خلافا لتفاؤلات إنتشرت بخصوص جائحة كورونا ،أجمعت آراء الخبراء في علم الأوبئة على أن فيروس كورونا لن يختفي بسبب تحوراته المستمرة، وقد يتحول من وباء إلى فيروس دائم. ونشر موقع "ساينس أليرت" المتخصص بنشر الدراسات والأبحاث العلمية نتائج استفتاء لعلماء الأوبئة، والذين أجاب 75 في المائة منهم بأن الوباء سيستوطن في بعض المناطق، بمعنى أن الفيروس سيبقى إلى الأبد و سيبقى دائما هناك أشخاص مصابون ينقلون العدوى ،وفقا لما أكده البروفيسور غراهام ميدلي ، خبير في تصنيف الأمراض بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي. البروفيسور جيمس وود، الخبير في الأمراض وعلم الأوبئة من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، لفت إلى أنه "عندما ظهر إنفلونزا الخنازير عام 2009، أصبح وبائيا في غضون عام من الجائحة الأولية ودفع سلالة إنفلونزا H1N1 إلى الانقراض".وأضاف: "لا تزال العديد من الفيروسات التي كانت مسؤولة عن الأوبئة السابقة، بما في ذلك جائحة إنفلونزا عام 1918، منتشرة حتى اليوم". وشدّد على أن "القضاء التام على المرض ليس بالأمر السهل"، وقال الدكتور لي رايلي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن "هناك عقبة رئيسية أمام القضاء على مرض كوفيد-19، وهي أن الفيروس قادر على التحور ليصبح مقاوما للقاحات". وأضاف: "في الأماكن التي يوجد فيها خليط من السكان الملقحين وغير الملقحين، قد تمارس اللقاحات ضغوطا على الفيروس ليقدم المزيد من الطفرات، وستنتشر هذه المتغيرات بين الأشخاص غير الملقحين". وتابع: "هناك صعوبة أخرى في الوصول إلى مناعة القطيع وهي أن بعض اللقاحات المتوفرة حاليًا لا توفر مناعة بنسبة 100٪ ضد الإصابة بالمرض". و أكد الدكتور ديفيد هايمان من جامعة ماسي أن الفيروس قد يستوطن الدول التي مازالت نسبة التلقيح فيها قليلة ،مضيفا "إذا تمكنا من حماية الناس من الإصابة بمرض شديد، واستطعنا تخفيف العوارض، فقد لا يكون هناك سبب لاستئصال الفيروس والقضاء عليه تماما".