الصحفي،محمد مرزوقي،في ذمة الله    اجتماع للحكومة يتعلق بمحاربة المضاربة والوقاية من وضعية الهيمنة    سونلغاز توقع اتفاق مع المجمع الأمريكي "جنرال إلكتريك"    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    باتنة: توقيف مروج وحجز 210 قرص مهلوس    الجزائر تتقدم رسميا بمشروع قرار للتوصية بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الهيئة الأممية    الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية للأونروا بقيمة 15 مليون دولار    مجبر على البحث عن ناد جديد الموسم المقبل! عكس بن طالب.. مدرب ليل يواصل استبعاد وناس لأسباب انضباطية    المديرية العامة للإتّصال برئاسة الجمهورية تعزّي..    خصص لدراسة المشروع التمهيدي لقانون يحدد القواعد المتعلقة بالمنافسة: اجتماع للحكومة يتعلق بمحاربة المضاربة والوقاية من وضعية الهيمنة    لتوسعة "جنرال إلكتريك الجزائر للتوربينات- جيات": سونلغاز توقع اتفاق مع المجمع الأمريكي "جنرال إلكتريك"    يقدّم مستويات لافتة هذا الموسم مع الذئاب : يقوم بأدوارا هجينة .. ريان آيت نوري مطلوب في مانشستر سيتي بمبلغ خيالي!    دورة اتحاد شمال افريقيا لكرة القدم (اقل من 17 سنة): رئيس الفاف وليد صادي يعطى اشارة انطلاق البطولة    "الجوية الجزائرية" ترفع عدد الرحلات الداخلية الإضافية إلى 68 رحلة    الجزائر لم تبخل يوما بجهودها لتغليب الحلول السلمية للأزمات    فرقة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية بالعاصمة: تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    لا بديل عن مقاربة وطنية لتعليم الأمازيغية بمختلف متغيّراتها اللّسانية    عهدة الجزائر بمجلس الأمن جد مشرفة    الصّهاينة يرتكبون 6 مجازر في يوم واحد    اعتراف بمكانة الجزائر المتنامية كمركز اقتصادي إقليمي هام    إشراف تشاركي على الانتخابات المقبلة    40 سؤالا ل8 وزراء    صناعة السيارات تستوجب شبكة مناولة بمعايير دولية    الرابطة الأولى: شبيبة القبائل تفوز على مولودية وهران وبلوزداد يتعثر أمام نادي بارادو    خطوات متسارعة لطي"عدل2" وإطلاق عدل "3"    انتقال طاقوي: ضرورة تصميم نماذج استشرافية لتحقيق مزيج طاقوي دائم    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    انطلاق حملة كبرى للوقاية من حرائق الغابات    الصحة العالمية.. حجم الدمار في مستشفيات غزة "مفجع"    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    توقعات بمستوى عال ومشاركة جزائرية مشرفة    بطاقة اشتراك موحدة بين القطار والحافلة    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    البعثة الإعلامية البرلمانية تختتم زيارتها إلى بشار    الأندية الجزائرية تبحث عن التّألّق قاريّا    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    ربط 577 محيط فلاحي بشبكة الطاقة الكهربائية    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    الطبعة الأولى باسم التشكيلي "محمد دميس" : ملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    تيبازة تحيي الذكرى ال68 لاستشهاده .. ذكاء وعبقرية سويداني بوجمعة سمحا له بنيل شرف التحضير للثورة    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة "أشبال الثقافة" في طبعتها الثانية    عودة إلى رؤية العلامة للقضية الفلسطينية: 22 دار نشر وطنية في صالون بن باديس للكتاب بقسنطينة    لعقاب خلال تسلّم نسخة من المصحف الصوتي : على إذاعة القرآن الكريم لعب دور ريادي في معركة الوعي    توزيع أكثر من 152 ألف طرد غذائي    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    وفق تقرير لجامعة هارفرد: الجزائري سليم بوقرموح ضمن أهم العلماء المساهمين في الطب    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنغير الذهنيات، ونعمل على أن تصبح الجامعة "الثالثة" مصدر قوة لا عبئا على الدولة
في حوار حصري ل''المساء": الدكتور بوراس يحدد أولوياته في أقل من شهر على تعيينه على رأس الجامعة الثالثة بقسنطينة:
نشر في المساء يوم 29 - 09 - 2016

عرفت جامعة قسنطينة "3" مع الدخول الجامعي الجديد للموسم 2016 /2017، "قائدا" جديدا يعد من بين أقدم الخبرات التي اشتغلت بالجامعة الجزائرية، والتي تسعى جاهدة إلى تطوير هذا الصرح العلمي. قدم مجهودا يشهد له في جامعة أم البواقي التي تحولت إلى قطب وطني وذاع صيتها على الصعيد العالمي، الأستاذ الدكتور أحمد بوراس يقود الجامعة "الثالثة" منذ شهر خلفا للأستاذ الدكتور حسني بوركزازة، القادم من جامعة أم البواقي، يواجه تحديات كبيرة على رأس هذا المرفق العلمي الذي يضم أكثر من 13 معهدا وكلية، يدرس بها حوالي 26 ألف طالب. أكثر من 55 % يقطنون خارج قسنطينة ومنهم 4200 طالب جديد التحقوا بمقاعد الجامعة هذه السنة.
الدكتور بوراس حدد أولوياته في حوار حصري لجريدة "المساء"، تحدث فيه عن العديد من النقاط، وعلى رأسها أولويته التي سطرها لتحسين مردود الكليات التي يسيّرها، منهجية العمل الجديدة، نقل التجارب الناجحة التي حققها بجامعة أم البواقي إلى جامعة قسنطينة "3"، وتطرق إلى علاقة الجامعة بالمحيط الاجتماعي والاقتصادي وضرورة تغيير العديد من الذهنيات قصد إدماج الجامعة بمخابرها وأبحاثها في دفع عجلة التنمية.
إطلاق المحاضرات المرئية وتكوين الأساتذة
اعتبر رئيس جامعة قسنطينة "3"، أنه من أهم الأولويات التي وضعها في برنامج عمله من أجل تطوير هذه الجامعة، والتي وصفها بالفتية، هي نقطة تكوين الأساتذة المكونين. مضيفا أنه خاض هذه التجربة بجامعة أم البواقي. انطلقت العملية ب100 أستاذ خاضوا تكوينا وفق محاور معينة لمدة أسبوع، من طرف كفاءات جزائرية وحتى أجنبية وكانت النتائج جد باهرة. مما جعل الوزارة الوصية تثمن مجهودات القائمين على هذه التجربة وتطلب من كل جامعات الوطن مرافقة الأساتذة الجدد، من خلال الاقتداء بمثل هذه التجربة التي كانت فريدة من نوعها بأم البواقي. وقال الدكتور أحمد بوراس بأنه يريد تجسيد هذه التجربة بجامعة قسنطينة "3" رغم افتقارها للمرافق الضرورية لهذه العملية. مضيفا أن الحلول موجودة وأنه يسعى مع بداية الموسم الدراسي الجامعي الحالي، إلى تجسيد عملية التدريس عن طريق الفيديو المباشر، أو ما يسمى بالمحاضرات عن طريق الفيديو، وكذا تقديم الدروس عن طريق الأنترنت أو الدراسة عن طريق الخط المباشر الذي يربط المدرّس بطلبته في شكل تواصل افتراضي، تحدده شروط استعمال قواعد البيانات الرقمية التي يتطلب استخدمها توفر حساب أو اسم مستخدم وكذا كلمة سر.
