يشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد القادر حجار اليوم، على تنصيب لجنة وطنية لإعادة النظر في خارطة التكوين الذي توفره الجامعات الجزائرية حتى تتماشى واحتياجات القطاعات الاقتصادية، فيما تنطلق عبر كافة جامعات الوطن بعد غد الأربعاء، أبواب مفتوحة لإطلاع المترشحين للبكالوريا على مختلف التخصصات التي تتيحها الجامعة وعلى طريقة التسجيل والتوجيه. عشية تنصيب اللجنة، اعترف المدير العام للتعليم والتكوين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي نور الدين غوالي، بأن التكوينات المتاحة حاليا لا تفي بالغرض، لافتا خلال استضافته أمس في برنامج «ضيف الصباح» للإذاعة الوطنية، إلى أن «55 بالمائة من خريجي الجامعات والمدارس العليا متخصصون في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بينما يشكل خريجو العلوم التقنية 45 بالمائة». ومن أجل خلق توازن ما بين التكوين الذي توفره الجامعة واحتياجات القطاعات الاقتصادية، تعتزم وزارة التعليم العالي التوجه أكثر نحو المؤسسة؛ من خلال إنشاء علاقة وطيدة ومتكاملة بين الجامعة وشريكيها الاجتماعي والاقتصادي، حيث يُرتقب في هذا الإطار إدراج تخصصات جديدة توافق طبيعة المهن التي ظهرت مؤخرا، بالتنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين، والتخلي، في المقابل، عن التخصصات «التي تجاوزها الزمن وأصبح التوجه إليها من قبل الطلبة ضئيلا». وأشار السيد غوالي في سياق متصل، إلى أنه باستثناء إلمامها بنسبة البطالة لدى خريجي الجامعات والمدارس العليا والتي تمثل 17,6 بالمائة، فإن مديرية التعليم والتكوين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لا تملك أرقاما دقيقة عما توفره سوق العمل لخريجي الجامعات أو القطاعات التي تستوعب هذه الشريحة بنسبة كبيرة. وأثار المتحدث، بالمناسبة، إشكالية ارتفاع نسبة إعادة السنة الأولى جامعي بسبب سوء التوجيه، لافتا إلى أن ذلك يكلف الدولة نفقات وأعباء إضافية. وإذ ذكر في هذا الإطار بأن الطالب الجامعي يكلف 12 مليون سنتيم سنويا، اعتبر المسؤول نسبة إعادة السنة الأولى جامعي في الجزائر، أكثر ارتفاعا مقارنة بالدول الأخرى، لا سيما على مستوى المدارس العليا، داعيا إلى إعادة النظر في توجيه الطالب بصفة جذرية. كما كشف غوالي أن مديرية التعليم والتكوين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أجرت عملية سبر آراء لفائدة المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا، أثبتت أن نسبة كبيرة منهم لا يملكون أدنى فكرة عن نظام التعليم العالي أو نظام التوجيه، ولا حتى التكوينات المفتوحة على مستوى التعليم العالي باستثناء التكوينات الكلاسيكية كالطب والصيدلة. ولشرح هذا النظام للطلبة الجدد ستنطلق عبر كافة الجامعات على المستوى الوطني بعد غد الأربعاء، أبواب مفتوحة لفائدة المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا، حيث أوضح السيد غوالي أن هذه التظاهرة تهدف إلى التعريف بنظام التعليم العالي والمدارس العليا وخصوصيتها والجامعات والمراكز الجامعية والمدارس العليا للأساتذة، بالإضافة إلى النظام التوجيهي الذي يحدد المسار المهني لكل طالب. وأشار المتحدث إلى أن التجارب السابقة أثبتت قصر المدة التي تفصل بين الإعلان عن نتائج البكالوريا والتسجيل الجامعي، ما يجعل الناجحين تحت ضغط التوقيت واختيار وجهتهم، مشيرا إلى أن هناك إجراءات جديدة في التسجيلات الجامعية للطلبة الجدد وفي التسجيل للخدمات الجامعية؛ سواء تعلق الأمر بالمنحة الجامعية أو النقل، سيتم الإعلان عنها خلال الأبواب المفتوحة.
