❊ إجراءات استباقية بأمر من الرئيس تبون.. و"الجيش الأبيض بالمرصاد" للوباء ❊مراجعة المنظومة الصحية.. وتدابير حازمة لتفادي الأسوأ تميّزت مواجهة جائحة فيروس كورونا عبر العالم بحزمة إجراءات متباينة، في وقت استبقت الجزائر الأزمة على نقيض تأخر عدة دول أخرى في التعامل مع الوباء الأخطر منذ عدة سنوات، وتسجيل أرقام مهولة للاصابات والوفيات في أكثر الدول تقدما في العالم. وتبنّت السلطات العمومية استراتيجية وقائية لكبح تفشي فيروس كورونا، وهو ما أثبت فعاليته رغم بروز نقائص حالت دون تطبيق الإجراءات الاحترازية بالكامل. ومنذ 24 جانفي 2020، بادرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بتوجيه تعليمات للسلك الطبي لمواجهة أي طارئ، مع تفعيل منظومة الرصد والإنذار للتصدي لأي طارئ خاص بالأوبئة ذات الانتشار الواسع. وجرى في 27 جانفي 2020، تركيب كاميرات حرارية للمراقبة على مستوى مطارات هواري بومدين (الجزائر) ومحمد بوضياف (قسنطينة) وأحمد بن بلة (وهران)، كما أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في الثاني فيفري 2020، بإجلاء 31 جزائريًا رفقة 17 رعايا تونسيين وليبيين وموريتانيين، من مدينة ووهان الصينية قبل فرض حجر صحي صارم بعد ظهور الحالة الأولى بالجزائر لرعية ايطالية بحاسي مسعود بتاريخ 25 فيفري 2020، وعقب ذلك كان تاريخ الثاني من شهر مارس عنوانا لحالتين سجلتا بالبليدة لامرأة وابنتها، وانطلاقا من هذا التاريخ بدأت الإصابات بالفيروس بمدينة الورود تزداد يوما بعد يوم إلى غاية تفاقمها وانتشارها بعديد ولايات الوطن. وأمر الرئيس تبون، باعتماد إجراءات وُصفت بالاستباقية لمنع تفشي الوباء من خلال خاصة تفعيل نظام الرصد والمراقبة الخاصة بتفشي الأوبئة، ومرافقته بنظام صحي وقائي لحماية المجتمع والاستعداد للتدخل السريع عند الحاجة. ونظرًا للوضعية الوبائية أمر رئيس الجمهورية، في 12 مارس 2020 باتخاذ إجراءات استعجالية احترازية سبقت بها الجزائر حتى الدول المتقدمة نفسها، حيث تمّ غلق المدارس والجامعات ورياض الأطفال ومؤسسات التعليم والتكوين المهنيين وقاعات الرياضة والحفلات وتعليق النقل بجميع وسائله البرية والجوية والبحرية، وكأولوية جرى تنفيذ بروتوكول علاجي وتنظيم سلسلة العلاج وتوفير وسائل الكشف عن الفيروس، إلى جانب نظام مراقبة فعّال وإصدار أزيد من 60 أمرية وتعليمة لمهنيي الصحة. وشكّلت أزمة كورونا فرصة ل"مراجعة المنظومة الصحية من الأساس وفي أدق تفاصيلها من خلال بناء منظومة عصرية تريح المواطن وتضمن له العلاج اللائق"، على حد تأكيد الرئيس تبون. وفي 30 جانفي المنصرم، انطلقت من البليدة ذاتها أول خطوة في تلقيح المواطنين ضد فيروس كوفيد-19 لتتواصل الحملة بشكل تدريجي وتشمل جميع أنحاء البلاد حسب ما أكده وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، بعد أن تم استلام 500 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك 5" من روسيا، لتليها عمليات أخرى لاستلام جرعات اضافية من اللقاحات كان آخرها المائتي ألف جرعة من لقاح "سينوفارم" التي منحتها جمهورية الصين الشعبية للجزائر وتم استلامها هذا الأربعاء. وبالنسبة للوضعية الوبائية ظلّت الأخيرة تتأرجح بين مائة وما يربو عن الألف إصابة عند أوجّ الموجة الثانية للوباء، قبل أن تستقرّ في شهر ديسمبر عند أقلّ من 500 حالة يوميًا بعد إعادة فرض إجراءات وتدابير مشدّدة لتستقر حالات الإصابة بالفيروس من جديد بمعدل أقل من 180 إصابة و5 وفيات يوميا، وتصبح في المدة الأخير تدور في فلك الثلاث والأربع وفيات يوميا، لتدخل البلاد مرحلة التلقيح باعتماد عدة لقاحات والعودة تدريجيا إلى الحياة العادية. وبلغ مجموع الحالات المؤكدة في الجزائر إلى غاية الأربعاء 24 فيفري 2021، 112.461 إصابة بينها 2970 وفيات بينما شفي 77.537 شخصً.