50 % من الطلبة في الطب وأكثر
من 700 طالب في الإعلام
تحدث رئيس جامعة قسنطينة "3" عن الدخول الجامعي الجديد، حيث أكد أنه عرف نوعا من التذبذب في البداية، بعدما تزامن الدخول مع عطلة عيد الأضحى. لكن الأمور حسبه، عادت إلى نصابها بالتحاق الطلبة بمقاعد الدراسة وبداية النقل الجامعي مع دخول الخدمات حيز الاستغلال من إقامة وإطعام، وكشف الدكتور أحمد بوراس عن بعض الأرقام التي تخص الصرح العلمي الذي يسيره، حيث أكد أن 50 % من الطلبة الجدد والمقدر عددهم ب4200 طالب جديد وطالبة، تم تسجيلهم بكلية الطب التي حوّلت من حي الصنوبر إلى جامعة قسنطينة "3"، حيث باتت هذه الكلية تضم عددا كبيرا من الطلبة وهي الأولى من حيث عدد المسجلين الجدد على مستوى هذا المرفق الجامعي. أما المرتبة الثانية، حسب نفس المتحدث، فتعود لكلية الإعلام والاتصال، إذ استقبلت هذه السنة الجامعية عددا تراوح بين 700 و800 طالب جديد. مما جعل مشكل التأطير يطرح من جديد بعدما وقفت الجامعة على عجز في هذا المجال. وهو الأمر الذي فكرت فيه رئاسة الجامعة للتصدي لهذا الضغط، وقررت فتح دورة ثانية للتوظيف من أجل استدراك هذا العجز، في ظل توفر الهياكل البيداغوجية بشكل كاف ومريح تم استغلالها بطريقة مدروسة.
بشأن التخصصات الجديدة، قال رئيس جامعة قسنطينة "3"، بأنها اقتصرت على تخصصات داخل الكليات ذاتها، على غرار الماستر في الهندسة المدنية، الإعلام والاتصال وتخصصات على مستوى الليسانس في كلية الفنون والآداب التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، والتي تضم المسرح، السينما والعديد من الفنون الأخرى. مضيفا أنه خلال شهر أكتوبر، سيتم فتح مسابقة التكوين الإقامي في الطب، مع فتح 320 منصب تكوين في مختلف التخصصات، 20 منصبا في طب الأسنان و29 منصبا في الصيدلة.
إنشاء تنسيقية لمؤسسات الجامعة بقسنطينة
كشف الدكتور بوراس عن استحداث تنسيقية خاصة بالمؤسسات الجامعية بعاصمة الشرق خلال الدخول الجامعي للموسم 2016 /2017، حيث أكد المتحدث ل"المساء"، أن التنسيقية التي تم استحداثها خلال هذا الدخول الجامعي ستعمل في إطار التعاون بين المؤسسات الجامعية الثماني الموجودة على مستوى الولاية، على غرار الجامعات الأربع كجامعة قسنطينة 1 "منتوري" وجامعة قسنطينة 2 "عبد الحميد مهري" وكذا جامعة "الأمير عبد القادر" وجامعة "قسنطينة 3"، زيادة على 4 مدارس عليا، كالمدرسة العليا للأساتذة والمدرسة العليا للبيوتكنولوجيا وكذا المدرسة العليا للاقتصاد والمناجمنت. بالإضافة إلى 3 مديريات للخدمات الجامعية. التنسيقية، ستعمل على التكفل بالتأطير من جهة، وتبادل الكفاءات البشرية إذا اقتضى الأمر، أو من ناحية التكفل بانشغالات الطلبة وكذا الأساتذة في مختلف المؤسسات المذكورة. كما أضاف المتحدث أن عمل التنسيقية سيكون تعاونيا بين المؤسسات الجامعية من خلال استغلال بعض الوسائل والتجهيزات العلمية وتقاسمها بين الجامعات لفائدة الطلبة. فأكد الدكتور أحمد بوراس أن التعاون بين هذه المؤسسات في هذا الإطار، من شأنه أن يساهم في تجاوز العقبات ويخلق تعاونا بين الجامعات، وبذلك القضاء على بعض الصعوبات التي كان يعاني منها سابقا رؤساء الجامعات وحتى الطلبة والأساتذة.
