بن سليمان: تصريح ماكرون يعكس المبادئ الفرنسية الجليدي: ماكرون يحاول تصدير أزمات الداخل للخارج ألقى, أمس, الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون, خطابا بمناسبة المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين, والذي تطرق فيه ماكرون إلى عدة ملفات دولية شائكة كالملف السوري بعدما وصف "بقاء الأسد في الحكم خطأ فادح" بالإضافة إلى الأزمة الليبية وملفي الهجرة غير الشرعية والمناخ. وفي ذات السياق عبر محللون سياسيون في اتصال بالحوار عن استيائهم من خطاب ماكرون والذي وصفوه بالترويجي الذي يحاول من خلاله الرئيس الفرنسي تصدير أزمة فرنسا الداخلية للخارج, بالإضافة إلى استعمال سياستها الخارجية التحررية بغية التدخل في الشؤون الداخلية للدول باسم العدالة والمساواة حقوق الإنسان. وصف المحلل السياسي, نزار الجليدي, خطاب إيمانويل ماكرون بالفضفاض الذي يحاول من خلاله تصدير أزمات الداخل للخارج. وقال الجليدي إن الخطاب السنوي لماكرون أمام السفراء جاء مضطرا خاصة بعد صيف ساخن الذي واجهه ماكرون بصعوبة، ضف إلى ذلك الضغط الذي يمارسه زعيم المعارضة في ظل انتظار الملفات الهامة كالتعديل الدستوري وخطة مكافحة الفقر والصحة والتقاعد، فضلا عن النمو الاقتصادي, وهي ملفات ستطرح يوم الأربعاء المقبل على حكومته التي ستعقد أول اجتماع لها بعد العطلة الصيفية. السوق الليبية هي المنقذ الوحيد للأزمة الفرنسية ولدى تطرقه للملف السوري أكد الجليدي أن توصيف ماكرون لبقاء بشار الأسد بالخطأ الفادح ما هو إلا مجرد تسويق للأجندة الأمريكية والسعودية باعتبارهما شريكين استراتيجيين لفرنسا, إلا أن في واقع الأمر فيبدو أن ماكرون لا يفهم إلا بلغة المصالح خاصة بعدما اتضح تنسيقه مع الروس بغية نيل حصة هامة من إعادة البناء في سوريا. وفي الختام أشار محدثنا إلى الملف الليبي، حيث قال إن "ماكرون كشف رغبة فرنسا في إقامة الانتخابات والتسريع بإعادة الإعمار لأن السوق الليبية هي المنقذ الوحيد للأزمة الفرنسية. منطق الربح والمصلحة بدل المصلحة البيئية أكد المختص في النظم السياسية المقارنة, عمر بن سليمان, لدى تطرقه للخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول العديد من الملفات كالأزمة السورية واتفاقية المناخ المنعقدة في باريس أن هناك شركات صناعية ومصالح اقتصادية في بعض الأحيان تتدخل لخرق اتفاقيات دولية. مضيفا أن المنطق الذي أضحى يتماشى به صناع القرار هو منطق الربح والمصلحة بدل المصلحة البيئية أو التوازن البيئي. أما بخصوص ملفات الهجرة غير الشرعية فهي ملفات لا تخرج عن إطار المصلحة بغض النظر عن التهديدات الأمنية أو الإستراتيجية وفي إطار المصلحة السياسية, كما أن القيم الإنسانية موجودة في كل المجتمعات وتفرض نفسها بنفسها وفي مختلف المستويات. الترويج للسياسة التحررية وقال ذات المتحدث إن تصريح ماكرون الذي وصف بقاء بشار الأسد في الحكم بالخطأ الفادح", تصريح يعكس المبادئ الفرنسية والمعروفة بسياستها الداخلية القائمة على العدالة والمساواة. وبالتالي فهو خطاب يغذي المصالح الإستراتيجية لفرنسا. مشيرا إلى أن فرنسا دائما ما تريد الترويج لسياستها الخارجية التحررية لدى الخارج, وفي بعض الأحيان تتخذ من هذه السياسيات ذريعة للتدخل في بعض القضايا, لذلك لا يحق لأي كان أن يصف بقاء الأسد بالخطأ الفادح أو العكس ولو حتى نسبيا لأن الأزمة السورية أضحت مستعصية بسبب تدخل معظم القوى الإقليمية والدولية بعدما كانت ثورة شعبية تريد تغيير نظام.