جمعية الشلف مدوار: "إيغيل لم تكن لدية أي رغبة في مواصلة العمل معنا، فأجبرنا على التخلي عن خدماته"

عقد رئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار ندوة صحفية زاول أمس تحدث فيها عن كل ما يدور في البيت الشلفي ووضع النقاط على الحروف فيما يخص كل المسائل التي كان يريد المناصر
معرفة تفاصيل أخرى دقيقة عندها، بدءا بقضية تحويل سوداني إلى نادي ڤيماريش البرتغالي، مرورا بقضية الأموال ووصولا إلى قضية الساعة وهي استقالة المدرب مزيان إيغيل.
"إيغيل تعمّد افتعال المشاكل، فدفعنا إلى الاستغناء عنه"
وواصل مدوار حديثه في هذا الشأن: "أولا بخصوص المدرب ايغيل لا أكذب عليكم، لقد تملكني إحساس أنه لم يكن يملك رغبة البقاء والعمل معنا مثلما كان الحال عليه من قبل، لهذا فقد منحته تسبيق ستة أشهر كاملة دون أن يمضي مع الفريق على أي وثيقة أو عقد يثبت حصوله على الأموال، وما جعلني أتأكد من رغبة هذا المدرب في الرحيل هي التصرفات التي قام بها قبل تنقل الفريق إلى المغرب وما اطلعت عليه في تقرير رئيس البعثة عن سلوكات المدرب في التربص وما حدث في الأيام القليلة الماضية، حيث قام بتصرفات لا يتحمّلها أحد ما دفعنا إلى التفكير في الاستغناء عن خدماته بصفة نهائية، وهذا فعلته بعد الاجتماع المطول الذي جمعني معه صبيحة الاثنين الأخير بفندق دار الضياف بالشراڤة والذي استمر من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة زوالا، لأصل إلى قناعة واحدة وهي المتمثلة في ضرورة ترك المدرب لحاله لأنه من الصعب علينا أن نبقيه على رأس العارضة الفنية بعد كل الأمور التي حدثت في الآونة الأخيرة، والتي أنا على دراية تامة بها، لنباشر في اليوم نفسه رحلة البحث عن المدرب الذي يناسب الفريق فكان اتصالنا في البداية بالمدرب الوطني السابق رابح سعدان الذي اعتذر لنا بلباقة رغم سعادته بالعرض، ليقع بعدها الاختيار على المدرب السابق لاتحاد العاصمة نور الدين سعدي الذي لم تتجاوز المفاوضات معه بضع دقائق فقط".
"كنت مستعدا للتضحية بأي شخص استجابة له من أجل مصلحة الفريق"
مدوار واصل الحديث عن الأسباب التي عجّلت برحيل المدرب إيغيل عندما قال: "إلى حد الآن لم أفهم عقلية المدرب ايغيل وماذا كان يفكر في الأيام الأخيرة عندما كان يتحجج بأتفه الأمور، فكل من كان يقف أمامه لا يسلم من انتقاداته فلم يترك لا حارس العتاد ولا سكرتير الفريق ولا طبيب الفريق ولا المدلك، لكن من أجل تأكيد رغبتنا في العمل معه صرحت له في اللقاء الأخير أنني مستعد للتضحية بأي شخص في الفريق ليكون هو مرتاحا من أجل مصلحة للفريق لكن...".
"اتهمني بالتعامل مع الصحافة والهدّاف على الخصوص"
وكانت آخر الأمور التي احتج عليها المدرب ايغيل كثيرا وأراد أن يصنع منها قضية، حسب الرئيس مدوار، ما جاء في "الهدّاف" في عدد الأحد الماضي تحت عنوان "مدوار يضع النقاط على الحروف مع ايغيل"، حيث أصر على معرفة الشخص الذي سرب النقاط التي تمحور حولها نقاش الرئيس والمدرب، كما أصر على ضرورة غلق الأبواب على رجال الإعلام وترك الأمور تسير في سرية تامة.
