السيد عطاف يشارك بالرياض في اجتماع وزاري لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية    عيد العمال: الأربعاء 1 مايو عطلة مدفوعة الأجر    الرئيسان الكيني والموريتاني يحملان الوزير الأول نقل تحياتهما وتقديرهما البالغين لرئيس الجمهورية    عرقاب يؤكد بإيطاليا التزام الجزائر بتعزيز دورها كمزود للطاقة موثوق به عالميا    أحمد بداني : إنتاج يقدر بأكثر من 2700 طن من أسماك المياه العذبة في 2023    الجزائر تترأس المجلس الدولي للحبوب    الجيش الصحراوي يستهدف مواقع الاحتلال بالمحبس والفرسية    الجيش الصهيوني يقصف المدنيين ويرتكب مجازر في رفح    الكيان المجرم فشل في تشويه "الأونروا"    بعد الانتقادات.. رد رسمي يحسم مستقبل بن رحمة مع ليون    التوقيع على اتفاقية-إطار للشراكة بين قطاعي البيئة والثقافة    وهران: افتتاح المعرض الدولي الرابع لإعادة التدوير"ريسايكلن اكسبو"    مهرجان عنابة.. فرصة مثالية لاسترجاع جمهور السينما    تاريخ "موقع تيغنيف" الأثري بمعسكر يعود إلى أكثر من مليون سنة    "المرصد الأورو متوسطي" : إصدار وشيك لأوامر اعتقال قادة إسرائيل وتحذير من عرقلة المحكمة الجنائية    للإحصاء العام للفلاحة 2024 دور كبير في رسم السياسات التنموية مستقبلا    السيد تاقجوت يدعو إلى تأسيس جبهة عمالية "قوية" من أجل الحفاظ على المصالح العليا للبلاد    القضاء على إرهابي بالشلف بالناحية العسكرية الأولى    مندوب المخاطر الكبرى بوزارة الداخلية : الجزائر معرضة ل 18 نوعا من الأخطار الطبيعية تم تقنينها    كرة القدم: غلق مؤقت لملعب 5 جويلية للقيام بأشغال الترميم    بورصة: بحث سبل التعاون بين "كوسوب" وهيئة قطر لأسواق المال    الوريدة".. تاريخ عريق يفوح بعبق الأصالة "    موعد عائلي وشباني بألوان الربيع    بوزيدي : المنتجات المقترحة من طرف البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    إجراء اختبارات أول بكالوريا في شعبة الفنون    مولودية الجزائر تقترب من التتويج    تيارت/ انطلاق إعادة تأهيل مركز الفروسية الأمير عبد القادر قريبا    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    شنقريحة يحث على اليقظة..    رفع سرعة تدفق الأنترنت إلى 1 جيغا    هنية يُعبّر عن إكباره للجزائر حكومةً وشعباً    العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزة    صورة قاتمة حول المغرب    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنّين    العدوان على غزة: الرئيس عباس يدعو الولايات المتحدة لمنع الكيان الصهيوني من اجتياح مدينة رفح    رقمنة تسجيلات السنة الأولى ابتدائي    سنتصدّى لكلّ من يسيء للمرجعية الدينية    برمجة ملتقيات علمية وندوات في عدّة ولايات    المدية.. معالم أثرية عريقة    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    الجزائر تُصدّر أقلام الأنسولين إلى السعودية    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    استئناف حجز تذاكر الحجاج لمطار أدرار    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    تخوّف من ظهور مرض الصدأ الأصفر    تتويج الترجي التونسي للرجال وبريميرو أوغستو عند السيدات    "الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه    العثور على الشاب المفقود بشاطئ الناظور في المغرب    راتب بن ناصر أحد أسباب ميلان للتخلص منه    أرسنال يتقدم في مفاوضات ضمّ آيت نوري    "العايلة" ليس فيلما تاريخيا    عائد الاستثمار في السينما بأوروبا مثير للاهتمام    15 جريحا في حوادث الدرجات النارية    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واقع الثقافة بولاية الأغواط
وجهان حسب الجهة المصرح بها
نشر في المساء يوم 29 - 03 - 2010

ماهو واقع الثقافة في ولاية الأغواط؟ هل هو متحرك أم أصابه السكون؟ كيف لمدينة تحتضن حركة مسرحية قوية أن لا تتوفر على قاعة مناسبة لاحتضان هذه الحركة؟ وماذا عن دور دار الثقافة في تحريك ثقافة المنطقة وفي جذب الجمهور؟ وما هو موقع مثقفي وفناني المنطقة في خارطة الأغواط؟ ''المساء'' طرحت هذه التساؤلات على أحد الفاعلين في الساحة الثقافية والفنية في الأغواط (اختار أن يبقى في الخفاء) وكذا على مدير دار الثقافة، فكان هذا الموضوع.
يقول محدثنا الذي فضل البقاء في الخفاء، إن صعوبة التنسيق في النشاط الثقافي بين دار الثقافة ومديرية الثقافة لولاية الأغواط (وهما اللتان تنتميان إلى نفس القطاع)، أمر محزن حقا ومرفوض، مضيفا أن هاتين المؤسستين تنشطان في أغلب الأحيان كل منهما على حدة، مما يعرقل سيرورة النشاط الثقافي.
