تعرف ظاهرة العنف والاعتداء الجسدي على الطواقم الطبية بالمستشفيات العمومية، تزايدا بشكل مقلق وخطير، في الآونة الأخيرة عبر مختلف مستشفيات الوطن. وفي هذا الصدد، كشف علي خميس ممثل النقابة الوطنية للصحة العمومية، أن المستشفيات العمومية تسجل يوميا عشرات حالات الاعتداء عل الأطقم الطبية لاسيما بمصالح الاستعجالات والتوليد خلال فترات المداومة الليلية. وتابع خميس، في تصريح خص به “الاتحاد” اليوم، أن حسن استقبال المرضى، والتكفل الجيد بهم على مستوى المستشفيات العمومية، كفيل للحد من تنامي الظاهرة، لأن أغلب الاعتداءات التي تتعرض لها مختلف الأطقم الطبية، لا تحدث إلا في مستشفيات القطاع العمومي. وأوضح المتحدث، أن هناك عدة عوامل تقف وراء الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الطاقم الطبي وشبه الطبي، في مقدمتها غياب الأمن لاسيما بمصالح الاستعمالات خلال فترات المداومة الليلية، إضافة إلى سوء التسيير والتنظيم بمختلف مستشفيات الوطن. وربط علي خميس، تفاقم الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، بطبيعة الظروف الاجتماعية والسياسية التي عاشتها البلاد خلال هذه السنوات، وما نجم عنها من نتائج سلبية، لأن الاعتداءات على مستوى المستشفيات عادة ما يصاحبها عمليات تخريب وتكسير من قبل أقارب المرضى، خاصة في حالة الوفاة، اعتقادا منهم أن الممرض أو الطبيب هو السبب. وأشار محدثنا أن النقابة الوطنية للصحة العمومية، دعت وزارة الصحة منذ سنة 2002 إلى غاية يومنا هذا، لضرورة التدخل العاجل ووضع حل جذري لهذه الظاهرة، من أجل توفير حماية كافية لمستخدمي المستشفيات. كما ندد علي خميس بهذه الاعتداءات، واصفا إياها بالسلوك الغير حضاري، مؤكدا أن هناك طرق حضارية وقانونية للاحتجاج وتوصيل انشغالات المرضى للجهات المعنية للتكفل بهم دون استخدام لغة العنف. وتجدر الإشارة إلى أن شاب مخمور اعتدى على طبيبة داخل مركز صحي بولاية سطيف، أول أمس، في حادثة تكرر بشكل شبه يومي عبر مختلف مستشفيات الوطن.