اعتبر سفير السودان بالجزائر السيد أحمد حامد مشاركة الجزائر الشعب السوداني احتفالاته بعيد استقلاله ال54 بوفد فني كبير لفتة مباركة من المسؤولين الجزائريين ستزيد أفراح السودانيين وتقرب بين الشعبين الجزائري والسوداني أكثر. وأعرب السفير السوداني في حديث خص به (واج) امس عن امتنان الحكومة السودانية لهذه المبادرة الحميدة التي قال إنها ستسمح بتعرف السودانيين أكثر على الجزائر وفنها وثقافتها. وأوضح أن هذه الالتفاتة تبرز "تميز وعمق العلاقات بين البلدين التي زادت ترابطا أكثر في المدة الأخيرة" مؤكدا أن السودان يسعى لترقيتها أكثر لتشمل كافة المجالات ولا سيما إعطاء "نقلة كبيرة" للعلاقات في المجالين الاقتصادي والتبادل التجاري. وبشأن الرهانات المستقبلية للسودان في ذكرى الاستقلال أشار السيد احمد حامد إلى ان هذه المناسبة تأتي في مرحلة هامة جدا فهي تأتي عشية إجراء الانتخابات العامة في افريل القادم ومع إنجاز قانون الاستفتاء في الجنوب والتحضير لإجراء هذا الاستفتاء الذي من المقرر تنظيمه في 2011 لاختيار الجنوبيين بين البقاء ضمن الدولة الموحدة من عدمه. كما تأتي هذه المناسبة والسودان يواجه حصارا ظالما فرض عليه بموجب قرار محكمة الجنايات الدولية الجائر منوها في هذا الاطار بحملة التضامن الدولي مع السودان وحكومته ضد هذا القرار والذي عبرت عنه كل من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ودول حركة عدم الانحياز وكثير من الدول الاخرى المحبة للسلام والعدالة مما "قلل كثيرا من آثاره" على السودان رغم مواصلة بعض الدول الاخرى العمل في الاتجاه المعاكس مثل ما جرى من نقل قمة فرنسا-افريقيا من مصر الى فرنسا "تفاديا لمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير بضغوط من فرنسا". وأوضح الدبلوماسي السوداني أن أصل قرار محكمة الجنايات الدولية هو قضية دارفور رغم أن الجميع يعلم أن الحكومة السودانية "تبذل قصارى جهدها من اجل ايجاد حل سلمي ونهائي يضع حدا لهذا المشكل". وذكر في هذا الاطار بتواصل المحادثات في الدوحة حول هذه القضية والتي قال انها "ستدخل قريبا مرحلة جديدة" بين الاطراف المعنية وبمشاركة عدة دول للمساعدة في حل هذا المشكل معربا عن اعتقاده بأن عام 2010 "سيشهد وضع حد لهذا الصراع والتوصل لحل نهائي سلمي ومقبول من جميع الاطراف في قضية دارفور". وعلى صعيد آخر أبرز السيد أحمد حامد "التحولات الاقصادية الهامة" التي يشهدها السودان - "رغم الحصار واستنزاف ثرواته في النزاعات الداخلية" - بفضل ما يتوفر عليه من موارد زراعية وحيوانية ومعدنية وشساعة ارضه وتوفر المياه. وذكر في السياق بأن معدل النمو الاقتصادي في السودان في "تنامى مستمر" ومن المتوقع أن تشهد السنة القادمة "ازدهارا أكبر". وبعد أن أشار إلى التنوع الثقافي والديني والعرقي الذي يميز السودان أعرب عن أمله في أن تعطي مناسبة إحياء أعياد الميلاد والعام الجديد وأعياد الاستقلال دفعا ل"مزيد من اللحمة" بين أبناء الشعب السوداني ووضع حلول للنزاعات في الجنوب وفي دارفور التي "زادها تعقيدا التدخلات الاجنبية" مؤكدا ان السودانيين كفيلون وحدهم بالتوصل لحلول للمشكلات التي تواجههم. واكد السفير احمد حامد ان الحديث عن الاستقلال يقتضي التذكير برموز كفاح الشعب السوداني من اجل التخلص من نير الاستعمار ولا سيما قادة المقاومات الشعبية السودانية من امثال الامام المهدي والمناضل حبوبة واسماعيل الازهرى وغيرهم من المناضلين والسياسيين "الذين قادوا السودان نحو التحرر والتقدم ويبقون دائما في مخيلة السودانيين ومحل تقديرهم".(واج )