بحث المدير العام للأمن الوطني، علي بداوي، أول أمس، مع نظيره الإيطالي، فيتوريو بيساني، الذي يزور الجزائر على رأس وفد رفيع المستوى، سبل تعزيز التعاون والتنسيق الأمني وتبادل الخبرات في مجال التكوين والتدريب. تندرج زيارة المدير العام للشرطة الإيطالية، إلى الجزائر في إطار الاتفاق الأمني بين البلدين الذي كان قد تم التوقيع عليه من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ونظيره الإيطالي شهر فيفري 2024، بهدف تكييف التنسيق والتعاون المشترك مع التحديات الأمنية. وقد سمح هذا اللقاء الذي جرى بمقر المديرية العامة للأمن الوطني، بإجراء محادثات بين الجانبين "تمحورت حول دراسة الآليات العملياتية لتعزيز التعاون والتنسيق الأمني في مجال محاربة كل أشكال الإجرام، خاصة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذا تبادل التجارب والخبرات في مجال التكوين والتدريب". وفي كلمة له بالمناسبة أوضح بداوي، أن هذا اللقاء يعد "فرصة مواتية للعمل سويا من أجل الارتقاء بالتعاون والتنسيق الشرطي المشترك إلى أرقى المستويات بما يعود بالفائدة على الطرفين"، مؤكدا أن مواجهة مختلف التهديدات الأمنية لا سيما ما يرتبط منها بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية كالاتجار غير المشروع بالأسلحة والذخائر والمخدرات وكذا الجرائم السيبرانية والاقتصادية، فضلا عن المتاجرة بالبشر والأعضاء البشرية والهجرة غير النظامية ينبغي أن تعرف "مزيدا من التنسيق والتعاون بين أجهزة إنفاذ القانون في البلدين". ولفت المتحدث، إلى أن التنسيق والتعاون يتحقق من خلال "تبادل فعّال للمعلومات العملياتية وتقاسم الخبرات وتكثيف الزيارات بين المسؤولين بما يسهم في التصدّي لشبكات الجريمة المنظمة وقمعها وتحييدها"، منوّها في هذا الإطار ب"العلاقات المتميزة" التي تربط الشرطة الجزائرية بنظيرتها الإيطالية، والتي ترتكز أسسها-مثلما قال-على "قيم ومعايير مشتركة تنصهر في بوتقة العمل الثنائي ومتعدد الأطراف وتصب ضمن فضاء هيئات الاتحاد الأوروبي المعنية بمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب". ومن جانبه أبرز فيتوريو بيساني، "تطابق وجهات النّظر بين الطرفين حول مجمل المسائل ذات الاهتمام المشترك"، مشدّدا على ضرورة "تعزيز التبادل والتنسيق العملياتي". وفي ذات السياق، أكد المسؤول الإيطالي، أن "الرؤية المشتركة للبلدين" من شأنها السماح بالخروج ب"نماذج للتعاون تعزّز التنسيق المعلوماتي بينهما"، لافتا إلى أن الشرطة الإيطالية "منفتحة على مختلف أوجه التعاون والتنسيق المشترك مع نظيرتها الجزائرية".