وجهت مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية نشريات خاصة لكل الهيئات المختصة والسلطات المحلية لعدة ولايات لإعلامهم بالاضطرابات الجوية التي ستشهدها الجزائر خلال هذا الأسبوع والتي ستكون مصحوبة بأمطار غزيرة وتساقط الثلوج عبر المرتفعات الشرقية التي يزيد علوها عن 900 متر، وهو ما يستوجب تجنيد كل الإمكانيات، خاصة مع العودة الاستثنائية للثلوج التي سجل أول تساقط لها أمس، على مرتفعات ولاية سطيف ويتوقع أن يصل سمكها إلى 20 سنتيمترًا الأيام القادمة، في حين سيمس الاضطراب عدة ولايات من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. توقعت مصالح الأرصاد الجوية عودة الاضطرابات الجوية إلى معظم مناطق الوطن بعد أن مست نهاية الأسبوع الفارط العديد المناطق الصحراوية قبل أن يسجل تساقط كميات معتبرة من الأمطار ليلة أول أمس بالمناطق الوسطى، وهو الاضطراب الذي سيستمر إلى غاية نهاية الأسبوع حسب المصادر نفسها. وتشير النشريات الخاصة إلى أن هذا الاضطراب "الاستثنائي" الذي يعود ليسود معظم ولايات الوطن بعد أسبوع من الاستقرار إلى منخفض جوي يسود جزر الكناري والذي يلتقي مع ضغط جوي مرتفع قادم من أقصى الصحراء وشمال النيجر يمتد إلى غاية الجزائر، وهو ما سيؤدي إلى تسرب كتلة هواء بارد متبوعة برطوبة عالية من الجنوب إلى الشمال ستتسبب في تساقط أمطار غزيرة بالجنوب على غرار ولايات تندوف والبيض وبشار، بالإضافة إلى توقع تساقط كميات مماثلة بالولايات الداخلية الغربية تمتد تدريجيا إلى المدن الوسطى بالإضافة إلى الثلوج وانخفاض محسوس في درجات الحرارة قد تصل إلى 9 درجات بالمناطق الداخلية ولا تزيد عن 15 درجة بالمناطق الساحلية. وبخصوص الولايات المعنية بالاضطراب الجوي أشارت النشريات إلى توقع تساقط كميات معتبرة من الأمطار بعدة ولايات شرقية على غرار بجاية، جيجل، سكيكدة، عنابة، الطارف وقالمة حيث يرتقب أن تتجاوز نسبة الأمطار المتساقطة محليا ال 40 ميليمترًا خلال هذه الفترة، مع توقع تساقط الثلوج عبر المرتفعات التي يزيد علوها عن 900 متر بكل من ولايات باتنة، خنشلة، تبسة وأم البواقي وسيبلغ سمكها حسب التوقعات ال 20 سنتيمترًا، في حين سجل صباح أمس تساقط أولي لكميات الثلوج على مدينة سطيف التي عادت لتلبس حلتها البيضاء التي تعود عليها السكان في كل فصل شتاء، وهو ما وصف "بالحالة الاستثنائية" على حد تعبير السطايفين الذين راقبوا عن كثب عملية تساقط الثلوج، وهي نفس الوضعية التي سجلت بولاية الجلفة التي لم يشهد سكانها تساقط الثلوج في مثل هذا الشهر. من جهتها، ستعرف الولايات الوسطي تساقط كميات معتبرة من الأمطار خلال الأسبوع الجاري حيث يرتقب حسب مصالح الأرصاد الجوية تحسن الجو يوم الثلاثاء القادم على أن تعود الأمطار يوم الأربعاء وهو الأمر الذي يستوجب على السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية التجند للتدخل في حالة حدوث فيضانات أوانقطاع الطرق المرتقبة على خلفية الاضطرابات الجوية. من جهتهم، استبشر الفلاحون بهذه الأمطار التي تأتي لتدعيم عمليات سقي المنتوج الموسمي في الوقت الذي دخل البعض منهم في سباق مع الزمن لجني المحصول خاصة البطاطا حيث ستعيق الأمطار العملية، أما مصالح الري فتتوقع أن يرتفع منسوب السدود إلى أكثر من 70 بالمائة وهو ما يسمح بتخصيص كميات إضافية للاحتياط للسنوات القادمة.
