تنقل وفد المنتخب الأولمبي سهرة أول أمس قبل مغادرة الأراضي الملغاشية، إلى مقر إقامة سفير الجزائر في مدغشقر بن على شريف عبد العزيز، تلبية لدعوة معاليه الذي أبى إلا أن يكافئ لاعبي المنتخب بطريقته الخاصة بعد الفوز الرائع الذي حققوه، حيث نظم على شرفهم مأدبة عشاء كانت مسك ختام السفرية الماراطونية التي قادت زملاء بيطام إلى أقصى جنوب القارة السمراء، وقد لقيت هذه المبادرة استحسان كل المدعوين خاصة رئيس الاتحادية محمد روراوة، الذي شكر السفير على مبادرته التي تؤكد مرة أخرى كرم الجزائريين حتى وهم في الغربة. كل أعضاء الوفد حضروا والصحافة الملغاشية غطت المأدبة وكان سفير الجزائر المعتمد في مدغشقر بن على شريف قد وجه الدعوة لكل أعضاء الوفد دون استثناء، ولكل عائلات عمال السفارة الذين تجندوا من أجل القيام بواجبهم تجاه أبناء وطنهم، كما حضر مأدبة العشاء رئيس الإتحاد الملغاشي لكرة القدم أمادا ومختلف وسائل الإعلام الملغاشية، التي غطت الحدث رغم مرارة إقصاء منتخب بلادها، حيث سجلنا حضور صحفية التلفزيون الرسمي الملغاشي التي تربطها علاقة صداقة ببعض أعضاء السفارة، وبعض الإعلاميين الذين مثلوا الصحافة المكتوبة وحتى بعض المصورين، الذين اعتبروا الحدث غير عادي ولابد من تغطيته لنقل صورة عن العلاقات الجزائرية – الملغاشية. السفير ألقى كلمة قصيرة ورحب بالجميع وافتتح السفير بن على شريف المأدبة بإلقاء كلمة قصيرة (بالعربية ثم بالفرنسية)، رحب من خلالها بالضيوف وأكد لأعضاء الوفد أنهم في بيتهم لأنه (السفير) يمثل الجزائر والجزائريين، ثم هنأ آيت جودي وأشباله على هذا التأهل والفوز الذي وصفه بالبطولي، وفي الأخير أشاد السفير كثيرا بالعمل الكبير الذي يقوم به رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة في سبيل تطوير كرة القدم الجزائرية والإفريقية، كما ذكر بالدور الذي لعبه في وصول المنتخب إلى نهائيات كأس العالم أو ما وصفه بملحمة “أم درمان”. أجواء رائعة واللاعبون وجدوا الأطباق الجزائرية في انتظارهم بعد ذلك منح السفير الإشارة للاعبين وطلب منهم أن يتقدموا ليتناولوا وجبة العشاء، خاصة أن اللاعبين “كانوا ميتين بالجوع” ولم يتناولوا شيئا منذ الساعة 11 صباحا، حيث سارع كل واحد من أعضاء الوفد لحمل الصحن واختيار الأكلة التي يشتهيها، خاصة أنهم وجدوا أمامهم الأطباق الجزائرية في انتظارهم بعد أن تفننت عائلات عمال السفارة في طهيها، ما جعل الجميع يتناول الأطباق بكل شراهة كيف لا و«المثوم، “البوراك” و«المشوي”. أغاني جزائرية من مختلف الطبوع ولا أحد شعر بالغربة ويبدو أن السفير ونائبه محمد عليم قد خططا لكل شيء، حتى تكون الأجواء جزائرية بحته خلال مأدبة العشاء بدليل أن حتى الأغاني التي كانت تنبعث من “الديسك جوكي” كلها جزائرية، حيث تناول ضيوف السفارة وجبة العشاء على وقع أغاني تمثل مختلف الطبوع، حيث كانت البداية بأغاني الشعبي مرورا بأغاني المرحوم حسني ثم تحولت الأجواء إلى الأغاني الخفيفة التي تمثل شرق البلاد مثل السطايفي، وهي الأغاني التي تفاعل معها الصحفيون الملغاشيون الذين أعجبوا بها كثيرا رغم أنهم لم يفهموا شيئا. مصفار، قشي، درارجة وطواهري “قلبوها بالشطيح والزغاريد دارت حالة” وقد بلغت أجواء الفرحة بالفوز والتأهل ذروتها بعد انتهاء اللاعبين من وجبة العشاء، حيث طلب بعض اللاعبين من صاحب “الديسك جوكي” الملغاشي أن يختار لهم بعض الأغاني الخفيفة من الراي والسطايفي، وهنا نهض بعض اللاعبين الذين كانوا في غاية السعادة بعد الفوز وشرعوا في الاحتفال بطريقتهم الخاصة، وهنا برز طواهري، قشي، درارجة ومصفار في الرقص ومعهم بن مالك بدرجة أقل، وهي الأجواء التي أعجبت أعضاء السفارة الذين حاولوا ترك بصمتهم، من خلال “الزغاريد” التي كانت تنطلق من حناجرهم وجعلتنا نشعر وكأننا في أحد الأعراس الجزائرية. روراوة شكر السفير وبدبودة منحه قميص المنتخب للذكرى وإذا كان السفير هو الذي افتتح المأدبة فإن رئيس الاتحادية محمد روراوة هو الذي أصر على أن يختمها لما شكر السفير، أعضاء السفارة وعائلاتهم على المأدبة وقال لهم: “سامحونا، أتعبناكم معانا”. ثم قام قائد المنتخب إبراهيم بدبودة وقدم قميص المنتخب الوطني تذكارا للسفير بعد أن أمضى عليه كل اللاعبين تحت تصفيقات الجميع، قبل أن يغادر أعضاء الوفد مقر إقامة السفير مباشرة نحو مطار “أنتاناناريفو” الدولي مادام موعد الرحلة كان قد اقترب، بينما عاد روراوة رفقة مبعوث “الهداف” إلى فندق “كول بيرت” بما أنهما لم يغادرا مدغشقر مع المنتخب في الرحلة نفسها.