حمل الاجتماع الذي عقده رئيس المجلس الشعبي البلدي مع مسيري مولودية باتنة وعدة أطراف فعالة في النادي، مؤشرات إيجابية توحي بإمكانية حل الأزمة الإدارية التي عانت منها المولودية خلال الأشهر الأخيرة، بسبب حالة الانسداد بين مجلس إدارة الشركة وإدارة الجمعية، حيث أفرز الاجتماع الذي انعقد سهرة أول أمس ودام أكثر من 4 ساعات، عدة نتائج أبرزها انسحاب الأعضاء القدامى للشركة وتكليف مهمة إدارة شؤون النادي للرئيس الحالي زيداني، الذي من المنتظر أن يشكل مكتبا جديدا للشركة ليباشر مهامه من الآن تحسبا للموسم الجديد، حدث هذا وسط تجند السلطات المحلية التي سهرت على إنجاح الاجتماع رغم حدة الأزمة وغياب التواصل بين الأطراف الفاعلة في المولودية. أهمية الاجتماع وراء حضور أسماء ثقيلة وبالنظر إلى أهمية الاجتماع الذي عقد أول أمس فقد عرف حضور عدة أطراف محسوبة على المولودية، والبداية برئيس النادي وأغلب أعضاء مجلس إدارة الشركة على غرار بن فليس، فرحات عبد العزيز، حصرومي، بيطام، زدام، إضافة إلى العديد من المسيرين واللاعبين القدامى على غرار حمودي بونقاب، ساد زندر، جمال بوعلي، سمير بليل، وممثلي السلطات المحلية الذين يتقدمهم رئيس المجلس الشعبي البلدية، مسؤول قطاع الرياضة في المجلس الولائي وغيرهم من الشخصيات البارزة التي لبت دعوة "المير" قصد دراسة واقع ومستقبل النادي، للخروج بحلول تنهي الخلافات وتعيد المولودية إلى السكة الصحيحة. كمين: "تقصير الشركة هو الذي تسبب في خسارة الداربي وضياع الصعود" وتدخل العضو الفعال كمين بيني وانتقد أعضاء مجلس الشركة بالتقصير في حق النادي، والتأخر في مباشرة مهامهم رغم تنصيب الشركة الصائفة المنصرمة، وأكد أمام الحضور أن تقصير أعضاء الشركة هو الذي تسبب في تضييع عدة رهانات كان يعول عليها الأنصار في مقدمة ذلك ورقة الصعود، إضافة إلى خسارة "الداربي" التي تمت بطريقة يعلم الجميع بخباياها وللشركة نصيب هام من المسؤولية بسبب إلقائها على عاتق الرئيس زيداني الذي تركوه يصارع وحده منذ بداية الموسم، دون أن يقدموا له الدعم في الظروف الصعبة التي مرت بها المولودية. "زيداني كان راجل والوحيد الذي طمأنني على أموالي ومستعد لتقديم المزيد" وأشاد كمين بموقف زيداني الذي منحه مبلغا هاما من أمواله رغم الأزمة الإدارية التي مرت بها المولودية -حسب كمين-، حيث سلمه زيداني صك ضمان بقيمة 700 مليون لتسوية مستحقات اللاعبين وبعض متطلبات النادي، وأكد كمين أنه مستعد لتقديم المزيد من أمواله بالنظر إلى الثقة التي يحظى بها زيداني لديه ونيته الحسنة في خدمة النادي، وهو ما يجعله (كمين) مستعدا للمساهمة في خدمة النادي. زدام ينقلب على أعضاء الشركة ويخيّرهم بين العمل أو الانسحاب وإذا كان المسير زدام قد وقف إلى جانب أعضاء الشركة، خلال اللقاء الذي انعقد منتصف الشهر المنصرم في مكتبه وتم فيه سحب الثقة من زيداني، وما خلفه من ردود أفعال في محيط النادي، انقلب زدام هذه المرة على أعضاء الشركة تزامنا مع تصالحه مع زيداني بوساطة من العضو الفعال كمين، حيث أكد زدام أمام الحضور أن أعضاء الشركة أمام خيارين إما العمل وتولي مسؤولية النادي أو الانسحاب وفسح المجال ل زيداني، وانتقدهم زدام بتقصيرهم في تسوية مستحقات المدرب مواسة رغم أن بنيني منحهم صكا بقيمة 100مليون، وهو الخلاف الذي ساهم إلى حد كبير في فقدان الثقة بين أعضاء الشركة وزدام الذي يساند زيداني ويبره الرجل المناسب لقيادة النادي. زيداني رفض العمل مع الشركة ومستعد للانسحاب وجدد المسؤول الأول زيداني رفضه العمل إلى جانب أعضاء الشركة، رغم المقترحات المقدمة بخصوص مساهمة كل عضو ب500 مليون للتحضير للموسم الجديد، وأكد زيداني في هذا الاجتماع أنه لن يعمل مع الشركة الحالية ومستعد للانسحاب من النادي، وهو الأمر الذي خلف ارتباكا في القاعة خاصة بعد التباين الذي ميز أعضاء الشركة، حيث بدوا غير متحمسين لتولي مسؤولية النادي بعد الكلام المباشر الذي قاله كل عضو. الأعضاء يفضلون