طالب أمس، أمين عام الفيدرالية الوطنية للمستهلكين، مصالح الرقابة المتواجدة على مستوى الموانئ والمناطق الحدودية، بتشديد الرقابة على المواد ذات الطابع الفلاحي، تفاديا لأي احتمالات لتغلغل بكتيريا ''إي كولاي'' القاتلة التي ظهرت في أوروبا والتي تثير حالة استنفار قصوى في شمال ألمانيا بعد مقتل 19 شخصا. ودعا السيد حريز زكي، وزارة الفلاحة، إلى توجيه توصيات صارمة إلى هياكل المعهد الوطني لحفظ النباتات، باعتباره الهيئة المكلفة بفحص ومراقبة المواد الفلاحية على مستوى الموانئ قبل الترخيص بدخولها. مضيفا بأنه بالرغم من عدم وجود احتمالات قوية لانتقال البكتيريا باتجاه الجزائر، إلا أن أخذ الحيطة والحذر واجبين، في ضوء الانتشار السريع الذي تتميز به هذه البكتيريا القاتلة، بدليل انتقالها في وقت قياسي للعديد من الدول الأوروبية، فضلا عن دخول شحنات متفاوتة من الخضروات والفواكه مصدرها الخارج باتجاه السوق الوطنية، على غرار بعض المنتجات الإسبانية. علما أن هذه الأخيرة كانت محور شكوك كبيرة من قبل المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة، قبل أن تقرر المفوضية الأوروبية قبل أيام قليلة إلغاء التحذيرات التي أطلقتها حول بعض خضرواتها، بعد أن تسببت هذه التحذيرات في خسائر كبيرة للفلاحين الإسبان في ظرف زمني قياسي. وقد شكل التفشي الوبائي لهذه البكتيريا سابقة لم تسجل من قبل، أودت بحياة العديد من الأشخاص في مدة زمنية قصيرة، كون بكتيريا ''إي كولاي'' مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية المعروفة، مما يجعل علاجها عن طريق الأدوية أمرا صعبا لحد الساعة، كما انتشرت بسرعة فائقة، حيث تم تسجيل إصابات على مستوى 12 بلدا مثل النمسا، والدانمارك وفرنسا وبريطانيا وهولندا، والنرويج وإسبانيا وغيرها من الدول الأخرى. وحسب السيد حريز، فإن هذا النوع من البكتيريا التي تطال الخضروات والفواكه مصدرها بالأساس السقي عن طريق مياه القاذورات، الأمر الذي يستدعي، على حد تعبيره، محاربة كل عمليات السقي التي يلجأ إليها بعض الفلاحين باستعمال المياه المستعملة، وبالتحديد بالنسبة للبطيخ، خاصة مع انتشار استهلاك هذه الفاكهة في فصل الصيف، حيث سبق وأن تم ضبط العديد من حالات السقي غير المشروعة التي تسببت في حالات تسمم وإصابات خطيرة، وبالتحديد تلك المتعلقة بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه وفي مقدمتها التيفوئيد.