاشمي على تدريبات الفريق إلى حين انتداب مدرب جديد، ويكون زندر قد تكفل بحصة الاستئناف التي جرت مساء أمس الأحد. ومن المنتظر أن يواصل مدرب الحراس دمبري حسان مهامه، إلى حين الحسم في المدرب الرئيسي من قبل الإدارة الباتنية. زندر: ‘'أتأسف لانسحاب بن جاب الله وأنا في خدمة المولودية'' وأبدى المدرب المساعد زندر في اتصال هاتفي صبيحة أمس، تأسفه لانسحاب بن جاب الله من العارضة الفنية للنادي، مؤكدا أنه سيبقى في خدمة المولودية بحكم أنه ابن الفريق. واضاف زندر أن المولودية في حاجة إلى جهود الجميع لتفادي مشاكل إضافية، قد تؤثر سلبا في التشكيلة مبديا تفاؤله بإمكانية تدارك التعثر المسجل أمام سكيكدة، مع ضرورة التفكير من الآن في المحطات المقبلة لاستعادة نكهة النتائج ايجابية التي تعيد الثقة للاعبين والأنصار. سكيكدة دائما تخلط حسابات للمولودية أكدت شبيبة سكيكدة مرة أخرى أنها الشبح الأسود لمولودية باتنة، وهو ما تعكسه أغلب المباريات التي جمعت الفريقين في المواسم المنصرمة. وإذا كان الفريقان لم يلتقيا منذ 7 سنوات إلا أن هذه العودة خلفت انعكاسات سلبية، انتهت باستقالة المدرب بن جاب الله وهو السيناريو الذي حصل للمدرب نسيم معمري رحمه الله مع بداية موسم 99-2000، حين أرغم على رمي المنشفة بعد مرور 3 جولات فقط من البطولة، إثر الهزيمة التي مني بها زملاء شنوفي آنذاك بهدف لصفر في آخر أنفاس اللقاء الذي جمعهم بشبيبة سكيكدة. حديث عن إعانة مرتقبة من البلدية من المرتقب أن تستفيد خزينة المولودية من إعانة مالية من السلطات المحلية في غضون هذه الأيام، تقدر قيمتها ب 500 مليون وهو المبلغ الذي من شأنه أن يسمح بتسوية بعض المتطلبات الاستعجالية للنادي، خاصة في ظل الأزمة الحادة التي تلاحق الإدارة منذ بداية الموسم. ------ زيداني يحضر للانسحاب أزم التعادل الأخير أمام شبيبة سكيكدة الوضعية الإدارية والفنية لمولودية باتنة، فإذا كان المدرب بن جاب الله قد قرر الانسحاب رسميا من مهامه، خلال اللقاء الذي جمعه بالمسؤول الأول زيداني أمس الأول، فإن زيداني يحضر هو الآخر للانسحاب من إدارة النادي بسبب الأزمة المالية الخانقة والمشاكل الإدارية المتراكمة والناجمة عن الصراعات الحاصلة بين أعضاء الشركة، وعدد من الأطراف المقربة من النادي. كما علمنا أن المسير زدام أفصح لمقربيه عن انسحابه في حال الاستقالة الرسمية لزيداني، وهو ما سيؤدي آليا إلى شغور الإدارة. استياء من تماطل تسوية المشاكل الحقيقية للمولودية وعبر القائمون على شؤون النادي عن استيائهم من التماطل في تسوية مختلف مشاكل الفريق المطروحة منذ مدة، حيث لم يحمل الاجتماع الذي عقده زيداني وعددا من مرافقيه، مع مدير الشبيبة والرياضة مستجدات ملموسة رغم الوعود المقدمة في هذا الجانب، على غرار أمور الشركة التي لم تعرف انفراجا حقيقيا رغم الحديث عن استقالة فرحات عبد العزيز وبقية الأعضاء بغية فسح المجال لاقتراح أطراف جديدة تتولى شؤون النادي. وكان مدير «الديجياس» قد وعد بنقل انشغالات المولودية إلى الوالي، مع إمكانية البحث عن مقترحات جديدة لمساعدة الفريق مع القيام باتصالات مع المقاولين ورجال الأعمال إلا أن ذلك لم يعرف تطورات ايجابية توحي بإمكانية تجاوز الأزمات المالية والإدارية الحالية. الأنصار متخوفون من تعقد الأزمة ولم يخف الكثير من الأنصار تخوفهم من تعقد الأزمة المعقدة التي يعاني منها النادي، بعد التعثر المفاجئ أمام شبيبة سكيكدة نهاية الأسبوع الأخير، ولم يتوان البعض في التحذير من مغبة حدوث انعكاسات سلبية على الوضعية الحالية للفريق، خاصة في حال عدم حصول تدخلات ايجابية من الأطراف الفعالة. لأن المشكل حسب الأنصار لم يقتصر على انسحاب المدرب بن جاب الله، بل تعدى ذلك إلى تفاقم الأزمة الإدارية في ظل تهديد زيداني بالانسحاب، والتحضير لعقد الجمعية العامة قبل نهاية الشهر الجاري.
