انتقد عدة أعضاء في مجلس الأمن الدولي قرار هذا الأخير حول تمديد عهدة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" عاما إضافيا، من دون الأخذ بعين الاعتبار الحقائق الجديدة التي فرضها خرق المحتل المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار الساري العمل به منذ 1991. فبموجب لائحة "غير متوازنة" قدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وطغت عليها اللمسة الفرنسية، مدّد مجلس الامن الدولي الغموض حول النزاع في الصحراء الغربية وقوض بذلك مسبقا جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي المعين حديثا، ستافان دي مسيتورا. ويدعو النص، الذي تم اعتماده بعد تصويت 13 عضوا وامتناع عضوين وهما روسيا وتونس، وانتقدته عديد الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إلى إعادة بعث المسار الأممي الذي توقف شهر ماي 2019 بالتزامن مع استقالة المبعوث الأممي السابق هورست كوهلر. ولم يتم تجديد عهدة بعثة "مينورسو" بالتوافق داخل مجلس الأمن منذ سنة 2017، حيث أثار مرة أخرى انتقادات موضوعية لعديد أعضاء الهيئة الأممية. واستنكرت روسيا بشدة عدم أخذ مساهمات بعثتها لدى الأممالمتحدة بعين الاعتبار، حيث عبر نائب سفيرها بالأممالمتحدة، ديمتري بوليانسكي، عن أسفه كون "المشاورات حول المشروع لم تأخذ بعين الاعتبار تعليقاتنا المعقولة لحلولنا التوافقية". كما لم يتم أخذ عديد الاقتراحات البنّاءة لأعضاء آخرين لمجلس الامن بعين الاعتبار". كما انتقد الدبلوماسي الروسي العمل الذي تقوم به الولاياتالمتحدة بخصوص هذا الملف، رافضا كل المحاولات التي تهدف إلى طمس معايير تسوية هذا النزاع الذي يعود لأكثر من اربعة عقود. واستنكر الصياغة الجديدة التي تم إدراجها في السنوات الأخيرة في اللوائح التي تتعلق بتمديد ولاية "مينورسو"، مشيرا إلى المراجع المدرجة في هذه النصوص بخصوص أهمية التقيد ب«مقاربة واقعية" أو "الحلول التوافقية". وتؤدي المصطلحات المستعملة، حسب الوفد الروسي، على غرار "خطوات واقعية" و"حلول توافقية" إلى إطالة الغموض وتقويض أعمال مجلس الأمن، كما تؤثر سلبا على آفاق الحوار المباشر بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو المغرب. وبالنسبة لموسكو، فإن النص المعتمد لن يساهم في جهود المبعوث الخاص من أجل إعادة بعث المفاوضات المباشرة. من جهتها أعربت، كل من فيتناموالمكسيكوالصين التي ورغم تصويتها على النص، عن انشغالات تكاد تكون مماثلة، حيث تأسفت من أن النص لم يكن "متوازنا" ولا يعكس تماما الوضعية في الواقع. وبينما ذكرت دولة فيتنام بموقفها المبدئي المساند لتسوية النزاع من خلال مفاوضات سلمية بين طرفي النزاع، طالبت الصين ب«المزيد من المشاورات" في المستقبل حول تمديد العهدة. في حين ندّدت المكسيك "بنقص الانفتاح أثناء التفاوض من أجل إدراج مقترحات مهمة في اللائحة لقيت دعما من العديد من الوفود". كما أشارت إلى الطلبات التي تهدف إلى الحصول على معلومات متواترة أكثر "بالنظر إلى التدهور الملحوظ للوضعية سواء فيما يخص وقف إطلاق النار أو تدهور وضعية حقوق الإنسان". ودعا ممثل كينيا لدى الأممالمتحدة إلى الأخذ بعين الاعتبار مواقف الاتحاد الافريقي، مبرزا الدعوة التي أطلقها مجلس السلم والأمن الإفريقي في 9 مارس الماضي. وأضاف السفير الكيني، أنه إذا كان نجاح المبعوث الخاص يتوقف على الدعم الذي سيقدمه له مجلس الأمن، فعلى السيد دي ميستورا أن يعمل أيضا مع الاتحاد الإفريقي. ورافع من أجل صيغة تبرز أكثر حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية واحترام حقوق الإنسان بالرجوع إلى الصيغة الأصلية للوائح المتعلقة بالإقليم المحتل التي تشير إلى حق تقرير المصير وتنظيم استفتاء. كما أكد أن كينيا تقدّم دعمها لتقرير مصير الشعوب. وأمام غياب إجماع المجلس حول هذا النص، اكتفى الوفد الأمريكي بدعوة أعضائه لمناقشة الوسائل الكفيلة لدعم ستافان دي ميستورا.