خيار الانسحاب وزيداني سيشكل شركة جديدة وفي نهاية الاجتماع المطول قرر أعضاء الشركة الانسحاب من إدارة النادي، وهو ما فسح المجال ل زيداني الذي سيواصل مهامه، حيث قدم عدة وعود أمام الحضور منها الإسراع في تعيين أعضاء جدد للشركة، مؤكدا وجود عدة أسماء في القاعة مستعدة لتولي المهمة، كما أكد إصراره على فتح رأس مال النادي حتى يسمح للمستثمرين الراغبين في استثمار أموالهم في خدمة المولودية، وهو الأمر الذي أراح الحاضرين خاصة أن هذا الاجتماع وضع حدا لأزمة الإدارة والتسيير في المولودية التي دامت موسما. "المير" أصر على إيجاد الحلول وأشاد أغلب الحضور بالموقف الإيجابي لرئيس البلدية ملاخسو الذي كان وراء فكرة عقد الاجتماع، حيث أصر على ضرورة الخروج بالحلول للأزمة الإدارية التي تمر بها المولودية خلال هذا الاجتماع، ردا على مقترح البعض بعقد لقاء تشاوري آخر، وهو الأمر الذي أجبر الجميع على مناقشة وضعية النادي وأفرزت اقتناع الأعضاء القدامى للشركة بالانسحاب على أن يتم تسديد ديونهم بعد تنصيب الشركة الجديدة. إنهاء الأزمة سيعجل بالتفاوض مع اللاعبين وسيسمح إنهاء الأزمة الإدارية للمولودية ل زيداني بالتحضير للموسم المقبل، وربط الاتصالات مع العناصر الحالية للنادي بغية إقناعها بالبقاء، مقابل تسوية مستحقاتها العالقة موازاة مع استهداف العديد من اللاعبين البارزين الذين تنوي الإدارة جلبهم، لتغطية النقص الذي تعرفه التشكيلة في بعض المناصب الحساسة. الأنصار انتظروا طويلا وفرحوا بالقرار وفضل العديد من الأنصار البقاء خارج قاعة الاجتماعات لمقر البلدية وانتظار نتائج الاجتماع، حتى رفعت الجلسة على الساعة العاشرة والنصف ليلا، وعبروا عن ارتياحهم للقرار القاضي بمواصلة زيداني مهامه مقابل انسحاب أعضاء الشركة، ما يمنحه (زيداني) الصلاحيات بتشكيل مجلس إدارة الشركة جديد سيتولى من الآن التحضير للموسم المقبل. ----------------------------- معلى أبرز الغائبين سجل اجتماع أول أمس حضور أغلب أعضاء الشركة مع غياب معلى فؤاد، لأسباب مجهولة وأثار العديد من التساؤلات خاصة أنه كان حاضرا في أغلب اللقاءات المنصرمة، ولو أن البعض أرجع غيابه إلى ارتباطاته المهنية بحكم وجوده شبه الدائم في العاصمة، في الوقت الذي كان الرئيس الأسبق للشركة فرحات عبد العزيز حاضرا بعدما غاب عن محيط النادي طيلة الموسم المنقضي. السلطات تعد بضخ الإعانات المجمدة في أقرب وقت وعد ممثلو السلطات المحلية في مقدمتهم رئيس البلدية ورئيس المجلس الشعبي البلدي، بضخ الإعانات المخصصة للمولودية والتي لازالت مجمدة في غضون هذه الأيام تزامنا مع الاجتماع الذي عقد أول أمس، وحمل عدة نتائج إيجابية لإنهاء الأزمة، حيث أكد "المير" ورئيس المجلس الولائي توظيف الجهود لتوفير الدعم اللازم للنادي، حتى يتسنى له ربح الوقت للتحضير للموسم المقبل. الحضور يشيدون بوقفة "المير" وجرأة كمين نوه الحضور بالموقف الإيجابي لرئيس البلدية، الذي عمل على إنجاح الاجتماع الذي عقد لحل الأزمة الإدارية للنادي، بدليل أنه رفض إنهاء الاجتماع حتى يجد الحلول، وهو ما يؤكد حسن نيته لتفادي هزات إضافية قد تؤثر في مستقبل أصحاب اللونين الأبيض والأسود، كما أشاد الكثيرون بجرأة العضو الفعال كمين بيبي، الذي ساعد الفريق بأمواله في الظروف الصعبة إضافة إلى اتخاذه خطوات إيجابية، على غرار نجاحه في المصالحة بين زيداني وزدام وإنهاء التوتر العلاقة بين الرجلين مؤخرا. عدة أسماء مرشحة للعمل في الشركة الجديدة علمنا أن العديد من الأسماء الفعالة مرشحة للعمل في الشركة الجديدة، التي سيتم استحداثها في الأيام المقبلة تزامنا مع انسحاب الأعضاء القدامى، ومن الأطراف المرشحة نجد طلال صالحي الذي قد يعود إلى تسيير النادي، بعدما كان ضمن المكتب الذي ساهم في تحقيق الصعود قبل 3 مواسم، إضافة إلى كمين بيبي، قرابصي، بيطام، زدام وزيداني مع إمكانية فسح المجال لدخول عدد من المستثمرين ورجال الأعمال الراغبين في العمل مع الشركة الجديدة.
