تحتضن بلدية الخروب بقسنطينة، من 20 إلى غاية 23 أوت الجاري، فعاليات الطبعة الرابعة من ليالي الحضرة العيساوية، وهي من تنظيم جمعية النور العيساوية والفنون الثقافية بالتنسيق مع لجنة الحفلات وبلدية الخروب وتحت رعاية والي الولاية. التظاهرة التي ستدوم أربعة أيام ستكون انطلاقتها من المركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب، حيث ستحيي جمعية ماسينسا للفنون الأصيلة بقيادة شوقي عقاب، الليلة الأولى رفقة باقة من الفرق والجمعيات الوطنية والمحلية على غرار جمعية أبناء الطريقة العيساوية بقسنطينة، وجمعية النور العيساوية والفنون الثقافية وجمعية الوصفان، وفرقة قطب العيساوية بالخروب، وحسب القائمين على هذه التظاهرة التي تحمل شعار "الفن العيساوي يحتضنه الشباب"، فإنها تهدف إلى الحفاظ على الفن والتراث العيساوي الأصيل من الزوال والاندثار، وكذا إعادة إحيائه من جديد وإنقاذه من رياح العصرنة التي تقحم الآلات العصرية في الفن الروحي الصوفي، كما يسعى أصحاب الاختصاص دائما وأبدا إلى انتقاء كلمات وقصائد نظيفة للفن الصوفي العيساوي، قصد الارتقاء به من ما أدخل فيه من كلمات تدل على الشرك بالله والتمجيد للأولياء إلى حد التقديس والعبادة وهو ما ينافي كل تعاليم ديننا الحنيف.رئيس جمعية "النور" العيساوية، المنظمة لهذا اللقاء المقرر افتتاحه سهرة الخميس، باستعراض ضخم بوسط مدينة الخروب، أوضح بأن هذه الجمعية التي تم اعتمادها سنة 2011، تهدف أساسا للمحافظة على التراث العيساوي الأصيل من الضياع والتشويه والتحريف، وهي تتويج للجهود التي بذلها أعضاؤها ضمن فرقة تشكلت قبل حوالى خمس سنوات ببلدية الخروب من 8 أعضاء، بدأوا بالنظر إلى العيساوة كطريقة صوفية روحية وفلسفة حياة ووجود، وفن راق يكرس لأداء قصائد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، والأذكار وعدم السماح بإدخال الآلات العصرية كالباتري والسانتي على ألحانها كي لا تفقد على حد تعبيره روحها، مضيفا أن جهود جمعية النور تنصب في اتجاه واحد وهو تقديم مدائح من عمق التراث العيساوي بعد إخضاعها للتنقية والتصفية، وذلك بالاعتماد على آلات تقليدية أصيلة وارتداء أزياء تقليدية مناسبة، مع الاستعداد لكتابة كلمات جديدة ووضع ألحان مناسبة من أجل إثراء هذا الطابع، فضلا عن عدم تقديم أية طقوس شعوذة وتشويه كالضرب بالسيوف وقضم الزجاج والجمر وغيرها.