"ليس له الحق في انتقاد المسيرين"
وحسب الرئيس مدوار، فإن الأسباب الرئيسية التي جعلته يقبل الطلاق بالتراضي مع ايغيل هي التصريحات التي كان يدلي بها لمن هب ودب بخصوص الطاقم الإداري للفريق، حيث قال مدوار: "جمعية الشلف من الأندية التي لا توجد فيها المشاكل وأتحدى من يقول العكس، وأكثر من هذا فإننا عملنا على توفير طاقم طبي كفء وآخر إداري متواضع لكنه أفضل بكثير مما تحوزه غالبية الأندية خاصة عندما نتكلم من ناحية التنظيم والاستقرار، لكن ايغيل أصر على انتقاد مسيري الجمعية ما يعني أنه ينتقدني بصفة غير مباشرة، في وقت ليس من المنطقي أن ينتقد المدرب أي مسير في الفريق الذي يعمل فيه، لأن كل واحد في الفريق له دور وله مهمة موكلة إليه يقوم بها بداية من حارس العتاد مرورا بطبيب الفريق ووصولا إليّ أنا الرئيس، والحمد لله الجميع شاهد سير الحصص التدريبية التي كانت تجري في ملعب شاغر تماما وفي غياب كلي للمتتبعين، بما أن الجميع أصبح يتفادى المجيء إلى الملعب".
"وفّرنا له كامل الإمكانات المادية والبشرية"
أما عن الإمكانات المادية التي وفّرناها للمدرب ايغيل لم يسبق أن وفرناها لأي مدرب من قبل، بدليل أن مصاريف الموسم الماضي بلغت تقريبا الثلاثين مليار في حين لم تتجاوز مصاريف موسم 2009 - 2010 11 مليار فضلا عن تربصات الدار البيضاء المغربية التي كانت أكثر من رائعة وأفادت الفريق واللاعبين كثيرا من جميع النواحي، وحتى التعداد الذي أصبح بحوزتنا اليوم لم يسبق أن كان في الفريق من قبل، لهذا فإن التتويج باللقب لم يكن وليد الصدفة أو جاء بفضل المدرب إيغيل لكن الحقيقة أن هناك أمور عديدة اجتمعت جعلتنا نتألق ونخطف اللقب من كبار الأندية".
"لست مجنونا لأستقدم اللاعبين من راسي"
أما عن الاستقدامات والأسماء التي تم التعاقد معها هذه الصائفة والتي جعلها البعض سببا في رحيل المدرب إيغيل، فقد قال الرئيس مدوار بالحرف الواحد وبلغة يفهمها الجميع: "لست مجنونا حتى أجلب لاعبين للفريق من راسي. كل لاعب استقدمته كان بموافقة المدرب، أتذكر جيدا عندما كنت قريبا من غلق باب الاستقدامات لكن ايغيل طلب مني في الاجتماع الذي عقدته معه قبل تنقل الفريق إلى المغرب يوم الخميس 4 أوت أن أدعم الفريق بلاعبين ينشطان على الأقل في الهجوم، واستجابة له عملت المستحيل لجلب ما هو موجود في السوق رغم ندرة اللاعبين إلا أنني تمكنت من خطف عشيو وبورحلي إضافة إلى ضم دنون الذي كان تحت معاينته".
"كنا الوحيدون ممن طلبوا خدماته، لكن اليوم تأكدت من استحالة التعايش معه"
أتذكر جيدا الصائفة الماضية عندما توصلت إلى اتفاق مع ايغيل لتولي الإشراف على العارضة الفنية للجمعية والانتقادات الكثيرة التي تعرضت إليها، خاصة أن إيغيل غاب عن الساحة الكروية لفترة طويلة، لكنني كنت مقتنعا بما يملكه الرجل من مؤهلات. أما الأمور الأخرى، فقد وضعتها جانبا وأتذكر جيدا أن الجمعية هي الفريق الوحيد الذي طلب خدماته رغم أنني أتذكر جيدا أن هناك أندية عديدة كانت بصدد البحث عن مدربين، لكن اليوم أصبحت كل الظروف توحي إلى استحالة التعايش مع ايغيل".
"سعدان اعتذر لي لأنه تعب واتفقت مع سعدي في دقائق"
أمام بخصوص المدرب الجديد، فقد أكد مدوار أنه مباشرة بعد تأكده من رحيل المدرب ايغيل أعلم الوالي بالخبر باعتباره الرئيس الشرفي للفريق، وربط الاتصال مباشرة بالمدرب السابق للمنتخب الوطني الذي دخل معه في مفاوضات دامت قرابة الساعتين، وأكد لي –قال مدوار- أن عرض الجمعية لا يرفض لكنه غير مرتاح هذه الأيام وهو تعبان وإلا التحق بالشلف. ورغم أسماء المدربين الأجانب الذين تم عرضهم عليه، أكد مدوار أنه يفضل الكفاءة المحلية ولا يعترف بالإطار الأجنبي، فكان الاتصال بالمدرب نور الذين سعدي ايجابيا بما أنه قبل العرض في ظرف وجيز ووافق –حسب مدوار- على تولي الإشراف على العارضة الفنية للجمعية.
