استبعد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” عبد الله البدري، أن تصل أسعار النفط إلى 20 أو 25 دولارا، متوقعا أن تظل خلال الفترة المقبلة في فلك 45 إلى 50 دولارا للبرميل، وهو السعر الحالي لها، داعيا المنتجين من خارج “أوبك” إلى أن يخفضوا إنتاجهم أولا للتخلص من الفائض العالمي. وأكَّدَ الأمينُ العام لمنظمة الدول المصدر للنفط “أوبك” عبد الله البدري، أنَّ قرار المنظمة في نوفمبر الماضي بالإبقاء على سقف الإنتاج من دون تغيير، ليس موجهاً لأي دولة، مضيفاً أنَّ “أوبك” لا تحاولُ وضع اقتصاد روسيا، أكبر مُصدر للطاقة في العالم، تحت وطأة الضغوط، وأشار إلى اعتقاد خاطئ، بأنَّ المنظمة في حرب مع منتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، وأنَّ قرار تثبيت سقف الإنتاج كان اقتصادياً خالصاً، مضيفا أنه لم يُفاجأ بانخفاض أسعار النفط وأن الأوبك قد توقعت هبوط أسعار النفط إلى 40 دولاراً للبرميل، متوقعا في ذات السياق أن لا تهبط الأسعار إلى مستويات ال20 نظرا إلى أن الهبوط الحالي لا علاقة له بميزان العرض والطلب وأساسيات السوق وأن المضاربات في السوق الورقية للنفط هي السبب في الانخفاض الحاد في الأسعار. وقال البدري في المقابلة، إنه “غير سعيد” بالمستوى الحالي الذي وصلت إليه الأسعار، مضيفا في الوقت ذاته، أن دعم الأسعار مسؤولية مشتركة بين دول “أوبك” والدول خارجها، التي يحتاج بعضها إلى بقاء سعر النفط عند 100 دولار حتى تستمر في الإنتاج ، مشيرا في ذات السياق إلى أن بقاء أسعار النفط منخفضة على مستواها الحالي سيؤثر في الاستثمارات في الإنتاج، وإذا لم يشهد النفط استثمارات مناسبة خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن الأسعار سترتفع لا محالة إلى 100 دولار مجددا.وكان البدري قد أوضح خلال كلمة ألقاها في المؤتمر، بأن قرار المنظمة في نوفمبر بعدم خفض الإنتاج للتصدي لهبوط أسعار الخام كان قرارا سليما. وقال البدري، إنه لو أن المنظمة كانت قد خفضت الإنتاج لاضطرت إلى الخفض مرارا بعد ذلك لأن الدول غير الأعضاء كانت ستزيد الإنتاج. وكرر البدري مجددا، أن سياسة الإنتاج التي تنتهجها “أوبك” ليست موجهة ضد روسيا أو إيران أو الولاياتالمتحدة. وتعبر آراء البدري عن موقف الدول المنتجة، أما الدول المستهلكة فقد عبر عنها فتيح بيرول، كبير اقتصاديي وكالة الطاقة الدولية، بقوله إن هبوط أسعار النفط الحالي ليس إلا “ظاهرة عابرة”، وأنه يجب على الدول المستهلكة ألا تفرح كثيرا بالانخفاض الحالي، ويجب على الدول المنتجة، ألا تبني حساباتها على أساس بقاء الأسعار عند هذا الحد طويلا، وهو ما يتفق عليه بيرول مع البدري في خطورة بقاء الأسعار منخفضة على الإنتاج المستقبلي؛ إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن تنخفض الاستثمارات في النفط هذا العام بنحو 100 مليار دولار.