وفي هذا السياق أيضا، لا يمر التيار بين إدارة دار الثقافة بالأغواط من جهة وبين مصلحة النشاط الثقافي لنفس الفضاء، والتي تهتم بتسطير ووضع البرنامج الثقافي للدار، هذه الأخيرة حسب محدثنا، تهتم فقط بما يحدث في بلدية الأغواط، وتتناسى البلديات الأخرى، ليتشكل بذلك حال انقطاع تام بينهما.
نشاط داخلي
النشاط الثقافي في دار الثقافة لولاية الأغواط، داخلي وغير مفتوح - يكشف محدثنا - مستطردا في قوله إن إدارة الدار لا تهتم بجلب الجمهور إلى فضائها، بل تقتصر على ملء أجندتها بنشاطات قد يحضرها الجمهور، وقد لا يحضرها إطلاقا، مضيفا أنه لولا تنشيط بعض المؤسسات الأخرى كمراكز التكوين من خلال تنظيمها لمعارض وغيرها، لما اشتغل موظّفو مصلحة النشاط الثقافي بالدار باعتبار أن النشاطات الثقافية التي تنظمها الدار كالأمسيات الشعرية والحفلات، لا يسمع عنها الجمهور لغياب الإعلان عنها، في حين يمكن للجمعيات أن تجلب هذا الجمهور إلى نشاطاتها في حال كان لهذه الأخيرة طابع وطني.
محدثنا أكد حاجة مدينة الأغواط إلى أسماء أدبية وسينمائية، مضيفا أنه تم اقتراح أسماء كأمين الزاوي والطاهر وطار ورشيد بوجدرة، لتكريمها وقد تم الاتصال بهذه الأسماء لكن كل شيء توقف، والحجة كانت ''تشجيع الثقافة المحلية''، وأي تشجيع؟ - يتساءل محدثنا - ويضيف ''هل جلب شاعر في قاعة خاوية يلقي ديوانه أمام موظفيّ مصلحة القطاع الثقافي بدار الثقافة، يمثل تشجيعا للثقافة المحلية؟ ''.
وفي هذا السياق يقول محدثنا إنه تم تقديم اقتراحات لمدير دار الثقافة لتغيير واقع الثقافة المحلية ولو بدرجة قليلة، كتوفير حافلات نقل الطلبة لحضور الأنشطة ولكنه لم يرض، وقال إن ما يهمه هو تنظيم النشاط وفقط، مؤكدا في الصدد نفسه أنه لا يوجد اعتبار للفنان المحلي في الأغواط، سواء كان ينشط داخل أو خارج الولاية وهو أمر مؤسف حقا.
بالمقابل، تحدث نفس الشخص عن الدعم الضعيف جدا لمصلحة النشاط الثقافي في دار الثقافة مقارنة بالمصالح الأخرى للدار، فلا تتوفر هذه المصلحة على طابعة وأحيانا حتى على أوراق، مضيفا أنه أصبح يشبه مصلحة النشاط الثقافي لولاية الأغواط بمصلحة النظافة بشركة سونطراك، وفي سياق متصل يقول محدثنا إن هناك موظفين بالدار لم يرقوا منذ عشرين سنة، كما تتوفر هذه الأخيرة التي تقع في مساحة تقدر ب3 هكتارات على قاعة عرض لم تتنه الأشغال بها منذ أكثر من عشرين سنة أيضا.
وتأسف محدثنا عن واقع الثقافة بولاية الأغواط رغم الميزانية المهمة المخصصة لدور الثقافة بولايات الجنوب، في حين تعرف ولاية الجلفة المجاورة للأغواط نشاطا ثقافيا ثريا ومتنوعا.
غياب الجمهور راجع لأسباب خارجية
يقول السيّد قريم مدير دار الثقافة لولاية الأغواط لالمساء إن دار الثقافة لولاية الأغواط تقوم بالتنسيق مع الجمعيات والهيئات الثقافية بالمنطقة في تنظيم نشاطات ثقافية، مثل الأيام المسرحية بمبادرة من جمعية مسرح الأغواط، وكذا مهرجان السماع الصوفي بمبادرة جمال بارود الأغواطي وغيرهما، مضيفا أن الدار تقدم دعمها ماديا وتأطيريا وبشريا لهذه الهيئات التي تنشط داخل الدار وتساعدهم كذلك على مستوى مديرية الثقافة والولاية ووزارة الثقافة أيضا.
وفي هذا السياق، تحدث قريم عن تنظيم دار الثقافة لنشاطات ثقافية متنوعة، وهي نشاطات يومية كالأمسيات الشعرية والمسرحيات والمعارض، وكذا الأنشطة المتعلقة بالمناسبات والمهرجانات الجهوية والوطنية مثل المهرجان الثقافي المحلي للثقافات والفنون الشعبية والأسابيع الثقافية، علاوة على مسابقات وهي مسابقة الأديب الصغير ومسابقة الرسام الصغير.