"قيمة تحويل سوداني فاقت 13 مليارا"
وبالمقابل تطرق الرئيس مدوار إلى ملف آخر، ويتعلق الأمر بقضية سوداني وتحويله إلى النادي البرتغالي "ڤيماريش"، حيث أكد: "اللاعب الدولي هلال سوداني وبالنظر إلى الإمكانات العالية التي يتمتع بها كانت له العديد من العروض الرسمية أهمها عرض باستيا، بولون وماديرا الاسباني، إضافة إلى عروض أخرى لم نشأ الحديث عنها من أندية سعودية. أما العروض التي تحدثت عنها بعض الجهات مثل عرض لومون فهي مجرد كتابات صحفية فقط، لهذا تحويل سوداني إلى النادي البرتغالي لم يكن بالأمر الهين مثلما يعتقد البعض لكن كان بعد مفاوضات ماراطونية خاصة بعد أن فوضت نفسي لأكون وكيل أعمال اللاعب ولا أترك ابن الفريق لعبه في أيدي السماسرة الذين يدعون أنهم مناجرة ولا يهمهم غير مصلحة اللاعب. فبعد التقائي مرتين رئيس ڤيماريش في المغرب توصلنا إلى أرضية اتفاق يخص جميع الجوانب أهمها مدة العقد التي كانت متمثلة في ثلاثة مواسم إضافة إلى الجانب المادي الذي بلغت قيمته (مليون و350 ألف اورو)، أي ما يعادل بالدينار الجزائري تقريبا 13 مليار و500 مليون وهي القيمة التي يستفيد منها سوداني بنسبة 60 من المائة على أن يستفيد الفريق من 25 من المائة من قيمة تحويل اللاعب إلى فريق آخر قبل نهاية عقده الرسمي".
"جديات ما عجبتوش العاصمة، عجبوه دراهم حداد"
ولم ينس الرئيس مدوار التصريحات المغالطة –حسبه- التي أدلى بها اللاعب السابق لجمعية الشلف لعموري جديات ولعبه على عواطف الأنصار عندما أكد أن مدوار لم تكن لديه رغبة في التجديد لجديات، وبعدها بأيام راح يقدم اعتذاراته عن الكلام الذي صدر منه. مدوار أكد بخصوص جديات قائلا: "الحقيقة تقال ولا أحد منا في الشلف ينكرها، لا استطيع أن أمنح جديات ثلاثة ملايير، لأن في الفريق لاعبين أفضل منه بكثير ويستحقون أكثر مما يناله هو، وقد أنقذناه عندما جاء من سطيف والشلف أعادته إلى الواجهة في وقت كان الجميع متأكدا أن جديات انتهى، اتصلت به عدة مرات وأضفت له نصف ما تقاضاه عند التحاقه بالشلف لكنه رد أنه تلقى عروضا مضاعفة من أندية أخرى. جديات لم تعجبه لا العاصمة ولا بحرها وإنما أعجبوه دراهم حداد".
"لم نستفد سوى من 500 مليون بعد التتويج وننتظر إعانة الوزارة"
بالمقابل، تطرق الرئيس مدوار إلى ملف آخر يتعلق بالدعم المادي الذي تحصل عليه الفريق، حيث أكد الرئيس مدوار قائلا: "بعد التتويج بلقب أول بطولة احترافية في الجزائر استفدنا مؤخرا من 500 مليون فقط من الرابطة الوطنية ونحن دائما في انتظار مكافأة الوزارة ورئيس الجمهورية".
"أطلب من الأنصار أن لا ينساقوا وراء الشائعات"
وواصل الرئيس مدوار: "آمل أن لا يقع أنصارنا في فخ الذين يريدون الاصطياد في المياه العكرة، وأؤكد لهم أن رحيل إيغيل لا علاقة له بالأموال ولا بأي مشكل مع الإدارة ولا حتى مع أي عضو من أعضاء الطاقم الفني أو أي شخص آخر من الشلف، فالمدرب إيغيل هو الذي دفعنا إلى التخلي عنه في هذا الظرف، فعلى الأنصار أن يكونوا يقظين ويقفوا سدا منيعا أمام محاولات زرع الفتنة في الفريق لأن الجمعية ليس لها من يدافع عنها سوى الأنصار الأوفياء المطالبين بضرورة الوقوف مثل رجل واحد، لأن جمعية الشلف التي توجت بلقب البطولة الموسم الماضي لم يغادرها سوى لاعبين فقط ونحن اليوم قادرون على الدفاع عن لقبنا بكل سهولة".
