يتلقى الناخب الوطني السابق رابح سعدان عروضا بالجملة من هنا وهناك، في الوقت الذي تبحث الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن مدرب عالمي كبير، توج من قبل بألقاب عالمية مع المنتخبات والأندية التي أشرف على تدريبها.. وكأن هذا المدرب العالمي الذي ستتعاقد معه هيئة روراوة سيجلب للجزائر كؤوس إفريقيا وكؤوس العالم. وفي الوقت الذي راجت أخبار بأنّ مهندس ملحمة “أم درمان” صار قريبا من الإشراف على المديرية الفنية للمنتخب الوطني، كشفت لنا مصادر مقربة منه أن الرجل غير متحمس لهذه الفكرة، وأنه منشغل في الوقت الحالي بالتفاوض حول مستقبله بعيدا عن الكرة الجزائرية، وذلك بدراسة العروض التي وصلته من بعض الأندية الخليجية، بالإضافة إلى عرضين هامين تلقاهما مؤخرا من المريخ السوداني والوداد البيضاوي المغربي. التيار لا يمر بينه وبين روراوة لذلك هو مستبعد من المديرية الفنية وكان سعدان في الماضي القريب من أبرز المرشحين للإشراف على المديرية الفنية للمنتخب الوطني، بحكم معرفته للكرة الجزائرية وخباياها، فضلا على أن المسؤولين كانوا يرون فيه الرجل الأنسب لهذه المهمة. غير أن ما حدث بينه وبين روراوة مؤخرا من خلافات، إثر الخسارة التي منيت بها الجزائر على يد المنتخب المغربي، وبعد التصريحات التي نسبت لسعدان على أنه انتقد روراوة، أٌبعد اليوم عن تولي المديرية الفنية للمنتخب الوطني. تصريحات روراوة في كل مرة عن نقطتين تانزانيا أزعجت “الشيخ” وفضلا عن ذلك فإن سعدان استبعد الفكرة كلية، بعد أن حمله رئيس “الفاف” محمد روراوة بطريقة غير مباشرة إقصاء المنتخب، المحتمل جدا من تصفيات كأس إفريقيا 2012 بسبب التعادل الذي فرض عليه في ملعب البليدة أمام المنتخب التانزاني، وهي التصريحات التي تكررت عبر مختلف وسائل الإعلام. فضلا على أن “الفاف” وفي بيانها الصادر عقب انعقاد المكتب الفدرالي الأسبوع الفارط، أبرزت أهمية نقطتي تانزانيا الضائعتين في ضياع حلم الوصول إلى “كان 2012”، وهو ما أزعج سعدان كثيرا وجعله يقرّر عدم العمل في الجزائر ككل، وليس فقط على رأس المديرية الفنية للمنتخب. الوداد البيضاوي يريده من قبل مباراة الجزائر والمغرب وعلى صعيد آخر، بلغنا أن الناخب الوطني السابق صار اليوم محلّ اهتمام عدد كبير من الأندية العربية الكبيرة، سواء هنا من شمال إفريقيا أو هناك في الخليج، ومن بين هذه الأندية التي اتصلت به رسميا وقدمت عرضها المادي، نادي الوداد البيضاوي المغربي الذي فشلت مفاوضاته مع الفرنسي “بيرتران مارشان” مؤخرا، بسبب المطالب المالية التعجيزية لهذا المدرب، فلم تجد إدارة الوداد أحسن من سعدان فتقدمت بعرضها كي يكون خليفة للمدرب فخر الدين راجحي. وحسب ما كشفته لنا مصادرنا، فإن العرض وصل سعدان قبيل مباراة العودة بين الجزائر والمنتخب المغربي، ومنذ ذلك الحين ومسيرو الوداد يبحثون عن التعاقد معه بأي وسيلة. سعدان لم يعجب بالعرض والمفاوضات متواصلة وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن “الشيخ” سعدان لم يوافق هو الآخر على العرض المالي المقترح عليه من طرف إدارة الوداد البيضاوي، وطلب منها أن ترفعه نوعا ما، ما جعل المفاوضات متواصلة إلى يومنا هذا. كما من الممكن أن تكلل هذه المفاوضات بالوصول إلى اتفاق نهائي يقضي بعودة “الشيخ” إلى فريق، سبق له أن أهداه لقب رابطة الأبطال الإفريقية أمام مولودية وهران، مثلما قد تفشل أيضا بما أن سعدان مصمم على الحصول على ما يريده. المريخ السوداني طلبه عن طريق روراوة قبيل الخلاف وكان سعدان خلال الفترة التي وصله عرض الوداد البيضاوي، قد تلقى عرضا من طرف المريخ السوداني، بواسطة رئيس “الفاف” محمد روراوة الذي أعرب له عن رغبة رئيس المريخ في التعاقد معه تحسبا للموسم المقبل. وهو عرض تحمس له سعدان في البداية، غير أن برودة العلاقة بينه وبين روراوة منذ لقاء المغرب، جعلت تفاصيل إبرام الصفقة لا تنطلق أصلا. جلول سيكون مساعدا له مهما كانت وجهته ومهما تكن وجهة سعدان سواء البطولة المغربية، أو السودانية أو إحدى بطولات الخليج، فإن الرجل قد اختار مساعده مسبقا، حيث بلغنا أنه لا ينوي التفريط في مساعده السابق مع المنتخب جلول زهير، الذي سيحل معه أينما رحل وارتحل. وذلك بالنظر إلى التفاهم الكبير بينهما في طريقة العمل.... تفاهم مكنهما في وقت سابق من قيادة “الخضر” إلى بر الأمان، فلم لا تكرار التجربة سويا في جهة أخرى.
