تستعد ولاية معسكر، مهد الأمير عبد القادر وموطن انطلاق دولته، لإحياء الذكرى ال193 للبيعة الأولى للأمير في برنامج احتفائي واسع يُنتظر أن ينطلق رسميًا بعد غد الخميس، في مبادرة تهدف إلى إحياء الذاكرة الوطنية وتثمين الإرث الفكري والجهادي لمؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة. تأتي هذه الاحتفالات بتنظيم مشترك بين مديريات الثقافة والشؤون الدينية والشباب والرياضة ومديرية المجاهدين وذوي الحقوق، وبرعاية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وإشراف وزارة الثقافة والفنون وولاية معسكر، وتحمل المناسبة شعار "من التأسيس والمقاومة إلى الجزائر المنتصرة". سينطلق البرنامج بمحاضرات فكرية تتناول جوانب من فكر الأمير عبد القادر، من بينها موضوع "مقاصد الدولة والأخلاق عند الأمير عبد القادر"، وهي محطة تتوخى إبراز الأسس السياسية والأخلاقية التي قامت عليها دولة الأمير منذ سنة 1832. كما ستُفتح أبواب المعالم التاريخية المرتبطة بسيرته أمام الزوّار، وتُعرض وثائقيات تحكي مراحل نضاله ونشأة أوّل دولة جزائرية حديثة. تشهد الولاية تنظيم زيارات لوفود شبابية ومدرسية إلى قلعة بني راشد وساحة الأمير ومواقع أخرى ترتبط بمسار الأمير العسكري والإداري. كما ستُقام معارض في دار الثقافة وفي الساحات العمومية لصور نادرة ووثائق تاريخية ومخطوطات تعود لفترة حكم الأمير، إلى جانب عرض مخططات ومجسمات تجسد حصونه ومراكز قيادته. ولإبراز البعد الروحي لشخصيته، خصّصت مديرية الشؤون الدينية برنامجًا متنوّعًا يضمّ دروسًا ومحاضرات بعد صلاتي المغرب والظهر تتحدّث عن قيم الأمير ومبادئه في التسامح والتعايش. كما سيتم تنظيم مسابقات قرآنية عبر المساجد والمدارس القرآنية، إضافة إلى بث حصص إذاعية خاصة بالمناسبة على أثير إذاعة معسكر الجهوية. وستشهد المناسبة تنظيم ورشات خاصة بالشباب في مجالات التوثيق وصناعة المحتوى والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن عروض فنية ومسرحية تتناول محطات من حياة الأمير، من بينها العمل المسرحي "مسامح النبي" الذي يقدم قراءة فنية لقيمه الإنسانية. كما ستحتضن الساحات العمومية عروضًا بصرية تعتمد تقنيات الإسقاط الضوئي لإعادة تجسيد معارك الأمير.