بالأمس التقى فريقا شباب قسنطينة ومولودية الجزائر في إطار البطولة الوطنية، ومع عودة المواجهات بين الفريقين عاد الحديث عن أي الفريقين أحق بلقب عميد الأندية الجزائرية، فالقسنطينيون يرفضون أي تنازل عن اللقب من منطلق أنّ ميلاد النادي الرياضي القسنطيني كان العام 1898 وهذا قبل 23 سنة من تأسيس مولودية الجزائر، وهذا ما حاول الصحافي الراحل مخلوف بوخزر توثيقه قبل سنوات في شريط وثائقي بثت منه التلفزة الوطنية الجزء الأول فقط، وهذا بعد تدخل جهات نافذة تحسب على المولودية العاصمية رأت في الشريط تحريفا للحقائق وسرقة للقب العمودية من العميد الحقيقي، وقد أثار قرار إلغاء الأجزاء المتبقية من الشريط الوثائقي موجة سخط كبيرة في قسنطينة، ولكن لا أحد كان قادرا على التدخل عند مدير التلفزيون من أجل بث الشريط كاملا، وهو ما أبقى الجدل قائما حول هوية العميد الحقيقي، رغم أنّ الأفضلية توجد عند المولودية التي رسخت هذه القناعة في وسائل الإعلام، فأصبحت كلمة العميد مرادفة للفريق العاصمي، خاصة مع ابتعاد شباب قسنطينة عن الأضواء واكتفائه في أغلب المواسم باللعب في بطولة الدرجة الثانية. ربما يكون العاصميون على حق، فالوثائق الموجودة والمعترف بها من طرف الاتحادية تقول أنّ فريق شباب قسنطينة تأسس سنة 1926، وهذا ما يسقط عنه لقب العمودية، كما أنّه حتى من بين الذين يشددون على أنّ الفريق تأسس سنة 1898 يراجعون أنفسهم، ويقولون أنّه بعد مرحلة التأسيس الأولى اختفى الفريق نهائيا قبل أن يعود ويظهر من جديد سنة 1926، ولكن هناك من يصر على لقب العمودية للنادي القسنطيني، ولكن دون اللجوء إلى الجهات المختصة لاستعادة هذا الحق كما فعل الرئيس الأسبق للفريق حمودي غوالمي الذي اكتفى بطبع تاريخ 1898 على قمصان اللاعبين، ولكن ذلك لم يغيّر من الأمر شيئا، وبقي شباب قسنطينة عمدة عند أنصاره فقط، في حين يمنح أغلبية المتتبعين اللقب للمولودية العاصمية. الأكيد أنّ الصراع على لقب العمودية في الجزائر لن ينتهي، وربما قد يشتد أكثر ويأخذ أبعادا أخرى، خاصة أنّه قبل أسابيع أطل علينا أحد الباحثين من وهران ليقول أنّه يملك كل الأدلة والوثائق التي تثبت أنّ مولودية وهران هو العميد الحقيقي وليس شباب قسنطينة أو مولودية الجزائر.