ربط الجامعة بمحيطها الخارجي أمر مستعجل ودار للمقاولاتية هذا الموسم
أكد الدكتور أحمد بوراس على أهمية ربط الجامعة بمحيطها الخارجي في سبيل تحسين ما سماه بمصطلح التشغيلية، معتبرا أنه من المنتظر أن يعرف الدخول الجامعي الجديد تعزيزا كبيرا للعلاقة بين الجامعة والمؤسسات الصناعية والاقتصادية، قصد ضمان إدماج أحسن للطلبة في عالم الشغل، خاصة ما تعلق بالقطاعات الهامة. ومن المنتظر أن تتكفل جامعة قسنطينة "3" خلال هذا الموسم الجامعي بإنشاء ما يسمى بدار للمقاولاتية، على غرار التجربة التي تم تطبيقها بجامعة أم البواقي، حيث سيتم مرافقة الطالب الجامعي منذ السنة الأولى من الدراسة من أجل الظفر خلال نهاية مساره الدراسي بمنصب شغل، أو إعطائه فرصة أن يكون عارضا للعمل بدلا من طالب للعمل في ظل تشبع الوظيف العمومي. أشار في نفس السياق، إلى أن عدة جامعات جزائرية باتت اليوم تنتهج ما يسمى بدار المقاولاتية التي أثبتت نجاعتها في الجامعات الأجنبية. هي عبارة عن فضاء داخل الجامعة يضم عدة متدخلين، على غرار أساتذة جامعيين وبعض الشركاء من خارج الجامعة، مثل مديرية التنمية والاستثمار وكذا غرفة التجارة وبعض ممثلي البنوك ووكالة "أنساج" و"أنجيم" وغيرها من المؤسسات الهامة. ينشّط المتدخلون أياما دراسية داخل الجامعة ويقومون بتوزيع مطويات ومنشورات، لتلقين الطلبة خطوات إنجاز مشاريع خاصة بهم وفي تخصصاتهم، هي المرافقة التي قال عنها رئيس الجامعة بأنها توليفة جد هامة وضرورية داخل الجامعة، إذ يقوم الشركاء بتلقين الطالب كيفية إنشاء مؤسسة مصغرة ويتعرف على خطوات إنشائها كالإجراءات البنكية، وكذا قضية الجباية والضرائب، زيادة على خطوات إنشاء السجل التجاري ومعلومات أخرى حول التأمين الاجتماعي والضمان وغيرها.
على الجامعة أن تذهب إلى المؤسسات بقاعدة (مستفيد / مستفيد)
أكد رئيس جامعة قسنطينة "3" أن الخريج الجامعي يعد منتوجا فكريا هاما يجب الترويج له لدى المؤسسات الاقتصادية. ودعا بوراس إلى ضرورة الترويج للطالب الجامعي الذي اعتبره مسؤولية القائمين على المؤسسات الجامعية، من خلال عملية الاندماج وإقناع المؤسسات الاقتصادية بمنتوج كل جامعة. مشيرا إلى أن المبادرة تكون من الجامعة التي لا يجب أن تنتظر المؤسسات الاقتصادية المجيء إليها، بل على الجامعة التحرك من أجل إقناع هذه المؤسسات الاقتصادية بمنتوجها الفكري واعتماد مبدأ خلق الحاجة لدى المستهلك، وكذا الالتزام بقاعدة (مستفيد - مستفيد) مع هذه المؤسسات. الجامعة تقدم خدماتها وفي المقابل تستفيد من خدمات الآخرين، وهي طريقة جد فعالة حسب محدثنا عادت بالفائدة الكبيرة على الجامعات ومراكز البحث بالدول المتقدمة في إطار الفلسفة الجديدة.
