قال الفنان لطفى عطار من فرقة راينا راي ل«المساء"، إن استمرارية الفرقة منذ نشأتها في الثمانينات من القرن الماضي، يعود إلى عملها الجاد ورسالتها النابعة من الهوية الجزائرية، مشيرا على هامش الحفل الذي أحيته راينا راي، أول أمس بأوبرا بوعلام بسايح، أن احترام الجمهور واجب على الفنان، إضافة إلى ضرورة تقديم فن محلي وهادف، بعيدا عن التشبه بالغير. كما عبرّ الفنان لطفي عطار عبر منبر (المساء)، عن سعادته بإحيائه لأول مرة لحفل في قاعة الأوبرا، التي اعتبرها فضاء جد مناسب لتعبير الفنان عن إبداعه، مضيفا أن قاعة زينيت لقسنطينة، رائعة أيضا، ليعود ويؤكد خلود الفنان من خلال طبيعة الرسالة التي يقدمها لجمهوره وكذا مصدر إلهامه الذي من الضروري أن يكون محليا خالصا. وأمام جمهور غفير، قدمت فرقة راينا راي أجمل أغانيها، مثل "ماعندي زهر"، "لالة فطيمة"، "قوماري"، "سلام عليكم"، "هكذا"، "مامامي"، "خالتي فطيمة"، لتختتم وصلتها الغنائية بالأغنية الشهيرة: "يا الزينة سربي لاتاي". ورقص الجمهور بمختلف أعماره على أنغام هذه الأغاني حتى أن البعض منهم التقط صور سيلفي مع أحد أعضاء الفرقة، المطرب قادة قباش الذي غنى براعة وضرب الدف باحترافية، أما البعض الآخر فقام بتصوير عبر شاشات كاميرا الهاتف، للطفي عطار وهو يعزف بكل براعة على قيتارته. وكما عودتنا، قدمت فرقة راينا راي حفلا بكل حماس وببصمتها الفريدة من نوعها، لتؤكد استمراريتها رغم الصعاب، وهذا منذ أزيد من ثلاثين سنة، بل أن عمرها يقارب الأربعين، خاصة بعد رحيل أحد مؤسسيها، جيلالي عمارنة، وفي هذا قال لطفي ل(المساء)، إن الفرقة تقدم فنا متأصلا ويستند على جوهر محلي، مناهضا الفرق التي تهتم بالفن الآتي من بقاع أخرى أو تلك التي ينصب اهتمامها على إحياء حفلات وكفى. بالمقابل، نشط الجزء الأول من الحفل، الفنان الشاب أمين شيبان رفقة فرقته الموسيقية، وفي هذا كشف ل(المساء)، قبل صعوده على منصة قاعة الأوبرا، عن طرحه في القريب العاجل لألبومه (ميوزيك هول) وهذا بعد أن ينزل إلى الأسواق، أغنيته (مدموازال)، كما تحدث عن أسلوبه الغنائي المتمثل في موسيقى مختلطة تضم الجاز والماتوش والشعبي وغيرها، ليؤكد أنه يقدم موسيقى شعبية عصرية، معتمدا في ذلك على كلمات متداولة يوميا وتمس مواضيع متعلقة بالمجتمع. وقدم أمين عدة أغاني جديدة من ألبومه الأخير، من بينها أغنية كرّم فيها فناني (ميوزيك أول) الجزائريين وفي مقدمته محمد الكمال، إضافة إلى روشيد ورشيد قسنطيني ومحمد توري وسلوى، وهذا بإعادة أغنية (زفزافي)، حتى أنه أطلق على ألبومه، اسم ميزيوك هول، نسبة لهذا النوع من العرض الفني، ويقصد ب(هول)، الفرح الذي يصاحبه الضجيج. كما قدم أيضا أغاني أخرى، قال في بعضها "بين الواقع والخيال، كاين الجمال والإبداع" وأيضا "ريحو ياسمين ومسك الليل" ، كما غنى للعشاق من الفقراء وكذا عن منطقة القبائل. وغنى أمين باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية، معربا في ذلك على ثقافته المتنوعة والثرية، وأمين هو كاتب كلمات ومطرب، انطلق في أداء أغاني الراب وعمره لا يتجاوز 15 سنة، التحق بفرقة (ديوان دزاير)، كما كان مسؤول عن فرقة (ماتوش) التي أسسها بالمغرب، ليعود إلى الجزائر ويؤسس فرقته الموسيقية.