تضرب المطربة الجزائرية بهيجة رحال، يوم الجمعة 20 ماي، موعدا مع جمهورها من الجالية الجزائرية في فرنسا وأوروبا عموما، لحضور حفلها الفني الأندلسي، بمقر المركز الثقافي الجزائريبباريس، والاستمتاع لفنانة كرّست نفسها للحفاظ على الموسيقى الأندلسية الجزائرية، التي تُعد تراثا عالميا بديعا. بدأت بهيجة رحال تدريبها الموسيقي في معهد الأبيار الموسيقي في الجزائر العاصمة، في عام 1974. وهناك ظهرت موهبتها، وتعرفت على كبار الموسيقى الجزائرية الأندلسية، على غرار عبد الرزاق فخارجي، ومحمد الخزناجي، وزبير كاكاشي. وفي عام 1982 انضمت لجمعية "الفخارجية" الشهيرة. وأثناءها، وفي شهر أفريل من العام نفسه، خطت خطواتها الأولى على خشبة المسرح في الجزائر العاصمة، حيث تميزت بأداء منفرد طويل لنوبة في طبع حسين. وفي عام 1983 اختارها الأستاذ الراحل عبد الرزاق فخارجي، لترجمة نوبة على طريقة رصد الديل بقيادة الشيخ حميدو جعيدر. وشاركت الفنانة بعد ذلك، في تأسيس جمعية "السندسية" الموسيقية في عام 1986. وقامت بإنتاج أربعة تسجيلات من أصل خمسة في إصدارات عن الجمعية. وفي عام 1992، انتقلت إلى باريس، وهناك قامت بتجسيد مشاريعها الموسيقية بأول تسجيل في طبع الزيدان عام 1995. ومنذ عام 2000 عملت أكثر في الجزائر، وقدمت، لأول مرة، باسمها وليس تحت اسم جمعية. ووجدت سياقا أكثر ملاءمة في بلدها مع تواجد مجموعة أكبر من الموسيقيين والآلات التقليدية، وكذلك التشجيع الاستثنائي للجمهور، ما جعلها تستثمر عملها أكثر، حيث أدركت، في غضون عشر سنوات، القوة المتمثلة في وضع اثنتي عشر نوبة لمدرسة الجزائر العاصمة في علبة أسطوانات، حفاظا على هذا الموروث الموسيقي العريق. وبفضل موهبتها ونهلها من التعليم النظري القوي، تألقت بهيجة رحال في أداء الموسيقى الأندلسية. هذا الأسلوب الموسيقي الكلاسيكي الذي لا يستحق سوى أصالة ونقاء عزفه، يعزف بالضرورة على الآلات التقليدية، مثل الطار والدربوكة والعود والكمان والكويترة، وتنفيذها يفرض الاحترام التام لقواعدها وانسجامها وإيقاعاتها وخط لحنها، ويتطلب أداؤه الدفء والروح والشعور. والحفلات التي تقدمها بهيجة رحال تنضح بأجواء عاطفية أسعدت الجمهور في كل من مظاهره في أوروبا وحول العالم، لأكثر من عشرين عاما. وبهدف الحفاظ على هذا التراث الكلاسيكي، كانت تقدم دروسا في الموسيقى والغناء في باريس موجهة للأطفال. وفي عام 2006، حصلت على جائزة "محفوظ بوسبسي" لعملها في البحث والحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي. وفي عام 2008، أنشأت جمعيتها "إيقاع نغم" في باريس، حيث تقدم دروسا في الغناء والعزف على الآلات الموسيقية للكبار والهواة والمحترفين. وفي عام 2018 خصص الكاتب كمال بوشامة كتابا بعنوان "بهيجة رحال.. عن سعادة الذخيرة الأندلسية". وفي 2019 هنّأها الديوان الوطني لحقوق النشر والحقوق المجاورة من خلال إصدار مجموعة من الأسطوانات.