كما كشف المتحدث عن أن الجامعة وقصد الترويج لمنتوجها الفكري، باتت اليوم تعمل على إعادة رسكلة بعض إطارات المؤسسات الاقتصادية، من خلال تقديم ورشات تكوينية لهم بالجامعة مقابل أن تكون هذه المؤسسات ميادين لاستقبال طلبة الجامعة لإجراء التربصات التطبيقية والبحوث العلمية، ولما لا في المستقبل توفير فرص عمل للطلبة. وهو ما تم الاتفاق عليه مؤخرا، إذ كشف الدكتور بوراس عن اتفاقية مبدئية بين جامعة قسنطينة "3" ومؤسسة "سوناكوم" لصناعة الجرارت والمحركات المكيانكية بوادي حميميم لفائدة طلبة كلية هندسة الطرائق، حتى يطلع الطلبة على الوسائل الموجودة ويقومون بتربصات بهذه الأخيرة. وأشار في نفس السياق، إلى أن المسؤول الأول على المؤسسة أبدى نيته وموافقته المبدئية، مقابل إعادة رسكلة إطاراته بالجامعة، وهو الشأن بالنسبة لمشاريع تعاون ومؤسسات اقتصادية وخدماتية أخرى مستقبلا، على غرار بعض المؤسسات العامة والخاصة في مجال الصيدلة، بعدما أضحت قسنطينة قطبا صيدلانيا بامتياز.
المخابر التي لا تمول مشاريعها بنسبة 50 ٪ ستزول
اعتبر رئيس جامعة قسنطينة "3"، الدكتور أحمد بوراس، أن الأزمة تلد الهمة، خلال حديثه عن البحث العلمي في الجزائر. وأكد أن مراكز ومخابر البحث العلمي بدأت في التحرك من أجل تمويل أعمالها، وقال بأن المخابر التي لا يمكن لها أن تمول على الأقل 50 ٪ من ميزانيتها، مصيرها الزوال والاضمحلال في ظل السياسة الجديدة التي انتهجتها الوزارة الوصية، بعدما كانت هذه المخابر تعتمد كلية على الدولة وتقدم أبحاثا لا يستفاد منها وتحفظ في الأدراج دون استغلالها.
الباحثون كما قال في مخابر البحث العلمي بالجزائر، فهموا جيدا السياسة والإستراتيجية الجديدة المنتهجة، مما جعلهم يطورون مجالات أبحاثهم في خطوة لكسب المزيد من الثقة في تعاملهم مع المحيط الخارجي، وبالدرجة الأولى المؤسسات الاقتصادية، خاصة في ظل القوانين الجديدة التي جاء بها نظام "الأل.أم.دي"، والتي تسمح للجامعة بتحصيل الأموال مقابل الخدمات أو البحوث التي تقدمها.
90 ٪ من الرياضيين في العالم هم من .. الطلبة
تحدث الدكتور أحمد بوراس عن الجانب الخدماتي للطلبة، حيث أكد أن الجامعة ليست جانبا بيداغوجيا فقط، بل اهتمام بالطالب من الناحية الثقافية والرياضية، وغيرها من النشاطات الأخرى التي يجب توفيرها للطالب الجامعي بهدف استغلالها حتى يكون طالبا متزنا ومتوازنا. وقال بأنه من غير المعقول أن يتواجد أزيد من مليون ونصف مليون طالب بالجامعات الجزائرية دون أن تسجل الجامعة الجزائرية بصمتها على مستوى النخب والمنافسات الوطنية والعالمية. مشيرا إلى أن 90 بالمائة من الرياضيين في الدول المتقدمة من طلبة الجامعات. كما أكد بأن الرياضيين الجامعيين كانوا يشكلون في سنوات السبعينات والثمانينات من العنصر البشري المكون للرياضيين في الأندية الجزائرية.
وأضاف المسؤول الأول عن الجامعة "الثالثة"، أن الصرح الذي يسيره لوحده يتوفر على إمكانات هائلة، على رأسها 19 قاعة رياضية و19 قاعة أخرى خاصة بالنشاطات الرياضية والثقافية. هو عدد لا يتواجد حتى في المدن الأولمبية، كما قال، مضيفا أن هذا العدد يتجاوز عدد المنشآت الرياضية الموجودة حتى بمدن مجاورة لقسنطينة. أكد أن الدولة في هذا المجال لم تدخر جهدا، فقد وفرت إمكانيات كبيرة تحتاج فقط إلى تسيير ذكي من أجل السماح للطلبة بتفجير طاقاتهم الكامنة ومواصلة مسيرتهم الرياضية. ومن ثمة إمداد مختلف الفرق وحتى المنتخبات الوطنية في مختلف التخصصات، بمواهب من شأنها أن ترفع الراية الوطنية في المحافل الدولية وتشرف الوطن.
