تألق رشيد غلام وأندر دوغان في سماء تلمسان

ثالث ليالي المهرجان الدولي للإنشاد

استقطبت قاعة دار الثقافة بتلمسان، في ثالث ليالي المهرجان الدولي للثقافة والإنشاد، جمهورا غفيرا جاء للاستمتاع بروائع المنشدين المغربي رشيد غلام والتركي أندر دوغان. وقد استهل الحفل بصعود فرقة آفاق من مدينة وادي سوف، التي أدّت باقة من الأناشيد من التراث الجزائري التلمساني، ومن المقامات والابتهالات أدى شباب فرقة آفاق ''شكرا لك إلاهي'' و''يا نبينا يا إمام المرسلين''.
استهلت فرقة المنشد التركي أندردوغان فقرتها بأجمل المقامات من التراث الصوفي التركي وباللغة التركية. وصعد المنشد الذي يحضر للجزائر لثاني مرة تحت تصفيقات الجمهور، ليقدم بعدها مقام قال أنه من ألحانه بعنوان ''إن رب قد هداني''، ثم أنشودة ''يمم نحو المدينة ترى الأنوار..'' ليعود إلى التراث التركي بأنشودة ''ستار الله''. وانتظر الجمهور صعود الفنان المغربي رشيد غلام الذي أطل على الحضور مخاطبا ''إن الأرض مثل الأرض والجو مثل الجو والناس مثل الناس والله كأنني في فاس..''، وتحت تصفيقات الجمهور، أضاف ''إننا نأمل أن يصلح الفن ما أفسدته السياسة''، ليشرع في تقديم روائعه التي يحفظها الجمهور من عشاق الإنشاد، بداية بمقام ''يا أجمل الأنبياء يا أكمل الأصفياء وقد زاد في كبدي الغرام تلهفي''، من أشعار أبي مدين شعيب. ونوّع رشيد غلام في أدائه بين المقامات والموشحات مثل ''تتزاحم التيجان عند أعتابه شرفا وبلبل الإقبال غرد يا هنانا بمحمد''. ومن المقامات الشرقية غنى غلام ''ولد الهدى فالكائنات ضياء'' و''يا إمام الرسل يا سندي'' وغيرها. واستجاب المنشد لرغبات الجمهور الذي ظلّ يطالبه برائعته ''ما رأيت'' في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والتغني بأوصافه، والتي أبكت منشطة إحدى القنوات التركية، لدى استضافتها لرشيد غلام، فأداها بتفاعل كبير من الجمهور، ليعود إلى التراث المغربي في أنشودة ''الله يا مولانا'' والتي أدّاها معه الجمهور في تناسق كبير. وأراد رشيد غلام أن يختم السّهرة التي امتدت إلى منتصف اللّيل بأداء مزدوج رفقة التركي أندر دوغان، لما أسماه بأول أغنية في تاريخ الفن الإسلامي وهي نشيد ''طلع البدر علينا''.