"أوجه نداء إلى كامل الأوفياء للوقوف إلى جانب الفريق"
وتطرق مدوار إلى نقطة أخرى حيث قال: "حتى وإن غادر إيغيل الفريق فالأمور تسير وفق ما كنا نتمناه لأننا نملك مجموعة من اللاعبين أولاد فاميليا والفريق مقبل على موعد مع جولة افتتاح البطولة هذا السبت وبداية الدفاع عن اللقب، لهذا أتمنى أن يكون الجميع إلى جانب الفريق لأننا اليوم لا نفكر سوى في الحفاظ على تقاليدنا المتمثلة في التألق في البطولة. وبمناسبة هذه الندوة أوجه ندائي إلى جميع الأنصار الأوفياء ليكونوا إلى جانب الفريق خاصة في هذا الظرف من أجل إثبات حبهم وتعلقهم بالفريق.
===================================
سعدي: "لا يوجد مدرب في الجزائر يرفض الشلف والجمعية ستدافع عن لقبها بشكل عادي جدا"
كان المدرب الجديد لجمعية الشلف نور الدين سعدي سعيدا جدا في أول لقاء له مع الإعلاميين بالشلف مساء أمس عندما، أكد أنه قبل عرض الرئيس مدوار رغم العروض التي وصلته من قبل والتي رفضها وقبل البقاء بعيدا عن أجواء الميادين لفترة سبعة أشهر كاملة بعد إقالته من العارضة الفنية لاتحاد العاصمة. سعدي اعترف بصعوبة المهمة، لكن أكد أن وجوده لفترة قاربت الثلاثين سنة مدربا ستسمح بقيادة الفريق إلى بر الأمان.
"الجمعية ليست أي فريق"
سعدي اعترف بتميز جمعية الشلف بخاصيات لا توجد في بقية الأندية عندما أكد قائلا: "إن الجمعية ليست أي فريق، فهي الفريق الأكثر تنظيما والأكثر استقرارا بدليل أنها أصبحت في ظرف وجيز من الأندية التي يحسب لها ألف حساب بما أنها تلعب الأدوار الأولى بشكل عادي".
"أعرف أن الشلف ستلعب على اللقب هذا الموسم"
أما عن الأهداف التي اتفق مع الرئيس مدوار على تحقيقها أو اللعب من الجهات، أكد المدرب سعدي: "صدقوني لم أتحدث إطلاقا مع الرئيس مدوار على هذه النقطة بما أن الأمور واضحة ولا تستدعي الحديث عنها، فجمعية الشلف صاحبة آخر تتويج بلقب البطولة طبيعي جدا أن تلعب من أجل الدفاع عن لقبها. أما منافسة الكأس فسنعمل على الذهاب فيها إلى أبعد الحدود".
"الحفاظ على التركيبة البشرية أمر مهم"
من بين النقاط المهمة التي حفزته على قبول عرض الرئيس مدوار، قال المدرب سعدي: "قبلت التحدي لتدريب جمعية الشلف رغم صعوبة المهمة من منطلق أن الجمعية حافظت على تعدادها الأصلي والفريق لم يضيع سوى لاعبين اثنين مقابل التعاقد مع لاعبين آخرين بإمكانهم تعويض الثنائي المغادر. أقول هذا الكلام من منطلق أنني أعرف جيدا عوامري عشيو وحميدي".
"الشلف لم تكن بحاجة إلى عدد كبير من اللاعبين الجدد وسأمنح الفرصة للشبان"
أمام عن المستقدمين الجدد دائما، قال سعدي: "أعرف جيدا أن الشلف تعاقدت مع ستة لاعبين، ثلاثة منهم أعرفهم جيدا وحتى فرانسيس اعرفه عندما كان في الوفاق. أظن أن الجمعية لم تكن بحاجة إلى كامل هذا العدد لكن تفكير الرئيس مدوار في توفير الحلول أكثر للمدرب وإثراء كرسي الاحتياط جعله يقدم على جلب هذه الأسماء، لكن الحقيقة بالنسبة لي أقولها هنا بما أنني من المدربين الذين يمنحون فرصة اللعب أكثر للشبان والدليل أنني رقيت سبعة لاعبين من صنف الأواسط إلى الفريق الأول مع اتحاد العاصمة خمسة منهم أنهوا الموسم ضمن التعداد الأساسي".