تحدث الدكتور أحمد بوراس عن التجربة الرائدة في جامعة أم البواقي، من خلال بعث معهد في الرياضة بمقاييس دولية، معتبرا أن الأمر كان تحديا، ونجح القائمون عليه في رفع هذا التحدي وعلى رأسهم المرحوم الدكتور بوطبة مراد، مؤسس هذا المعهد الذي أصبح راقيا جدا في تخصصه، رغم تنبؤ الكثير له بالفشل.
فتح مركز للبريد وآخر للضمان الاجتماعي وبنك قريبا
في إطار تحسين الخدمات والتسيير الذكي والعقلاني للموارد البشرية والمادية، وفي خطة للتقليل من الضغط على حركة النقل من داخل وإلى خارج الجامعة، كشف رئيس الجامعة عن جملة من المشاريع الهامة التي من المنتظر أن تتدعم بها المدينة الجامعية قريبا. من المنتظر وحسب المسؤول الأول عن الصرح الجامعي، أن يتم تجسيد مركز للبريد الذي من شأنه أن يوفر السيولة المالية وبعض الخدمات الأخرى للطلبة والموظفين والأساتذة ويجنبهم عناء التنقل خارج الجامعة. كما سيتم تدعيم جامعة قسنطينة "3" بمركز للضمان الاجتماعي، من شأنه استقبال ملفات المقيمين أو الدارسين بهذا الصرح العلمي، زيادة على مشروع آخر، وهو مشروع فتح بنك، حيث تم اقتراح اختيار البنك حسب عدد الحسابات الجارية لأكبر شريحة منتمية إليه، وتنشط بالجامعة. زيادة على العديد من المشاريع المبرمجة لاحقا، على غرار عدة مرافق ضرورية أخرى، من شأنها تخفيف الضغط على الطالب الجامعي وحتى الأستاذ والعمال الذين يضطرون إلى الانتقال إلى وسط المدينة الجديدة علي منجلي من أجل قضاء حوائجهم.
الدكتور بوراس تحدث عن فتح باب آخر بالجامعة بدلا عن المنفذ الوحيد الذي يعمل في الوقت الحالي. وربما فتح مدخلين آخرين من أجل تخفيف الضغط على البوابة الرئيسة.
رئيس الجامعة "الثالثة" لم يخف النقائص المسجلة في خدمات الإطعام والمقاهي ونوادي الطلبة داخل المدينة الجامعية التي تضم مركزا وناديا واحدا فقط لا يلبي احتياجات كل زوار الجامعة. مضيفا أن قطاع الخدمات الجامعية هو المسؤول عن هذه المرافق وأنه بدخول مرافق الإقامات الجامعية حيز الخدمة، سيقل الضغط ويحل هذا المشكل.
الأمن والنقل يتطلبان حلولا استعجالية
التغطية الأمنية تشكل أولوية أخرى في المدينة الجامعية. وقال عنها بأنها تبقى بعيدة عن المأمول. المتحدث أوعز السبب الرئيسي في هذا المشكل إلى انعدام النقل العمومي من وإلى المدينة الجامعية. مما ساهم بشكل كبير في غزو سيارات "الفرود" للمدينة الجامعية. كما أكد نفس المسؤول أن التجمع الكبير لسائقي سيارات "الفرود" أمام مدخل الجامعة ومنذ الدخول الجامعي، تسبب في ازدحام مروري وفوضى كبيرة، في ظل غياب البدائل، وباتت الظاهرة تعرف تزايدا في عدد سيارات "الفرود" المركونة بالطريق المزدوج المحاذي لمدخل الحرم الجامعي، وما يرافق من مناوشات وشجارات بين أصحاب هذه السيارات والتلفظ بالكلام البذيئ والكلام غير اللائق الذي يسيء للجامعة ويعطي انطباعا سيئا بالنسبة لزوراها. لقد تحول المكان إلى ما يشبه محطة مسافرين غير رسمية، وسط تهافت كبير من الناقلين غير الشرعيين للظفر بالطلبة المغادرين من الجامعة في غياب سيارات الأجرة الرسمية. هذا ما اعتبره رئيس الجامعة خطرا حقيقيا على أمن وسلامة الطالبات اللائي يضطرن إلى استغلال هذه الوسيلة رغم رفض بعض الأولياء.
