ارتأت "الهدّاف" كالعادة، وقبل اللقاء النهائي الذي سيجمع بين شبيبة القبائل واتحاد الحراش بعد غد أن تسلط الضوء على لاعبي المنتخب الوطني كارل مجاني وحسان يبدة اللذان ما فتئا يعبران عن تعلقهما بالناديين السالف ذكرهما في مختلف حواراتهما الصحفية، حيث أبيا أن يعبرا من خلال الحوارين اللذين خصا بهما يوميتنا عن النادي الذي سيميلان إليه في المواجهة المقررة بعد غد، وعبّرا بدبلوماسية كبيرة عن وجهة نظرهما في الموضوع، كما عبّرا عن رغبتهما في أن تكون الكرة الجزائرية هي الفائز في الأول والأخير. بالنسبة إليهما... الجزائر هي التي ستفوز وكما أشرنا إليه، لم نكن نتخيّل أن تمر مواجهة بعد غد دون أن نستقصي آراء اللاعبين السالف ذكرهما، حيث عبّرا عن حيادهما في هذا الشأن، وأكدا أن الفائز في الأول والأخير سيكون كرة القدم الجزائرية، بالنظر إلى أن الحدث سيكون تحت مجهر العديد من المتتبعين والجزائر هي التي ستكون الفائز رغم كل ما قيل وقد يقال، وهي تعبير صريح من اللاعبين على أن الحدث وعلى قدر أهميته بالنسبة للفريقين إلا أنه لا بد أن يكون مرآة عاكسة للروح الأخوية التي تجمع فريقين عريقين كما وصفاهما. مجاني "حراشي"، و"الكواسر" كسبوا مناصرا وفيا وشئنا أم أبينا، ورغم لغة الخشب والحياد التي اعتمد عليها مجاني في حواره معنا، إلا أن هذا الأمر لا يمكنه أن يعكس حقيقة شاهدها ملايين الجزائريين، وهي أن مجاني "حراشي" حقيقي و"الكواسر" كسبوا مناصرا وفيا آخر، وعبّر عن ذلك من خلال مناصرته العلنية للحراش في المباراة التي لعبها زملاء بوعلام أمام الشلف على هامش لقاء المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي. يبدة... "توريرت عدّان" تريدك قبائليا "أميس إيذورار" أما بالنسبة ليبدة، فإن تعلق لاعب نابولي بمدينة مقلع، خاصة قرية "أث عدان" يؤكد أن قلبه سيميل لا محالة إلى أصحاب الزي الأخضر والأصفر، كما عبّر عنه أحد سكان هذه المدينة الرائعة، وهي أن الشبيبة تحتاج إلى مناصرة "أميس إيذورار" -أي ابن الجبل بالقبائلية- في نهائي بعد غد لتكون موازين القوى متساوية بين الحراش التي كسبت تشجيعات مجاني والشبيبة التي ستجد يبدة إلى جانبها. ---------- يبدة: "سأكون منقسما بين الحراش والشبيبة" "كنت أتمنى حضور النهائي، لكني سأشاهده في التلفزيون" "الفوز بالكرة الذهبية الجزائرية! لمَ لا؟" "والدي عاش 10 سنوات في الحراش" "في المنزل ستكون الأغلبية مع الشبيبة دون شك" "قريبي المورو مجنون بحب اتحاد الحراش" "هدفنا في نابولي يبقى التأهل إلى كأس رابطة أبطال أوروبا" من المؤكد أنك على علم بمنشطي نهائي كأس الجمهورية هذا الموسم؟ وكيف لا أعرف، ستكون حفلة الكرة الجزائرية، وفي الوقت نفسه الحوار سيكون ساخنا للغاية فوق أرضية الميدان، فقد بدأ الحماس يعم في الحراش وبلاد القبائل منذ الآن، فالفريقان يملكان رغبة شديدة في تحقيق الفوز وإهداء الكأس لأنصارهم، خاصة أنه حسب اعتقادي الفريقان لم يفوزا بكأس الجمهورية منذ مدة، فالحراش تحلم باللقب منذ فترة طويلة، حسب ما أخبرني به أعضاء عائلتي، والأمر نفسه بالنسبة للشبيبة وبالتالي الحماس والفرجة سيكونان مضمونان. يبدو أنك على اطلاع على أدق التفاصيل؟ بكل بساطة لأني في عائلة مهتمة كثيرا بهذه المباراة، وأقربائي يستفزون بعضهم البعض بخصوص هذا النهائي، وأنا أضحك كثيرا لما استمع لحديثهم واستفزازهم لبعضهم البعض ولكن بطريقة مسلية... أتمنى أن يكون الأمر مماثلا لدى أنصار الفريقين حتى تبقى الذكريات الجميلة فقط في آخر المطاف. ما العلاقة التي تربطك بفريقي اتحاد الحراش وشبيبة القبائل؟ لا توجد أي علاقة مباشرة (يضحك)، القضية هي أن عائلتي من توريت ايعدان تحب شبيبة القبائل وهو أمر طبيعي بما أنها من المنطقة، وكل أقربائي سيناصرون الشبيبة دون شك. من جهة أخرى عائلة أبي تقطن بالحراش ستكون من جهة الاتحاد وستناصره بشغف، فوالدي عاش 10 سنوات مع عائلته في الحراش وهو أمر لا يمكن أن لا يؤثر في شخصية إنسان وعائلة، وشقيق والدي شريف يبدة -رحمه الله- عاش طيلة حياته بالحراش وعائلته لا زالت تقطن هناك إلى حد الآن، وأنا أذهب عندهم عندما أكون في العاصمة، وبالتالي يمكن القول إني أعرف بقدر كاف الشغف الذي يحيط بهذين الناديين اللذين أحبهما واحترمهما كثيرا. وهل تميل قليلا لأحد الناديين؟ صراحة عندما كنت صغيرا كان لدي ميل شديد لشبيبة القبائل نظرا لتأثير عائلتي التي تناصر هذا الفريق وهو أمر منطقي أن يكون قبائليا يناصر شبيبة القبائل، ولكن فيما بعد وعندما بدأت أتنقل إلى الحراش وبدأت أتعرف على الأجواء الموجودة هناك والحب الأنصار الشديد لناديهم لم يكن من الممكن أن لا أتأثر بهذا النادي أيضا، وبالتالي سأكون منقسما بين هذين الناديين خلال مباراة النهائي، رغم أن الأغلبية في العائلة سيكونون مناصرين للشبيبة. ما هي الذكريات التي تحتفظ بها من حي الحراش؟ الذكريات التي احتفظ بها، هي الذكريات التي يمكن أن يأخذها أي إنسان يعيش في حي شعبي بكل مميزاته، كنت دائما أجد راحتي في الحراش، مثل أي منطقة ذهبت إليها في الجزائر، أين العلاقة بين الناس مميزة للغاية. من هو الأكثر حبا لاتحاد الحراش من بين أفراد عائلتك؟ دون أي تردد قريبي "المورو" وكل عائلته، إنه إنسان مجنون بحب اتحاد الحراش، وهذا طبيعي بما أنه عاش كل حياته في الحراش، وأعرف أنه متشوق للتواجد في مدرجات ملعب 5 جويلية لحضور النهائي وتشجيع فريقه المفضّل. وماذا عن جانب الشبيبة؟ آه، هنا يمكنني أن أؤكد أن الأمر يتعلق بجميع من في توريت ايعدان (يضحك). هل ستتابع اللقاء؟ نعم دون أدنى شك، سأكون أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة اللقاء على المباشر، لكني كنت أتمنى فعلا أن أتواجد في الملعب لمتابعة اللقاء والأجواء المحيطة به، فمن الجميل أن أعيش يوما ما نهائي كأس الجزائر في ملعب 5 جويلية، أتمنى أن يتحقق لي ذلك على الأقل مرة واحدة في حياتي. فأنا متأكد أن الحماس سيكون خاص جدا، والأجواء ستكون رائعة. صدقني نحن نعرف شيئا من هذا الحماس من خلال لعبنا مع المنتخب الوطني. هل أنت متأثر بسبب ابتعادكم عن المتصدر ميلان بعد الخسارة أمام أودينيزي؟ نعم بطبيعة الحال، لكن يجب أن ننسى الآن ونسترجع ثقتنا بأنفسنا من جديد، فهدفنا يبقى تحقيق التأهل إلى كأس رابطة أبطال أوروبا الموسم القادم. من خلال المستوى الذي قدمته لا يمكن أن لا نفكر في وجود اسمك ضمن قائمة الكرة الذهبية الموسم القادم، سيكون هذا هدفا بالنسبة إليك؟ لا يمكن أن أجعلها هدفا بالنسبة إليّ، فالموسم الماضي كان لي الشرف بأن كنت في المركز الثاني وراء بوڤرة، وكنت قريبا فعلا من نيلها، وهو الأمر الذي شرفني كثيرا، خاصة أنها المرة الأولى التي يتم فيها ترشيحي لهذا اللقب. أما عن المرة القادمة فلم لا! من جهتي سأحاول أن أقوم بعملي على أكمل وجه فوق الميدان من أجل تمثيل الجزائريين بأحسن وجه في أوروبا. وأنت تقوم بهذا على أحسن ما يرام... يبدو ذلك، الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لي هذا الموسم، وسأواصل العمل بكل جدية إلى غاية النهاية وبعدها سنرى كيف ستنتهي الأمور. على كل حال أتمنى فعلا الحصول عليه. -------- كارل مجاني: "الحراش وشبيبة القبائل فريقان قريبان إلى قلبي والفوز للأفضل" "أنحدر من بجاية وعائلتي أيضا في الحراش وقلبي ينبض للفريقين" "الحراش والكناري غاليان عليّ وأحترم كثيرا أنصار الفريقين" "لو لم أكن مرتبطا بحصة تدريبية مع أجاكسيو لحضرت النهائي" بالرغم من معرفة الجميع له بتشجيعه لإتحاد الحراش الفريق الذي يرتبط به بفضل أخواله، إلا أن المدافع الدولي ل"الخضر" ونادي أجاكسيو كارل مجاني يكشف حصريا ل"الهدّاف" عن تعلقه أيضا بشبيبة القبائل الفريق الذي يمثل منطقة القبائل التي ينحدر منها والداه. وفي اتصال مع مجاني لمعرفة موقفه من نهائي كأس الجمهورية الذي سيجمع شبيبة القبائل وإتحاد الحراش هذا الأحد أظهر المدافع الدولي السابق لليفربول والمنحدر من مدينة بجاية تعلقا شديدا بكرة القدم الجزائرية، موضحا في الوقت نفسه أنه يحترم ويعشق كثيرا أنصار الصفراء والكناري دون أن يخفي أنه يميل للحراش أين ينشط خاله عزيز نيساس أحد مسيري هذا الفريق ليتمنى أيضا حظا موفقا للناديين في نهائي كأس الجمهورية. نهائي كأس الجمهورية هذا الموسم سيجمع اتحاد الحراش وشبيبة القبائل، هل من كلمة حول هذا النهائي؟ إنها مباراة قوية وتعد بالكثير بين فريقين كبيرين يقدمان موسما رائعا، فشبيبة القبائل أظهرت استعدادا كبيرا في بداية الموسم خلال منافسة رابطة أبطال إفريقيا وتبقى فريقا كبيرا وهناك أيضا إتحاد الحراش الذي كان لي شرف متابعته خلال تواجدي في الجزائر وأدهشني بأدائه، لذا فرؤية هذين الفريقين في النهائي لا يدهشني ولا يجعلني أستغرب، وبالنظر إلى طريقة لعب الفريقين فهذا يجعلنا ننتظر نهائيا قويا. تتابع إذن كرة القدم الجزائرية كارل؟ بالطبع، فأنا أتابع ذلك بتمعن وعلى دراية بكل شيء وأتابع على وجه الخصوص كثيرا نتائج إتحاد الحراش لأن لدي العديد من الأصدقاء من عشاق هذا النادي ولكن هذا لا يعني أن نتائج الأندية الأخرى لا تهمني. نعلم أنك من عشاق ومحبي اتحاد الحراش ولكننا نعلم أيضا أنك تنحدر من منطقة القبائل فأي الفريقين ستشجع في النهائي؟ (يضحك)... أؤكد أن الإختيار لن يكون سهلا، فصراحة شبيبة القبائل مثل إتحاد الحراش قريبة أيضا إلى قلبي، فكما تعلمون العديد من أفراد عائلتي يقطنون في الحراش وهم مناصرون أوفياء لهذا الفريق، فابن خالي الذي سبق وتنقلت معه مؤخرا إلى ملعب المحمدية هو مسير في الحراش، لذا أحب كثيرا هذا الفريق وأتابع نتائجه بحرص شديد وأسأل دائما عن أحوال أصحاب الزي الأسود والأصفر، ولكن هناك أيضا أجدادي فهم من منطقة القبائل لهذا فإن الخيار صعب وقلبي ينبض للفريقين ولكن سأكتفي بالقول الفوز سيكون للأفضل. أنت تنحدر من مدينة بجاية، أليس كذلك؟ نعم، فجدي من والدي من مدينة بجاية، وأكشف لكم لقد كنت صغيرا عندما فارق الحياة لذا لا أتذكر الكثير عنه ولكني أتذكر أكثر جدتي من والدتي التي كانت قريبة مني وأكثر من ذلك كانت سعيدة عندما شاهدت تقمصي لألوان المنتخب الجزائري لذا كما تلاحظون فدمي جزائري وفخور بأصالتي. هل تفكر في التنقل للجزائر وحضور المباراة النهائية؟ لا يمكنني ترك النادي في منتصف الأسبوع، لقد تمنيت أن أتواجد في هذا الحدث الكبير خاصة أن النهائي سيجمع فريقين أحملهما كثيرا في قلبي، فصدقوني لو لم أكن مرتبطا بحصة تدريبية صبيحة الاثنين لكنت في الجزائر وحضرت هذا النهائي لأني أعلم أن الفرجة ستكون مضمونة سواء فوق أرضية الميدان أو في المدرجات ولكن رغم ذلك لن أضيع هذه الفرصة وسأتابع هذا الحدث عبر شاشة التلفزيون. ربما ستحظى باستقبال حار في الحراش خاصة أنك حظيت باستقبال خاص في المرة السابقة ربما ذلك يجعلك تميل للحراش أكثر؟ أولا أريد أن أؤكد أنني مازلت أحتفظ بذكريات رائعة عندما تنقلت إلى ملعب أول نوفمبر بالمحمدية رفقة عزيز نيساس، ولهذا أتقدم بخالص شكري لذلك الإستقبال الرائع الذي خصص لي فور دخولي أرضية الميدان وتشرفت بذلك الإستقبال من طرف الحراشيين وأتمنى لهم حظا موفقا في النهائي. كان ذلك خلال مواجهة الشلف التي انهزمت فيها الحراش (3-1) والجميع وقف في المدرجات من أجل تحيتك، أليس كذلك؟ هذا صحيح وإنه موقف خاص وليس لدي ما أقوله في هذا الشأن، فأنصار الحراش مثل كل الجزائريين يعترفون بالجميل ورياضيون لقد سعدت بتلك اللحظات في ملعب أول نوفمبر عندما لعبت الحراش ولن أنسى تلك اللحظات والذكريات السعيدة مثلما لا يمكنني أن أنسى ما حدث في ملعب عنابة والأنصار الذين قدموا من كل مكان في الجزائر لمؤازرتنا أمام المغرب وهذا سيبقى راسخا في ذاكرتي. الآن نعرف أنك تتابع الحراش، فماذا تعرف عن شبيبة القبائل الطرف الآخر في النهائي؟ شبيبة القبائل ليست بحاجة إلى تقديم بفضل تاريخها العريق وألقابها التي أحرزتها وتبقى أحد أكبر الأندية في إفريقيا وأعلم أنه فريق المواعيد الكبرى ويبقى صعبا الإطاحة بها. هيا كارل تكهن حول نتيجة هذا النهائي؟ لا أريد الغوص كثيرا والحديث عن تكهن حول هذا النهائي خاصة إذا تعلق الأمر بنهائي الكأس أين يبقى كل شيء محتمل ومفتوح على كل الاحتمالات، ولكن سأجيب على سؤالك بالنحو التالي: إذا توجت شبيبة القبائل بالكأس سأكون سعيدا وإذا فازت الحراش فسأكون أيضا سعيدا بذلك من أجل عزيز نيساس وكل عشاق الحراش وأنصارها الذين ساندوني وأبدوا إحتراما شديدا لي وأنا شخصيا كل ما أتمناه أن يسير اللقاء في احسن الظروف وروح رياضية عالية.
