* email * facebook * twitter * linkedin تقترح الكاتبة هاجر بالي في روايتها الأولى "Ecorces" (لحاء)، ملحمة عائلية تمتزج فيها حكايات حميمية لنساء جريئات، وحكايات عشق ممنوع، ومسارات رجال يعانون من تسلط أمهات متوارث، وتروي هذه الرواية الصادرة عن منشورات "البرزخ" في 276 صفحة، حيوات مترابطة على مدى أربعة أجيال تعيش في اختلاط لا يطاق، وتدور تلك الأحداث على خلفية محطات من تاريخ الجزائر. من بين شخوص الرواية الطالب المتفوق في الرياضيات "نور" (23 سنة)، الذي يعيش في شقة صغيرة جدا مع والدته مريم وجدته فاطمة وجدة والده باية. في هذا "الفضاء النسوي"، توجد الجدة باية التي تبلغ من العمر 95 سنة، وهي "امرأة شجاعة تحدت الممنوعات وعادات زمنها" من أجل التحرر، وفي سبيل راحة ابنها الوحيد. وقد نقلت العجوز ذاكرة العائلة لحفيدها الذي يحاول التفتح على العالم وعلى الحياة والحب". أصرت باية -حين كانت أما شابة تخلى عنها زوجها- أن تقوم على تربية ابنها هارون بمفردها، فرحلت من قسنطينة إلى سطيف، واشتغلت لدى أسرة معمرة، وبقيت تعمل إلى تاريخ وقوع مجازر 8 ماي 1945. تهرب باية في تلك الظروف المأساوية إلى مكان آخر، حيث تعثر على عمل في إحدى ورش تصبير سمك السردين، وتتمادى في هروبها إلى حد تسجيل ابنها في المدرسة باسم "فانسون" لحمايته. في سن العشرين، التحق هارون بصفوف المجاهدين مع بداية الحرب التحريرية بغير علم والدته، لكنه أوقف من قبل قوات الاستعمار، لتورطه في اغتيال رئيس بلدية. كانت باية في تلك الفترة، قد اختارت زوجة لابنها، وأيضا المهنة التي سيمتهنها لاحقا، وهي النجارة، كما منعته من الحديث في حضرة الآخرين لتوهمهم بأنه فقد لسانه أثناء تعذيبه من قبل قوات الاحتلال. بعد 20 سنة، يحاول كمال ابن هارون وحفيد باية - الذي قررت جدته أن يعمل أيضا في النجارة - التحرر والخروج من الطوق العائلي، ليعيش شهرين من الحب الممنوع والمستحيل في نظر أمهاته. لكن باية بسيطرتها المحكمة على محيطها، أجبرت الرجال على الاذعان، حيث انعزل هارون وابنه كمال في ورشة النجارة، ليصبحا شبحين ليس بمقدرتهما اتخاذ أي قرار يتعلق بمصيرهما، وبعد أن منع كمال من طرف أمهاته من الزواج من الفتاة التي كان يحبها، والتي كانت حاملا بابنه، تمكن في النهاية من تكوين أسرة وسعد بقدوم مولوده "نور"، لكن الفرحة لم تدم طويلا بعد اكتشاف الشرطة سلاحا أخفاه من كان يعتقد أنهم أصدقاء. بدأ نور الذي تربى وسط هذا المحيط الخانق، بتفكيك خيوط هذه الملحمة التي تحمل الكثير من الأمور المسكوت عنها، والتي تفجرت عندما قرر التخلص من قبضة هذه العائلة التي صنعت فشل أبائه. رويت هذه الملحمة الغريبة بقفزات خطيرة على الزمن، حيث شابها الكثير من الاختلاط بين الشخصيات، لكن مع تطور الأحداث سرديا، بدأت علاقات القرابة بين الشخوص تصبح أكثر وضوحا. للإشارة، سبق لهاجر بالي أن نشرت مجموعة من الأعمال المسرحية "حلم وتحليق طائر" (2009)، اقتبست بعض النصوص للمسرح في الجزائر وبالخارج، وفي 2014 أصدرت مجموعة قصصية بعنوان "فات الأوان".