لحل هذا المشكل، أكد رئيس الجامعة أنه راسل والي قسنطينة الذي استجاب لطلب الجامعة، وأمر مدير النقل بتخصيص خطوط للنقل العمومي تربط بين جامعة قسنطينة "3" ووسط المدينة الجديدة علي منجلي، وحتى فتح خطوط بين جامعة قسنطينة "3" وحي زواغي الذي يضم محطة متعددة الخدمات ل"الترامواي". مضيفا أن دخول مشروع "الترامواي" الذي يربط وسط مدينة قسنطينة بالمدنية الجديدة علي منجلي عبر زواغي سليمان وجامعة قسنطينة "3" خلال الأشهر المقبلة، من شأنه أن يحل هذا المشكل بشكل كبير.
توزيع قرارات الاستفادة من السكن الوظيفي للأساتذة نهاية السنة
كشف رئيس الجامعة عن تاريخ توزيع قرارات الاستفادات المسبقة من السكن الوظيفي الذي خصص للأساتذة الجامعيين بالمدينة الجديدة علي منجلي، والواقع بمحاذاة جامعة قسنطينة "3". العميد أكد أن العملية ستتم قبل نهاية السنة الجارية. وأن لجنة السكن التي يشرف عليها رئيس جامعة قسنطينة "1"، أنهت مؤخرا عملية التحقيق الخاصة بالأساتذة المستفيدين وحددت القائمة النهائية التي سيتم الإعلان عنها في نهاية السنة، والتي ستشمل العمارات العلوية من البرنامج، إذ وصلت الأشغال بها إلى نسبة 95 بالمائة.
رئيس الجامعة أضاف أن برنامج السكن الوظيفي الخاص بالأساتذة الجامعيين، والذي فاق عدد سكناتها ال500 وحدة، واستفادت منه عاصمة الشرق في إطار برنامج "رئيس الجمهورية"، لازال يعرف تأخرا متباينا في نسبة الأشغال بين موقع وآخر بالعديد من الوحدات، مقارنة ببرامج أخرى في ولايات مجاورة، على غرار أم البواقي. كما لا تزال أشغال التهيئة الخارجية في مراحلها الأولى، مشيرا في نفس السياق إلى أن بعض الوحدات تعرف تقدما ملحوظا في وتيرة الإنجاز.
للإشارة، فإن مشروع السكن الوظيفي الخاص بالأساتذة الجامعيين الذي استفادت منه الولاية سنة 2010، وتم توزيعه على 3 برامج، يعرف تأخرا ملحوظا في العديد من المواقع بسبب عدم وفاء بعض المقاولات بالتزاماتها، خاصة بعدما قامت مديرية السكن بتقسيم الحصص على المقاولين، إذ استفادت كل مقاولة من مشروع إنجاز 50 وحدة سكنية، حسبما أكدته مصادر من المديرية.
المجلة التكنولوجية مرجع عالمي بجامعة أم البواقي
اعتبر الدكتور أحمد بوراس أن المجلة التكنولوجية التي تصدر عن جامعة أم البواقي فخر للجامعة الجزائرية، بعدما دخلت الشبكة العالمية في 16 جانفي 2016 وأصبحت مرجعا يطلع عليه العلماء والباحثون من مختلف أنحاء العالم. وأكد محدثنا أن هذه النتيجة جاءت بفضل المجهودات الكبيرة التي قام بها أعضاء طاقم المجلة والتي كان واحدا منهم. مضيفا أن المجلة سعت إلى احترام الشروط العلمية والمقاييس الدولية التي يعمل بها قبل نشر أية وثيقة علمية، وقال بأن القدوة كانت شبكة "طومسن رويترز" العالمية.