قريم أضاف أن ميزانية الدار تمس النشاطات العادية، أما فيما يخص النشاطات الأخرى فهي تأتي عن طريق الجمعيات والتعاونيات، واستطرد في قوله إن دار الثقافة لولاية الأغواط نظمت في سنة 2006 مهرجان الشعر الشعبي، وحاولت تنظيمه في سنة ,2007 ولكنه كان قد رسم في ولاية أخرى، فاقترحت الدار تنظيم نشاط بعنوان ''عكاظية عبد الله بن كريو''.
وأشار قريم إلى أن دار الثقافة لولاية الأغواط مؤسسة ولائية، أي تمس كل الولاية وليس بلدية الأغواط فقط، بحيث يتم إرسال بعض جمعيات دور الثقافة لبعض الولايات لتنشط في مجالات مختلفة مثل المسرح والفنون التشكيلية والموسيقى، وأعطى مثالا عن ذلك، مشاركة مسرح الأغواط في مهرجان عين تيموشنت وسيدي بلعباس، ومشاركة موسيقيين من المنطقة في بشار والعاصمة، وفي السياق نفسه، أضاف أنه يتم أحيانا استضافة فرق من ولايات أخرى وهذا حسب إمكانيات الدار.
وعن استضافة الدار لكتاب من ولايات أخرى يجيب قريم بالإيجاب، ويضيف أنه تمت استضافة كتاب من جامعات وولايات أخرى، وتمت دعوة عدد من الكتاب المعروفين مثل أمين الزاوي والطاهر وطار، الذين وافقوا مبدئيا في انتظار التجسيد.
وماذا عن مثقفيّ وفنانيّ الولاية، هل يتم دعمهم؟ يجيب قريم بنعم، وقال إنه يتم تنظيم ورشات لمختلف الفنون بغرض مساعدة المواهب وبعدها يتم عرض أعمالهم حتى في ولايات أخرى، أما عن غياب الجمهور في النشاطات التي تبرمجها الدار فذلك راجع حسب قريم إلى عوامل خارجية كالظروف الطبيعية والدراسة، علاوة على نوعية النشاط المبرمج، وفي هذا السياق يقول المتحدث إن النشاط الذي يجلب الجمهور هو النشاط المتعلق بالطفل، أما ذاك الذي لا يستميله فهو المتعلق بالمحاضرات.
وفي هذا الصدد، سألناه: كيف يتم جذب الجمهور إلى نشطات الدار؟ يقول قريم إن ذلك يتم من خلال الإعلانات، وبالأخص عن طريق إذاعة الأغواط التي تساعد الدار كثيرا في هذه البغية، بالإضافة إلى عمل مراسيلي الجرائد، إضافة إلى وضع ملصقات وإعلانات لهذا الغرض.
قاعة للعروض.. 20 سنة من الانتظار
تضم دار الثقافة قاعة تحتضن النشاطات الثقافية، وهي بحق لا تناسب تماما هذه المهمة، بالمقابل يتم منذ أكثر من عشرين سنة بناء وتجهيز قاعة عرض كبيرة، فمتى سيشهد سكان الأغواط انتهاء أعمال قاعة عرض مشرفة، خاصة وأن الأغواط وإن كانت تعرف بحركة مسرحية مهمة فإنها تخلو من قاعة مسرح، ولم يعط لنا مدير دار الثقافة تاريخا محددا لانتهاء الأشغال بهذه القاعة، وقال إنها تنقسم إلى قاعتين، الأولى تضم سبعة آلاف مقعد والثانية ثلاثمائة مقعد، وهما متعددتا النشاطات، مضيفا أنه تم الانتهاء من البناء، وما تزال التجهيزات وهي تحت مسؤولية مديرية التجهيزات والبنايات.
وعن التنسيق بين دار الثقافة ومديرية الثقافة من جهة؟ وبين دار الثقافة والجامعة من جهة أخرى، فيما يخص تنظيم النشاطات الثقافية؟ يقول قريم إن هناك أنشطة مشتركة بين الدار والمديرية، كالأسابيع الثقافية والأنشطة التي نظمت في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وكذا مهرجان الفنون والثقافات الشعبية، عكاظية عبد الله بن كريو ربيع الأغواط، يوم الفنان، عيد الاستقلال والشباب، وغيرها.
تعاون الدار مع الجامعة قال بشأنه قريم إنه سيتم إعادة تنظيم نشاطات خاصة بتقديم الكتب التي تعقبها عمليات بيع بالإهداء، وهنا توقف المتحدث عند نقطة حضور الجمهور إلى هذا النوع من النشاطات، فقال إن ذلك يتم حسب اسم الأستاذ وشعبيته مثلما حدث مع الأستاذ المعروف إبراهيم شعيب الذي عرف نشاطه حضور جمهور كبير.
نشاطات دار الثقافة المقبلة تتمثل في نشاط حول فنان المنطقة، الفنان التشكيلي المرحوم محمد صغير وكذا الفنان فرومونتان، علاوة على الأسابيع الثقافية في كل من معسكر تبسة جيجل، عين تيموشنت ،تيسمسيلت ووادي سوف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.