يرتقب أن تعقد وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والديوان الوطني للحج والعمرة لقاء تنسيقيا لبحث تأثيرات وباء أنفلونزا الخنازير على أداء مناسك الحج، وضبط برنامج العمل الخاص بتطبيق قرار مجلس وزراء الصحة العرب القاضي بمنع كبار السن البالغين أكثر من 65 عاما والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما، وكذا الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة من أداء الحج هذه السنة. وكان من المقرر حسب مصادر مطلعة أن يعقد هذا الاجتماع يوم أمس برئاسة كل من وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات والمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة الحاج بربارة غير أن اللقاء تأجل إلى موعد لاحق. ويعقب هذا الاجتماع التنسيقي الذي سيعيد ضبط قائمة الحجاج الجزائريين لهذه السنة، إعلان وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله امتثال الجزائر لقرار وزراء الصحة العرب بمنع بعض الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض مثل كبار السن فوق 65 عاما، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما، والحوامل، والمرضى بأمراض مزمنة كأمراض القلب والكلى والكبد، من أداء مناسك الحج هذه السنة. وأوضح السيد غلام الله أن شطب هذه الفئات من قائمة الحجاج الجزائريين لهذا الموسم لن يؤدي إلى تقليص عدد الحجاج الجزائريين، حيث ستحتفظ الجزائر بنفس حصتها من الحجاج لهذا العام والبالغة 36 ألف حاج. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن تطبيق قرار وزراء الصحة العرب المرتقب أن تصادق عليه أيضا منظمة المؤتمر الإسلامي ومختلف الدول العربية والإسلامية، سيؤدي إلى شطب أكثر من 20 ألف شخص من قائمة الحجاج الجزائريين لهذا العام، على اعتبار أن نسبة كبيرة من الحجاج الجزائريين تمثل الفئة العمرية التي تفوق ال65 عاما. وذكر الحاج بربارة المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة في تعقيبه عن قرار مجلس وزراء الصحة العرب، بأن الجزائر كانت السباقة في قضية التعامل بحذر مع المصابين بالأمراض المزمنة، وذلك من خلال تشكيل لجان ولائية تضم أطباء يسهرون على المتابعة الصحية للأشخاص الراغبين في أداء مناسك الحج. وبالفعل فقد فضلت الجزائر التركيز على الجانب الصحي للحجاج والتعامل بحذر مع الوضع الصحي لكل حاج، على الإذعان لمقترح إلغاء موسمي الحج والعمرة بدافع تنامي المخاوف من الانتشار المذهل لوباء "اش1 إن1"، وفي هذا الإطار كشف وزير الشؤون الدينية في حديثه للإذاعة نهاية الأسبوع أن وزارة الصحة وبالتنسيق مع دائرته الوزارية ستشرع في تلقيح الحجاج ضد الزكام العادي قصد تقوية جهاز مناعتهم من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، في انتظار تزويد الجزائر باللقاح الخاص بهذا الوباء والمتوقع توفيره في أكتوبر المقبل. كما أعلن السيد غلام الله عن تدابير وقائية تم اتخاذها في آخر اجتماع وزاري عقد تحضيرا لموسم الحج المقبل، ومن بينها مضاعفة عدد الأطباء المرافقين للحجاج الجزائريين في إطار البعثة الرسمية، بالإضافة إلى تزويد بعثة الحج بالكميات اللازمة من الأدوية الخاصة بهذا الوباء وعتاد طبي وتجهيزات من شأنها أن تضمن تفادي قدر الإمكان إصابة الحجاج الجزائريين بالمرض. وفي سياق متصل أعلن المستشار الإعلامي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سليم بلقسام أن الجزائر شرعت في وضع شبكة للمراقبة الوبائية داخل الوطن للتأكد من عدم وجود أية بؤرة لمرض أنفلونزا الخنازير والتعرف على نوعية الفيروس خاصة في فصل الصيف، مشيرا إلى أن هذه الشبكة تشمل تنصيب أجهزة للمراقبة الحرارية عبر مختلف الموانئ والمطارات الدولية، يصل عددها إلى 60 جهازا لمراقبة كل المعابر الحدودية سواء كانت جوية أو بحرية أو برية. كما ذكر المتحدث بأن الحكومة وفرت كل الموارد المالية والتنظيمية، وكذا وسائل العلاج والوقاية للتصدي لأي طارئ، شملت بالأساس 500 مليون قناع للوقاية وذلك لتغطية كل مناطق الوطن. وفيما يخص الحالة الوبائية في الجزائر أكد بلقسام أنها لا تدعو للقلق إذ لم يتم تسجيل منذ 20 جوان الماضي، سوى 14 حالة إصابة على أشخاص قدموا من الخارج. وكانت الجزائر قد أحصت 9 حالات إصابة بالوباء منذ 20 جوان الفارط على مستوى ولايات مختلفة عبر الوطن تم التكفل بها في أحسن الظروف وتأكد شفاؤها كلها من المرض. أما فيما يتعلق بالحالات الخمس الجديدة التي تم تأكيدها نهاية الأسبوع المنصرم فقد أوضحت وزارة الصحة أن هؤلاء الأشخاص يوجدون في مصالح استشفائية بوهران، ويتعلق الأمر برجل عمره 27 سنة قادم من إسبانيا، بالإضافة إلى رضيعة عمرها 17 شهرا من قسنطينة قادمة من ميلوز بفرنسا، ومن تيارت رجل عمره 38 سنة قادم من المملكة العربية السعودية، وبتيسمسلت طفلة عمرها 12 سنة قادمة من لندن ببريطانيا العظمى، كما تم تسجيل الحالة الخامسة بالأغواط وتخص مواطن إيطالي عمره 37 سنة قادم من باريس ويعمل بحاسي الرمل. وأكدت الوزارة أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الطبية والصحية المنصوص عليها في المخطط الوطني لمواجهة أنفلونزا الخنازير، مذكرة بالإرشادات الصحية وقواعد النظافة المتضمنة غسل الأيدي عدة مرات وبانتظام بالصابون السائل خصوصا عند العودة إلى المنزل وقبل الغداء واستعمال منديل الورق الصحي عند العطس والسعال. وتعتزم السلطات الصحية استيراد 65 مليون من اللقاحات المضادة لوباء أنفلونزا الخنازير، كما أكدت توفر الأدوية المكافحة لهذا الوباء الخطير والممنوحة للمصابين بالمجان. وبهدف إعلام المواطنين بآخر التطورات جددت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيانها الالتزام بالإعلان عن كل تطور للحالة الوبائية، كما ذكرت أنها تضع تحت تصرف المواطنين خط هاتف مجاني 3030 لكل استفسار. على صعيد آخر أكد الناطق باسم المنظمة العالمية للصحة سرعة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في العالم بعد أربعة أشهر فقط من ظهوره بالمكسيك، وأشار إلى أن هذا الفيروس طال 160 دولة من أصل 190 دولة عضوة في المنظمة مع وصول عدد الوفيات إلى 800 وفاة، متوقعا انتشارا للوباء بنسبة 100 بالمائة في المستقبل القريب.