حصلت المجلة التي صدرت باللغة الإنجليزية على الثناء من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وحتى تهاني شخصيات علمية بارزة على الصعيد الدولي، طلبت رسميا أن تكون من القراء الأوفياء أو من المقيمين الدوريين لهذا العمل الذي كان أول مجلة جزائرية تنال هذا القدر من الاهتمام والنجاح. وحسب الدكتور أحمد بوراس، فإن هناك استعداد لبعث مجلة أخرى بنفس المقاييس والشروط بجامعة قسنطينة "3".
الترتيب العالمي للجامعات غير منطقي وفيه حسابات ومصالح
قال الدكتور بوراس إنه غير مقتنع بالعديد من التراتيب التي تصدر من وقت لآخر، والتي ترتب تصنيف الجامعات عبر العالم، تصانيف تغيب الجزائر عنها دوما. وأضاف أن هناك حسابات ضيقة ومصالح معينة تسعى إليها المؤسسات التي تعمل على تصنيف هذه الجامعات وعلاقتها ببعض المخابر النافذة، مضيفا أن غياب الجزائر عن هذه التصنيفات يعود أيضا إلى قلة المنشورات العلمية الصادرة عن الجامعات الجزائرية عبر المكتبة الافتراضية بشبكة الأنترنت التي تقيم الأعمال من خلال عدد القراءات. و إن وجدت فتكون باللغة الفرنسية التي تعد أقل درجة في المطالعة مقارنة باللغة الإنجليزية التي أصبحت اللغة العالمية الأولى. الفرنسيون أنفسهم أصبحوا ينشرون مقالاتهم العلمية بالإنجليزية.
الإنجليزية ستكون شرطا للدكتوراه العام المقبل
وجه الأستاذ الدكتور أحمد بوراس نصيحة للباحثين الجزائريين عبر مختلف الجامعات والمعاهد وكذا مراكز البحث، بخوض غمار النشر الإلكتروني لأعمالهم والتدرب أكثر على اللغة الإنجليزية من أجل استعمالها في نشر المقالات، أو على الأقل إعداد ملخص جيد باللغة الإنجليزية في حالة نشر العمل باللغة العربية أو الفرنسية. مضيفا أنه سيعتمد بجامعة قسنطينة "3" خلال الدخول الجامعي المقبل، وفي خطوة لتطوير وتشجيع نشر المقالات العلمية والأبحاث عبر الأنترنت، مادة اللغة الإنجليزية كمقياس أساسي في الترشح لتحضير رسالة الدكتوراه، معتبرا أنه من غير المعقول أن تخرّج الجامعة دكاترة لا يجيدون التعامل باللغة الإنجليزية التي أصبحت أول لغة في مجال العلوم والبحث العلمي.
في الأخير، وجه رئيس جامعة قسنطينة "3" في ختام اللقاء الذي خص به "المساء"، جزيل الشكر للجريدة على اهتمامها بعالم الجامعة وشؤون الطلبة. وعلى الفرصة السانحة التي أتاحتها له لإبراز بعض النقاط وتوضيحات أخرى، وكذا الحديث عن أهم الانشغالات التي دخلت حيز اهتمام رئاسة جامعة قسنطينة "3" في خطوة لتحسين ظروف العمل، ظروف التدريس وأداء الجامعة بشكل عام. واغتنم الدكتور أحمد بوراس الفرصة من أجل تمني دخول جامعي موفق للأساتذة والطلبة. وأن تكلل أعمالهم بالنجاح والتفوق ومساعدته على إتمام مهمته على أحسن وجه، خدمة للجامعة الجزائرية وقطاع التعليم العالي. وطالب رئيس جامعة قسنطينة "3" الطلبة باغتنام فرصة تواجدهم في هذا الفضاء الجامعي وإبراز مهاراتهم ومواهبهم في كل المجالات، وكذا صقل شخصياتهم خلال هذه الفترة المهمة في مشوار كل شاب جامعي، مع الحرص على إعطاء أهمية كبيرة للتكوين والعلم اللذين يعدان حصانة لكل فرد، في ظل المنافسة الشرسة على مستوى سوق العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.